أُميط اللثام عن مخطّط إرهابي لاغتيال الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي عبر إسقاط طائرته واستهداف مقار حكومية وأمنية من قبل متطرّفين دون تحديد موعد تنفيذ المخطّط، وفيما رفع الشارع الثأر شعاراً من مرتكبي »حادث الفرافرة« الذي أسقط عشرات الجنود قتلى، دشّن الجيش تعقّب منفّذي العملية والقضاء عليهم.
وكشف مصدر أمني جزائري، مساء أول من أمس، عن أنّ »معلومات سرية حصلت عليها مصالح الأمن الجزائرية من جهادي ليبي موقوف لديها، أسهمت في تنبيه السلطات المصرية إلى مخطّط إرهابي كان يستهدف طائرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومقار حكومية وأمنية«.
ووفق ما أوردت وكالة الأناضول الإخبارية، أمس، قال المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ قيادياً ليبياً في جماعة سلفية جهادية كشف معلومات بالغة السرّية للأمن الجزائري، بشأن عمليات تهريب شحنات من المتفجّرات عبر الحدود بين مصر وليبيا، وعمليات تهريب قذائف صاروخية مضادة للطائرات لصالح منظمة تسمى »أجناد مصر«، وهي المنظمة التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات بمصر أخيراً.
إسقاط وتفجيرات
وأوضح أنّ »مخطّط جماعة أجناد مصر كان يتضمّن رصد الطائرة الرئاسية وضربها بصاروخين »أرض جو« من نوع »سام 7 ستريلا«، بعد انطلاقها من مطار القاهرة، وتنفيذ سلسلة تفجيرات ضد شخصيات ومقار حكومية بالاعتماد على أجهزة تفجير عن بعد متطوّرة لا يمكن التشويش عليها«، مشيراً إلى أنّ »الأمن الجزائري أبلغ نظيره المصري بهذه المعلومات التي أسهمت في إحباط مخطّط إرهابي كبير في مصر«، دون أنْ يقدّم تفاصيل بشأن التوقيت المفترض لتنفيذ هذا المخطّط.
توقيف متطرّف
وأبان المصدر الجزائري أنّ »مصالح الأمن الجزائرية أوقفت في مارس الماضي قيادياً في جماعة سلفية جهادية ليبية في عملية أمنية في محافظة بسكرة جنوب شرق الجزائر العاصمة«، مشيراً إلى أنّ »الجهادي الليبي هو عضو في تنظيم »القاعدة«، كان بصدد التسلّل من الجزائر إلى تونس قبل ساعات من اعتقاله، وعثر بحوزته على وثائق ومراسلات تخص تنظيمات إرهابية في تونس وليبيا«.
وأضاف أنّ »أجهزة الأمن الجزائرية تمكنت خلال الشهور الماضية من الحصول على معلومات في غاية السرّية عن الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا، مكّنتها من إحباط محاولة اختطاف ديبلوماسيين جزائريين من السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر مايو الماضي«.
القصاص شعاراً
وفي شأن ذي صلة، رفع الشارع شعار »القصاص« للثأر من مُرتكبي حادث الفرافرة الإرهابي الذي وقع في الوادي الجديد، مودياً بحياة عشرات الجنود، فيما بدأت القوات المسلّحة بقيادة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي تنفيذ عملية للثأر من مرتكبي الحادث.
ووفق ما كشف رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية الخبير العسكري والمقرّب من الجيش اللواء سامح سيف اليزل، فإنّ »قوات الجيش بدأت بالفعل عملية تنفيذ خُطة للثأر يقودها وزير الدفاع بنفسه، وتحمل شعار »ثأر 1« بهدف ضبط الجناة لاسيما وأنّهم لم يخرجوا من منطقة الحادث بعد«.
تهدئة شارع
ويعد ضبط الجناة والثأر منهم وفق مراقبين مطلباً رئيسياً الآن لتهدئة وطمأنة الشارع الغاضب من انتشار الإرهاب، لافتين إلى أنّ »تعاطي الرئيس عبدالفتّاح السيسي وقيادات المؤسّسة العسكرية مع الأزمة الراهنة هو تعاطٍ »عاقل« وعلى قدر المسؤولية«، لاسيّما أنّ الرد الحقيقي على هذا الإرهاب هو توسيع العمليات العسكرية على الأرض، وهو ما بدأ فعلياً للثأر من مرتكبي الحادث الإرهابي وغل يد الإرهاب«.
رهان
بدوره، راهن القيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي على قدرة مصر وجيشها العظيم على تحجيم الإرهاب والقضاء عليه، مؤكّداً أنّ »القاهرة لها باع طويل في هذا الشأن، وأنّ قدرتها على مواجهة الإرهاب تتجاوز كل الحدود«.
تحجيم الإرهاب
شدّد خبراء عسكريون على أنّ المطلوب الآن تحجيم الإرهاب ومحاصرته على الحدود وتجفيف مصادر تمويله وإسقاط ما يُمكن إسقاطه من خلايا إرهابية كي تضعف شوكته، محمّلين جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن »مذبحة الفرافرة«. وأكّد مؤسّس تنظيم الجهاد السابق بمصر نبيل نعيم، أنّ »جماعة الإخوان هي المحرك الرئيسي للتنظيمات الجهادية الإرهابية، وهي مخترقة بعض الأجهزة وتحاول اختراق القوات المسلحة نفسها«.
البيان