تواصل التفاعل الشعبي والإعلامي والسياسي الإماراتي تجاه فبركات قناة «الجزيرة» ضد دور الإمارات الداعم للقضية الفلسطينية. وأكّد سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية أنّه آثر عدم الرد «بحثاً عن الأجر» في هذه الأيام الفضيلة، بينما أبدى معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قلقاً من تداعيات «الكذب والتلفيق» الذي مارسته «الجزيرة»..

والذي قد يستهدف أبناء الإمارات الذين يعملون بكل تفان في الإغاثة الانسانية في غزة. وترافق هذا مع تأكيد أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي على أهمية أن تعود دولة قطر إلى جادة الصواب وتنتهج أسلوباً يعزز الركيزة التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي.

عبدالله بن زايد: استخارة

وفي إطار الاستفزاز الذي مارسته «الجزيرة» في بثّها خبراً مسموماً ومفبركاً عن لقاء جمع بين سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية ووزير خارجية إسرائيل ديفيد ليبرمان في العاصمة الفرنسية قبل ايام، قال سمو الشيخ عبدالله إنّه يفضّل عدم الرد على أكاذيب «الجزيرة». وأوضح في هذا الصدد: «استخرت بين الرد من عدمه.. اقتنعت بعدم الرد بحثاً عن الأجر بهذه الأيام وتخففاً من الذنوب».

قرقاش: قلق وتساؤل

أما وزير الدولة د. أنور قرقاش فرأى أنّ الحقائق المتعلّقة بفبركة لقاء ليبرمان تفيد بأنّ «المهنية» الإعلامية تتطلب اعتذاراً مهنياً. وتساءل: «هل الجزيرة والقائمون عليها قادرون على الاعتذار مهنياً؟»

وأردف معاليه القول إنّ «المشكلة ليست في فبركة الجزيرة للخبر، بل في أنّ الكذب والتلفيق قد يستهدف أبناء الإمارات الذين يعملون بكل تفان في الإغاثة الانسانية في غزة».

موقف موحد

وفي مقابل الأجواء التي بثّها الخبر المضلّل لـ«الجزيرة»، أكد أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي لـ«البيان» أن الخبر الذي نشرته قناة «الجزيرة» القطرية واتهمت فيه الإمارات بالتآمر على غزة والتحريض على العدوان عليها عار عن الصحة ويسهم في تعميق الخلاف بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وروابط أسرية وأخوية، مشددين على أهمية أن تعود دولة قطر إلى جادة الصواب وتنتهج أسلوباً يعزز الركيزة التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار أعضاء المجلس الوطني إلى أن السياسة الخارجية لدولة الامارات واضحة وتقوم على عدم التدخل في سياسة أو شؤون أي دولة منذ أن أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهذا الأمر نهج للدبلوماسية الاماراتية وسياستها الخارجية.

البحر: موقف صدمنا

وقالت عضو المجلس الوطني الاتحادي د. منى البحر إن اتهام قناة الجزيرة القطرية دولة الامارات بالتآمر على غزة والتحريض على العدوان عليها «صدمنا».

وتابعت القول: «في كل مرة نقول إن هناك بوادر خير وهناك ركيزة تجمع دول مجلس التعاون الخليجي ودولة قطر لا تزال حريصة على هذه الركيزة، نجد العكس فمع مرور الوقت قطر الدولة الشقيقة لا تقيم أي اعتبار لتاريخ العلاقات الخليجية ونوعية الروابط بينها ولم نر من الأشقاء في قطر أي بشائر لتحسين هذه الروابط».

وأوضحت د. البحر أن قناة الجزيرة منذ تأسيسها عملت عبر سنوات عدة على توسيع قاعدتها الجماهيرية وتحصل على مصداقية كبيرة و«بعدها بدأت تبث الخراب.. وهذه المسألة مخطط لها وهناك نفس طويل في هذا التخطيط». وذكرت أن «السياسة الخارجية لدولة الامارات واضحة منذ أن أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وأساس بذرتها عدم التدخل في سياسة أو شؤون أي دولة وهذا الأمر أساس للدبلوماسية الاماراتية ونهج لسياستها الخارجية، مشيرة إلى أن الامارات دائما تتدخل في الخير في الدولة الاخرى وتقدم المساعدات لأنها بلد خير وسلام ولا تقوم في تشويه سمعة أي بلد أو تتدخل بشؤونه الداخلية، ونحن أبناء الامارات نرفض بشكل كامل ما تقوم به دول قطر تجاهنا والطعن من الخلف الذي نتعرض له أمر مرفوض».

الرحومي: مواقف واضحة

من جانبه، قال عضو المجلس الوطني الاتحادي حمد الرحومي إن «مواقف دولة الامارات تجاه جميع دول العالم وبخاصة الاشقاء العرب مواقف واضحة لا لبس فيها، ودائما وقفت الامارات ولا تزال مع قضية فلسطين القضية المحورية للشعب العربي ولم تكن طرفا فيها بل كانت على الدوام يدها ممدودة لمساعدة ونصرة الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم الكامل له».

وذكر الرحومي أن ما نشرته قناة «الجزيرة» وما تم تداوله على «تويتر» بحق الإمارات قيادة وشعبا «خطأ جسيم وكبير بحقنا.. خاصة وأن دولة الامارات ومنذ تأسيسها دأبت على مد يد الخير لجميع دول العالم والوقوف بجانب الدول العربية».

اتهامات باطلة

بدوره قال عضو المجلس الوطني الاتحادي أحمد عبدالملك لا أحد في دول مجلس التعاون الخليجي يتمنى أن «تتجنى دولة قطر على دولة الامارات، وأن تتهمها باتهامات باطلة عارية عن الصحة»، لافتاً إلى أن الخبر الذي نشرته قناة «الجزيرة» واتهمت فيه الامارات بالتآمر على غزة والتحريض على العدوان عليها «مستغرب وخبر مفبرك يسهم في تعميق الخلافات بين الدولتين التي تربطهما علاقات أخوية وأسرية وتاريخية».

ودعا عبدالملك القطريين إلى العودة إلى «جادة الصواب وحوار العقل»، متسائلاً: «من المستفيد في إطلاق مثل هذه الاخبار الكاذبة غير أعداء البلدين»، منوها بأن المنطقة تمر بظروف صعبة تحتم علينا التكاثف والوقوف جنبا إلى جنب بدلا من اختلاق الاخبار غير الصحيحة وإطلاق الشائعات.

البيان