علي أبو الريش
في هذا المقال مجال لتوضيح أسرار وأخبار وأطوار، من باعوا وضيعوا وأباحوا واستباحوا الأعراض، وحولوا نساء العراق إلى سلع رخيصة تباع في سوق النخاسة والنجاسة، والنحاسة، والخساسة .. داعش التي شمرت عن جهل وعلل، وزلل، وخلل وكلل، وجلل، وطارت في الحقيقة بعيداً عن مرابع الحق، والعدل، واختطفت مشاعر الإنسانية على أنصال سيف وحيف ورجف وادعت وتداعت، وأودعت، أجساد النساء وقلوبهن في أحضان غي وقهر وتطورت نسلاً من البغض والحقد والنكد، وصارت مثل الضواري تجوب مدن وقرى العراق بحثاً عن شهوتها في الدم واللحم، ولم ترع في ذلك ذمة ولا ضميراً.
هذه هي الدولة الإسلامية التي رفعت شعارها داعش، وهذا هو مفهوم، أولئك الحثالة عن الإسلام.. الإسلام الذي أنار واستنار أطفأت داعش قناديله في العراق، وغاصت به في ظلام دامس، مقتفية أثر أبي جهل وأبي لهب، وابن سبأ والميمون بن القداح. هذا هو الدين الذي، شوهته داعش، وخسفت بتعاليمه، ونسفت قوانينه السماوية السمحاء.. ولربما فكر الذين ساهموا في دعم هذه الجماعة الإرهابية وساندوا خططها الجهنمية، يهدفون إلى تحقيق أجندات سياسية لكنهم في الحقيقة غفلوا عن شيء واحد ومهم وهو أنهم وضعوا أنفسهم في خدمة إبليس وإبليس لا يفرق في نهاية الأمر ما بين قاص أو دان، فإن الشر بعينه الذي يهيم في الهشيم، ولا يترك ذرة ولا بذرة، إنه الحقيقة المرة، للحقد عندما يترعرع في النفوس المريضة.
كان بودي، لو طالب العرب جميعاً، بحدة وبشدة، أوروبا التي استيقظت مؤخراً، بأن يعقد مؤتمر أممي يخرج بقرارات حاسمة وجازمة تمنع التحذلق والتملق والتزلق على الجليد الساخن، تمنع الكيل بمكاييل عدة، وتضع الجميع أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية، وكبح جماح الرغبات المبطنة، والسياسات الكامنة خلف جدران المكر والدهاء، والإعلان عن مواجهة مباشرة ضد هذه المجموعات البغيضة والتي لولا وجود الدعم الخفي لما تفرعت أغصانها الشوكية، ولما استطاعت الانتشار مثل الوباء.
هذا هو المطلوب، وإذا كان الغرب جاداً فيما يصرح ويقول، فعليه أن يكبح أيضاً جماح، الدول الصغيرة والتي نصبت نفسها وصية على العالم الإسلامي، وزرعت أحلاماً وهمية في أذهانها معتقدة أنها بهذه السياسات الهوجاء تستطيع أن تقنع العالم بأنها كبيرة وأنها تستطيع أن تبني إمبراطوريتها على جثث الأبرياء .. وأوروبا المستيقظة مؤخراً، عليها أن تحاسب وتراقب، كل من باع ضميره، واشترى بثمنه قيماً بالية، وأخلاقاً متهالكة، وأن تفرض القوانين الصارمة، لمواجهة هذا الصديد الأخلاقي، وقطع دابر الشر، من منبعه.. هذه هي حقوق الإنسان الحقيقية، التي نريد لها أن تصبح نصلاً حاداً، يقف ما بين الجاني والمجني عليه، يقف عهداً يسد فوهة النيران التي أحرقت أكباداً وأجساداً، وجعلت نساء المسلمين تحت وطأة الخبث والحنث، والعقل الرث.. نريد وقفة غربية ولو مرة واحدة، لنقتنع بما يرفع من شعارات دوخت العالم.
– الاتحاد