ناشد المتحدثون في المجلس الرمضاني الذي عقدته وزارة الداخلية، واستضافه الدكتور سليمان الجاسم الباحث والأكاديمي المدير الأسبق لجامعة زايد، الجهات المعنية بأهمية تفعيل الحملة الإعلامية الخاصة بالخدمة الوطنية، حتى تسهم في استقطاب الشباب وتأهيلهم فكرياً ونفسياً لأداء الخدمة، فضلاً عن إجابتها عن كافة الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب الخاضعين للقانون، والتي طُرحت في مراكز التسجيل .
أجمعوا على أن الخدمة الوطنية تهدف إلى غرس ثقافة الولاء والانتماء للوطن وقيادته منذ الصغر بدءاً من الأسرة والمدرسة، وأكدوا أن التفاعل مع القانون والاستجابة للمشروع تأكيد على سلامة نهج الخدمة الوطنية التي يختلف مفهومها عن الخدمة الإجبارية المعمول بها في العديد من الدول، والتي استندت تاريخياً إلى دعوة التطوع التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1990 خلال حرب الخليج . وشددوا على أهمية توحيد منهاج التربية العسكرية في المدارس الثانوية بالدولة، وأكدوا أن الأسرة والمدرسة تلعبان الدور الأساسي في تأهيل الأبناء لأداء الخدمة بتبيان أهمية أدائها وتوضيح فوائدها وأهدافها للمنتسب .
أدار الجلسة الحوارية الإعلامي أحمد حسن اليماحي، مرحباً بالحضور متناولاً تاريخ مجالس وزارة الداخلية التي انطلقت عام 2012 بفكرة الخيم الرمضانية، ثم تطورت عام 2013 وأحدثت نهجاً جوهرياً لتصبح مجالس رمضانية تستضيفها شخصيات وطنية في جميع أنحاء الإمارات، تتناول كافة القضايا الوطنية في جميع المجالات وتخرج بتوصيات ترفع إلى القيادة الرشيدة .
وأشار اليماحي إلى أن موضوع المجلس “متحدون في المصير شرف الخدمة الوطنية” يتناول 4 محاور أساسية تشمل تاريخ الخدمة الوطنية، ولماذا سميت الخدمة وطنية وليست إجبارية؟ وماهي الأهداف الاستراتيجية للخدمة الوطنية؟ وكيف نوحد الشباب حول المشروع لضمان نجاحه؟
تحدث بعد ذلك الدكتور سليمان الجاسم قائلاً: يسعدني استضافة المجلس الرمضاني، وعند الحديث عن الخدمة الوطنية استذكر مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “نحن دولة تسعى للسلام وتحترم حق الجوار، ولكن حاجتنا إلى جيش قائمة ليس للغزو ولكن للدفاع عن أنفسنا، والشباب هم سياج الوطن المتين للحفاظ على أرضه ودولته، وإن التنمية تحتاج لتضافر جهود كل المواطنين” .
ويضيف: القانون رقم 6 لسنة 2014 الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتناغم مع المادة 49 من الدستور والتي تقول إن الدفاع عن البلاد واجب مقدس على كل مواطن، وإن التفاعل مع القانون والدعوة لانخراط الشباب في الخدمة الوطنية والاستجابة للمشروع تأكيد على سلامة نهج الخدمة الوطنية، والتي تستند تاريخياً لدعوة التطوع التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1990 إبان حرب الخليج .
وأشار إلى أن التجنيد الإجباري عرف قبل ألفي سنة في اليونان، وأن دعوة التطوع التي أطلقها المغفورله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت جس نبض لرد فعل الشعب، وأن استجابة المواطنين كانت متميزة، وأن قانون الخدمة الوطنية تنظيم جيد، ويعد تطوراً نوعياً لمشروع التطوع لجهة تأهيل الشباب فكرياً وجسدياً لتأدية الخدمة للوطن الذى يحتاج مساهمة كل مواطن .
اعقبه المحامي والمستشار القانوني يوسف عبدالغفار الشريف قائلاً: لاشك أن الخدمة الوطنية مفهوم يختلف عن الخدمة الإلزامية والإجبارية، واستندت إلى تجربة التطوع في عام 1990 التي لبى فيها الجميع النداء بتقديم أنفسهم للمراكز التي تم تحديدها للتسجيل بمشاعر صادقة برغم أن طبول الحرب كانت تقرع أجراسها .
ويضيف لابد من الإشارة إلى أن القانون يضعه بشر، لذلك ستظهر في تجريب المشروع بعض العيوب، خاصة فيما يتعلق بمنتسبي القطاع الخاص ومدى تحمل المخدم لمصاريف الموظف المجند، وغيرها من أشياء سيكشفها التطبيق الفعلي للمشروع وأن التجربة كفيلة بمعالجة آثارها .
ويرى عدنان حمد الحمادي نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة أن كثيراً من البلدان سمت المشروع بالخدمة الإلزامية أو الاجبارية، وأن دولتنا سمتها الخدمة الوطنية، مستندة في ذلك إلى تجربة التطوع التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إبان حرب الخليج، إلى جانب مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالتطوع في أواخر التسعينات شملت المجالات الاجتماعية والثقافية والأسرية، وفي التجربتين كانت الحماسة كبيرة والتفاعل واسعاً والأعداد كبيرة .
