علي العمودي
يحرص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كعادته دائما، على بث روح التحدي والتفاؤل ووضع النقاط على الحروف. وخلال لقاء سموه بكبار قادة القوات المسلحة ووزارة الداخلية وسفراء الدولة مؤخراً، وعقب أن زف لهم البشارة الطيبة حول صحة قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبأنه ولله الحمد بصحة جيدة، قدم سموه رؤاه لمسيرة التنمية والتحديات الهائلة من حولنا، والتي أكد فيها أنه “لن تلهينا عن مشروعنا الأهم، وهو بناء الأمة الإماراتية القادرة على حمل الراية”.
وقدم سموه مفاتيح مواصلة هذا المشروع، وفي المقدمة منها”ألا يكون هناك ولاء أعلى من الولاء للإمارات، وعدم بخس حق الوطن والأجيال القادمة”، مشدداً على أن هذا الطموح في متناول اليد، ومؤكداً أننا “كلنا شركاء في خدمة الوطن ورفعته، وفي حمل أمانة ثقيلة ومسؤولية جليلة”.
ولدى تكريمه أسرة الشهيد طارق الشحي وتسليم نجله محمد وسام الإقدام الذي أمر بمنحه صاحب السمو رئيس الدولة للشهيد تقديراً لما قدمه من تضحية في سبيل أداء الواجب الوطني، أكد سموه أننا “كلنا أبناء زايد، وكلنا أسرة واحدة، واليوم نلتقي كما تلتقي أي أسرة إماراتية فقدت عزيزاً عليها تستذكر سيرته وتستلهم تضحياته، ونؤكد في الوقت ذاته أن ما يفقده الوطن من خيرة أبنائه ليس فقداً لأسرته فحسب، بل هو فقد للبيت الإماراتي المتوحد، وهو ما تجسد في المشاعر الوطنية والالتفاف الشعبي الكبير في هذا المصاب، والذي كان مبعث اعتزاز وتقدير وطني”. مشيراً سموه إلى “أن شعب الإمارات لن ينسى نماذجه المضيئة، وفي مقدمتهم شهداء الوطن” معاهدا المولى عز وجل “ألا تصبح أسماؤهم مجرد صفحات يطويها كتاب، بل سلسلة من المبادرات الوطنية المتواصلة على درب العطاء والبذل لوطن يرنو إلى أعلى مراتب الرفعة والتقدم والازدهار”. وما أن بُثت هذه الكلمات المضيئة النيرة لسمو ولي عهد أبوظبي حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي- التي هي اليوم نبض كل مجتمع- بمشاعر جياشة بما سطر أبناء الوطن من معاني الوفاء وقوة الانتماء والالتفاف حول القيادة الرشيدة، تقول لأبي خالد “آمر على الروح وأنت راعيها، يفداك شعب تنطق أفعاله”.
لقد كانت هذه الروح الوثابة واللحمة الوطنية هدف “أصحاب المصالح الضيقة” ممن أرادوا استهداف الإمارات ونموذجها الناجح وتجربة بنائها الوطني، وأفشلت وأجهضت مساعيهم ومخططاتهم البائسة، وستظل الإمارات عصية عليهم وعلى محاولاتهم الدنيئة، وذلك بحكمة قيادتها واليقظة العالية لرجال تشرفوا بالانتماء لتراب هذا الوطن، ونهلوا من معين قيم توارثتها الأجيال في معاني الولاء والانتماء، وكما قال شاعر الوطن جمعة الغويص “ثنتين ما نرمس بهن ونيادل، الدار واللي حاكمين الدار”.
لقد كشفت الأحداث من حولنا إفلاس أولئك المغامرين من ناشري الفتن والفرقة، ومقدار الخراب والدمار الذي نشروه أينما حلوا، فأرادوا جر غيرهم إلى ذات التيه الذي هم فيه ينعقون، ولكن هيهات، سور الإمارات محصن ومنيع بروح “البيت المتوحد”، ولله الحمد والمنة.
– الاتحاد