استشهد أمس في اليوم العاشر للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 19 فلسطينياً، بينهم سبعة أطفال، وأصيب العشرات بجروح، بينما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي امس ببدء الهجوم البري في غزة لضرب أنفاق حماس الممتدة من غزة إلى إسرائيل.وأفاد شهود عيان من رويترز ومقيمون في غزة بأن قصفا مدفعيا وبحريا كثيفا قد بدأ بطول حدود غزة.

وكثف الطيران الإسرائيلي القصف بعد انتهاء الهدنة المؤقتة باتجاه التجمعات السكانية في مدينة غزة وبلدة القرارة في خان يونس، وفي بلدة بيت حانون شمال القطاع، ومناطق أخرى مع التركيز على الأطفال بالأساس، حيث استهدفت طائرات الاستطلاع أماكن وجود الأطفال ما تسبب باستشهاد 4 في حي الصبرة بمدينة غزة، وطفل خامس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

فقد استشهد الأطفال: جهاد عصام شحيبر (8 سنوات)، وشقيقه وسيم (7 سنوات)، وابنة عمهم فلة طارق شحيبر(7 سنوات) في قصف صاروخي إسرائيلي طال منزلاً لعائلة شحيبر في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزةكما أصيب بهذا القصف طفل بجروح بالغة، وفلسطينيون بجروح متوسطة، وتم نقلهم للمستشفى. كما استشهد إسماعيل يوسف الكفارنة من بلدة بيت حانون جراء قصف منزله.

وأعلنت مصادر طبية مساء أمس عن استشهاد الطفلة رهف جليل الجبور (4 سنوات) في غارة إسرائيلية طالت حي المنارة وسط خان يونس، وكذلك عن استشهاد الطفل ياسين الحميدي (4 سنوات) متأثرا بجروحه التي أصيب فيها قبل يومين في قصف إسرائيلي طال جنوب مدينة غزة.
وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على مختلف المناطق في قطاع غزة، موقعاً المزيد من الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين، والدمار في المنازل والممتلكات والبنية التحتية والمؤسسات الإنسانية والخدماتية.

وكان سالم صالح فياض (25 عاماً) قد استشهد في غارة استهدفت مدينة دير البلح وسط القطاع، وتم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة. وأدت غارة إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا إلى استشهاد أحمد ريحان (23 عاماً) وإصابات في صفوف المدنيين، بينهم حالة خطرة، وتحديداً في منطقة العطاطرة شمال بيت لاهيا.

واستشهد المسن محمد عبد الرحمن حسونة (67 عاماً)، وأصيب شاب آخر بجروح خطيرة خلال ذهابه إلى أداء صلاة الفجر في مدينة رفح، جنوب القطاع، نقلا إلى مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة.

كما استشهدت المسنة زينب محمد سعيد العبادلة (70 عاماً) متأثرة بجروحها في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث استشهدت بمستشفى غزة الأوروبي في المدينة. وشن الطيران الحربي غارة على مدينة دير البلح، استهدفت أحد المنازل ما أدى إلى استشهاد محمد محمود القديم (22 عاماً) متأثرا بجروح أصيب بها شرق المدينة.

كما استشهد ثلاثة، بينهم امرأة، وأصيب آخرون جراء سقوط قذائف المدفعية الإسرائيلية على منزل شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان: «إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة أبو اسنينة شرق مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، عرف من بينهم بشير عبد العال، وعبد الله الأخرس، فيما بقيت هوية الشهيدة مجهولة، وإصابة آخرين بجروح مختلفة. وأكد شهود العيان أنه جرى نقل الشهداء الثلاثة أشلاء ممزقة، إضافة إلى المصابين، إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.

وفي المساء استشهد 3 فلسطينيين على الأقل، وأصيب ما لا يقل عن 8 آخرين، من بينهم أطفال ونساء في قصف مدفعي مكثف وعشوائي على حي الشجاعية بمدينة غزة. وأوضحت مصادر طبية أنه وصل إلى مستشفى دار الشفاء حتى اللحظة الشهداء: عبد علي انطيز (25 سنة)، ومحمد شادي انطيز (14 سنة)، ومحمد سالم انطيز (4 سنوات)، وأنه من بين الجرحى اثنان من الأطفال الرضع. وأكد شهود عيان أن طفلاً على الأقل من بين الشهداء، وأن القصف طال الحي بأكثر من 30 قذيفة، معظمها سقطت في سوق الجمعة.