يقول العقيد عبيد راشد الزحمي من الخدمة الوطنية: لاشك أنها سميت بالخدمة الوطنية لأن القيادة السياسية هدفها إبراز الخدمة لتعزيز مفهوم الانتماء للوطن وترسيخ قيم التضحية بعيداً عن مفهوم الإلزام كهدف استراتيجي، وأن الخدمة ليست وليدة اللحظة تم الإعداد لها بعناية على مدى سنوات، بتشكيل لجان زارت العديد من الدول بالعالم للوصول إلى أفضل الممارسات لتطبيقها، حيث تم الوصول إلى الصيغة الحالية، ولاشك أنها تختلف عن التطوع، وأن مدة الخدمة الوطنية تمت دراستها بعناية وتحديدها ب 9 أشهر من دخول المنتسب حتى تخرجه يتلقى عبرها منهاجاً تمت دراسته لمدة سنتين وشاركت فيه عدة جهات .
العقيد وليد سالم من إدارة مدارس الشرطة يقول: يجب أن نعي ما هي التحديات والبرامج التدريبية التي تساعد على خلق سلوكيات لدى المواطن وأثرها في ثقافة الأجيال القادمة، بداية أشير إلى أن وزارة الداخلية إحدى الجهات المنفذة لمشروع الخدمة الوطنية، وأن منهج الخدمة وأهدافها تضم مجموعة من المعارف والسلوكيات التي سيخضع لها المجند، وحاولنا تمليك الشاب المجند ثقافات شرطية وقانونية وثقافة عامة مثل كيفية التعامل مع الجمهور والرؤساء وغيرها إلى جانب التدريب العسكري، وهنالك مرحلتان هما: مرحلة التدريب العسكري في الجيش ثم مرحلة الفرز والتوزيع، بعدها يخضع المجند للتدريب التخصصي .
ملازم أول علي سرور الزعابي يقول إن ردة فعل المجتمع مع صدور قانون الخدمة الوطنية كان جيداً، والاستفسارات كثيرة عن كيفية تطبيق القانون، والدليل الضغط الكبير على مراكز التسجيل، ما حتم ضرورة تمديد فترة التسجيل .
ملازم أول معاذ أحمد خميس: الإقبال كان واسعاً والجميع يريد أن يسجل، ونرى أن الأسرة تلعب دوراً كبيراً في تحفيز أبنائها لأداء الخدمة الوطنية وتبيان فوائدها إلى جانب دور المدرسة .
الدكتور أحمد سعيد المطروشي مدير إدارة غربي آسيا بوزارة الخارجية أشار إلى أن حب الخدمة الوطنية مزروع في وجدان المواطن الإماراتي منذ قديم الزمان وكانت خدمة اختيارية، ولاشك أن هنالك فرقاً بين الخدمة الإلزامية والاختيارية، لأن الأولى يتسرب منها الجميع وبشتى السبل، فيما تدافع الشباب لأداء الخدمة الوطنية لأنها جات اختيارية لخدمة دولتنا التي منحتنا الكثير وقيادتنا الرشيدة .
السفير محمد أحمد المحمود يقول إن الخدمة الوطنية واجب وطني وثقافة تنم عن مدى الانتماء، وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم التضحية، وعلينا لنجاح المشروع أن تبدأ الأسر بتهيئة أبنائها وتوضيح أهميتها لهم وتحفيزهم لتأديتها .
محمد بوهندي رئيس المجلس الاستشاري السابق لإمارة الشارقة يقول إن شبابنا مستهدف، لذلك يجب علينا تشجيعه لأداء الخدمة الوطنية باعتبارها أداة لتعزيز قيم الانتماء والولاء وحب الوطن .
عبدالعزيز بوهندي مدير مكتب رعاية الشباب والرياضة بالمنطقة الشرقية يرى أن القيادة السياسية أحسنت بإطلاق الخدمة الوطنية لمجابهة التحديات التي تواجه الشباب باعتبار أن الخدمة وطنية وليست إجبارية يجب أن تكون ثقافة نبدأ بترسيخها من الأسرة .
المهندس سيف الشرع وكيل وزارة البيئة والمياه قال: الإيجابي وضع إطار قانوني للخدمة الوطنية، واختيار المسمى بالخدمة الوطنية دافع وحافز للكثيرين، والتطبيق سيعالج كل السلبيات التي يمكن أن تظهر، وأرى أهمية إعداد الطلبة فكرياً وبدنياً لأداء الخدمة الوطنية .
واختتم الجلسة الرمضانية العقيد الدكتور صلاح الغول مدير مكتب ثقافة احترام القانون في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية قائلاً: قدم المواطن الإعلامي دوراً متميزاً في إدارة المجالس البالغ عددها 35 مجلساً هذا العام تم تنظيمها في جميع إمارات الدولة، قدمت أكثر من 100 توصية سيتم رفعها إلى وزارة الداخلية ومجلس الوزراء، ونشكر جميع من ساهم معنا في نجاح المجالس

الخليج