ليس بائعاً عادياً في سوق الفجيرة الرمضانية، بل هو أيقونة السوق لما يمتلك من خفة روح يستقبل بها زواره، وأهم ما يميزه أنه يمسك مكبر الصوت، ويعلن عن وصول دفعة جديدة من “الديوك المحلية” ويعدد فوائدها الغذائية، إنه محمد خميس الشري، وهو الوحيد الذي يروج ويبيع هذا النوع من الدواجن الحية في السوق الرمضانية، حيث نراه يقبض على أجنحة الديك، ويجره من القفص ملوحاً به أمام المارة والحضور، ذاكراً صفاته ونوعه الجيد وسط متابعة وحماس الجمهور، ومع هذا يحاول الديك المقاومة وعدم الاستسلام بسهولة، بعدها يقوم المشتري بقياس وزن الديك وتفحص لون ريشه وحجمه وبعد عملية أخذ وعطاء يوافق الشري على بيع الديك.
والشري، من جانبه، وبسبب شغفه بالطعام الشعبي، بات يروج بحماس للأكلات المحلية، ويقول إنها الأهم والأفضل للإنسان.
اتخذ الشري ركناً في الجانب الشرقي من السوق، وأصبح هذا الركن أكثر جذباً لزوار السوق على كورنيش الفجيرة مقابل النادي البحري، فصوت الشري يصدح في أرجاء المكان والناس من حوله يجتمعون، منهم من يشتري ومنهم من يستمع إلى الشري وطرائفه، وهو يعدد أنواع البضاعة التي بحوزته، فبالإضافة إلى بيع الديوك، فهو لديه مطبخ يقدم أطيب وألذ المأكولات الشعبية، أهمها الهريس والخبيص والعرسية والساكو وسمك البرياني والخبز واللبن واليقط والبثيث.
ويقول الشري، إنه يمارس هذا العمل منذ خمسين سنة، وإنه يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة في المطبخ، وتخصص في بيع المأكولات المحلية.
وأضاف: “شهر رمضان هو شهر الخير ونحاول بقدر المستطاع تقديم أجود أنواع الأطعمة المحلية والترويج لها، لأن كثيراً من جيل اليوم اتجه إلى الأكلات السريعة الضارة والمشبعة بالدهون، أما الأكلات الشعبية فهي تعتمد في الأساس على المواد الغذائية الطازجة، مثل السمك والطحين والأرز والشعير، كما أنه منذ سنوات طوال يبيع الدجاج الحي الذي يربيه في البيت وبسعر مناسب، حيث يصل سعر الديك إلى خمسين درهماً، وهناك إقبال جيد على شراء الدواجن، فالكثير من المواطنين يفضلون أكل اللحوم الطازجة في رمضان، الأمر الذي يلبي احتياجات محبي الدجاج الطازج خلال الشهر الفضيل”.
وطقوس شهر رمضان في الماضي، كما يروي الشري، تختلف كلياً عن طقوس اليوم، ففي الماضي عاش الناس في ظل وجود كميات قليلة جداً من الطعام، مثل الأرز والسمك والتمر والقهوة وقليل من الخبز، وكانت ظروف المعيشة صعبة للغاية، ويبذلون جهوداً كبيرة من أجل توفير لقمة العيش، أما اليوم ولله الفضل، كل شيء متوافر، وهناك أصناف شتى من المأكولات العربية والمحلية والأجنبية متوافرة في الأسواق.
– الاتحاد