يتوجه الناخبون الاتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لبلادهم بشكل مباشر، لولاية تستمر خمس سنوات، وبعيداً عن التصويت البرلماني كما كان يحدث من قبل.
ويختار الأتراك رئيساً من ثلاثة مرشّحين، هم: رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء الحالي) ود. أكمل الدين إحسان أوغلو (الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي) والناشط السياسي الكردي صلاح الدين دميرطاش. فيما اعتبر بعض المحلّلين أن الاقتراع سيتحول إلى استفتاء شعبي على أردوغان رئيساً كونه الأوفر حظاً للفوز.
وسيصوت 52.49 مليون ناخب تركي إلى صناديق الاقتراع، البالغ عددها 165 ألفا و108 صناديق، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
وستتضمن ورقة الاقتراع، ولأول مرة صور المرشحين، التي وُضعت وفق القرعة، التي أجرتها اللجنة العليا للانتخابات، لتكون الصورة الأولى لأردوغان (مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم)، وتحل صورة دميرطاش (مرشح حزب الشعوب الديمقراطي) ثانياً، وأخيرا صورة إحسان أوغلو (المرشح التوافقي لعدد من أحزاب المعارضة أبرزها الشعب الجمهوري والحركة القومية).
وللمرة الأولى أيضا، فإن تركيا ستكون أمام مرشحيْن إسلاميين كانا حتى وقت قريب يعملان معاً، فحزب العدالة والتنمية هو من رشح أوغلو لرئاسة منظمة التعاون الإسلامي.
ويعكس ترشح أوغلو عدم وجود مرشح قوي من المعارضة أو قريب منها، يتمتع بكاريزما سياسية في مواجهة أردوغان، ويحظى بالتوافق من قبل أحزاب المعارضة. كما أن ترشيح أوغلو له علاقة بقناعة الحزبين المعارضين بأهمية التأثير على وضع أردوغان، إذ إن ترشيحه قد يؤثر على رصيد أردوغان عبر جلب أصوات الأحزاب الإسلامية والمحافظة .
يدرك المرشح الكردي دميرطاش مسبقا استحالة فوزه في هذه الانتخابات، لكنه يدرك في الوقت نفسه أن الصوت الكردي سيكون مؤثراً وربما حاسماً، خاصة إذا اقتضت الأمور خوض جولة ثانية من الانتخابات، وعليه يمكن القول إن الأكراد أرادوا من ترشيح دميرطاش تحقيق هدف سياسي له علاقة بتحقيق حقوقهم القومية بالاعتراف بهويتهم.
نتائج الانتخابات
وتعلن النتائج الأولية من قبل اللجنة العليا للانتخابات غداً، وفي حال تقرر إجراء جولة ثانية يعتبر هذا التاريخ موعدا لبدء الدعاية الانتخابية.
انحياز إعلامي
وتواجه وسائل الإعلام المملوكة للدولة اتهامات بالانحياز لرئيس الوزراء أثناء ساعات البث. فعلى مدار يومين، ثبت أن قناة «تي.آر.تي» التلفزيونية الحكومية خصصت 533 دقيقة من وقت البث لدعاية أردوغان الانتخابية.. بينما منحت المرشح المنافس إحسان أوغلو ثلاث دقائق، في حين لم يحصل المرشح دميرطاش إلا على 45 ثانية.
استقالة
وأدّى إحكام أردوغان قبضته على وسائل الاعلام لحالة من الاستقطاب بين المواطنين وأثار مخاوف بشأن نزوع إلى الاستبداد بعد استقالة رئيس تحرير صحيفة «حريت» التركية بعدما انتقد رئيس الوزراء التغطية الصحافية لمجموعة دوغان للاعلام المالكة للصحيفة.
وعزا عضو معارض في البرلمان وتقارير اعلامية رحيل انيس بربر اوغلو رئيس تحرير صحيفة «حريت» لمثل هذه الضغوط ولكن الصحيفة رفضت هذه المزاعم ووصفتها «بسيناريوهات سياسية».
البيان