وأوضح الشهود أن الشهداء والجرحى نقلوا إلى مستشفى دار الشفاء غرب مدينة غزة، وأن القصف تسبب بانقطاع التيار الكهربائي في الحي، وبخاصة في مناطق الشعث والجديدة والتركمان، بعد استهداف المغذي الرئيسي للكهرباء.

وباستشهاد الفلسطينيين الـ19 ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة حتى اللحظة إلى 241 شهيداً، بينهم 54 طفلاً، و37 سيدة، و30 مسناً، وأكثر من 1770جريحاً، بينهم ما لا يقل عن 450 طفلاً.

كما تجدد القصف الإسرائيلي على مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي في غزة، وإصابة أربعة بجروح. وللمرة الأولى، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) أنها عثرت على صواريخ في إحدى المدارس التابعة لها في قطاع غزة.

وقالت في بيان: «في سياق تفتيش اعتيادي لمبانيها، وجدت الاونروا نحو 20 صاروخا مخبأة في مدرسة فارغة في قطاع غزة». ودانت الاونروا ما وصفته بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي، مشيرة إلى أنه تم إزالة الصواريخ، وإبلاغ «الأطراف المعنية». وبحسب البيان فإن «الاونروا تدين بشدة الفصيل أو الفصائل المسؤولة عن وضع الأسلحة في إحدى مؤسساتها».وبشأن مساعي التهدئة، أعلن مسؤول إسرائيلي قبلها لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن اسمه أن اسرائيل وحركة حماس اتفقتا على وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي من يوم الجمعة.

ونفى المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي أبو زهري صحة هذه الأنباء، مؤكداً أن الجهود مستمرة للتوصل إلى تهدئة. وقال ممثل لحركة فتح أن هنالك اتفاقاً «مطروحاً على الطاولة»، وأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أفشل أمس محاولة تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية من قبل مجموعة مسلحة فلسطينية، استخدمت نفقاً من غزة، وقتل أحد أعضائها.

وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحفيين في مؤتمر هاتفي: «إن القوات الإسرائيلية رصدت حوالى 13 مسلحاً يحاولون التسلل إلى إسرائيل من خلال استخدام نفق بنته حماس»، مشدداً على «إفشال محاولة تسلل وهجوم إرهابي كبير». وكان النفق يفضي في الجانب الإسرائيلي إلى نقطة قريبة من كيبوتز صوفا جنوب إسرائيل. وفور رصد المجموعة تمت مهاجمتهما من قبل سلاحي البر والجو مما أرغمها على العودة إلى قطاع غزة، بحسب المتحدث.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان أن «قامت مجموعة خاصة من كتائب القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا في تمام الساعة الرابعة صباحا، وخلال انسحابها بعد استكمال مهمتها، تعرضت لنيران طيران العدو، وقد عاد مجاهدينا كافة بسلام».

وأعلن الجناح المسلح لحركة حماس كتائب القسام، أنه أرسل طائرة من دون طيار في مهمة هجومية إلى «عمق» إسرائيل. وقالت «القسام» على موقعها الإلكتروني «نعلن إرسال طائرة (أبابيل 1) في مهمة هجومية في عمق الكيان الصهيوني» من دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل. وقالت مصادر إسرائيلية: «إن الجيش الإسرائيلي أسقط طائرة صغيرة قادمة منقطاع غزة فوق مدينة عسقلان الساحلية جنوب إسرائيل عبر صاروخ «باتريوت» للمرة الثانية خلال أيام».

بالمقابل قتل مستوطن إسرائيلي بصاروخ أطلق من غزة على عسقلان أمس.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مناطق عدة مختلفة من النقب الغربي جنوب إسرائيل، تعرضت لرشقات متتالية من القذائف الصاروخية. وسقط صاروخ أطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، في اللحظة التي انتهت فيها التهدئة الإنسانية التي استمرت لخمس ساعات، حيث أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي. ولكن تم اطلاق قذائف هاون من قطاع غزة على جنوب إسرائيل بعد نحو ساعتين، بحسب الجيش الإسرائيلي. بينما نفت حركة حماس إطلاقها لأي قذائف خلال الهدنة المؤقتة.

الاتحاد