أدت الأحداث والاضطرابات السياسية في عدد من المناطق والبلدان حول العالم إلى تعليق رحلات الناقلات الوطنية بين مطارات الدولة إلى 20 وجهة مختلفة، وبإجمالي 85 رحلة أسبوعياً.
وتشير بيانات وأرقام شركات الطيران الإماراتية الوطنية، والتي حصلت عليها «الاتحاد»، إلى أن العدد الأكبر من تعليق الرحلات إلى الوجهات جاء خلال العام الجاري، فيما بدأت بالوجهات السورية في عام 2012، فور اشتعال الأوضاع في الأراضي السورية، وصدور قرار من الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا في الجامعة.
وأفادت بيانات شركات الطيران الوطنية الأربع، وهي «طيران الإمارات والاتحاد للطيران، والعربية للطيران وفلاي دبي»، بأن الوجهات والرحلات المعلقة تشمل وجهات في كل من سوريا والعراق وليبيا وأوكرانيا، بخلاف وضع قيود وضوابط على الرحلات من والى دول غرب أفريقيا للعديد من شركات الطيران من داخل وخارج المنطقة، بسبب انتشار وباء «أيبولا» في عدد من البلدان الأفريقية.
وأوضحت البيانات أن أوكرانيا استحوذت وحدها على 8 وجهات من الوجهات التي تم تعليق خدمات الناقلات الوطنية إليها، بعضها تتم خدمتها بأكثر من ناقلة، وبإجمالي حوالي 26 رحلة أسبوعياً، فيما تم تعليق الرحلات إلى سوريا إلى 3 وجهات تشمل العاصمة دمشق ومدينتي حلب واللاذقية، بإجمالي 27 رحلة أسبوعياً أعلى مستوى وصلت إليه في مرحلة ما.
واقتصرت الرحلات المعلقة في العراق على أربيل فقط، بإجمالي 10 رحلات أسبوعيا، بعضها محدد له نهاية أغسطس الجاري، فيما اقتصر التعليق في ليبيا على خمس رحلات فقط.
وقال أحمد الجلاف المدير العام المساعد لقطاع الملاحة الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني لـ «الاتحاد»: «إن التطورات التي شهدتها دول المنطقة العربية، وبعض المناطق الملتهبة حول العالم، فرضت تحديات على قطاع الطيران، خصوصاً في ظل القيود على الطيران في أجواء بعض الدول، بسبب محاذير السلامة الجوية، والتي قد تضر بشركات الطيران».
وبين أن الانعكاسات المترتبة على هذا كله تتمثل في زيادة التكاليف التشغيلية، بسبب زيادة استهلاك الوقود لتغيير مسارات الطائرات، علاوة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وإعادة جدولة الرحلات والاضطرابات في مواعيد الرحلات، وإدارة الأسطول، موضحاً أن الناقلات الوطنية في هذه الحالات تعمل على تفادي أكبر قدر من التأثيرات.
وأوضح الجلاف أن «التأثير السلبي لتعليق الرحلات، بسبب الاضطرابات والصراعات العسكرية، على حركة الطيران قائم، ولكن ليس بنسب كبيرة، ولا يمكن أن نبالغ في ذلك، خصوصاً أنه ومع تتبع لحركة الطيران في الدولة منذ ثورات ما يسمى بالربيع العربي، لوحظ عدم حدوث أي تراجع كبير في الحركة الجوية بأجواء الدولة».
وأشار إلى وجود تنسيق مسبق بين مركز الملاحة الجوية وشركات الطيران الوطنية وكإجراء احترازي للتعامل مع أي أحداث أو تطورات في أجواء أي دولة نتيجة الاضطرابات، وذلك من أجل توفير المسارات البديلة، والعمل على الحد من التأثيرات السلبية على الشركات والحركة الجوية عامة.
وأكد الجلاف وجود مبادرات مستمرة مشتركة لتحسين إدارة الملاحة الجوية بناء على المتغيرات، لافتاً إلى وجود متابعة دقيقة لمختلف المناطق التي تشهدها إضرابات عسكرية أو صحية لاتخاذ الأجراء المناسب، منوهاً بوجود لجان معنية بكل قطاع.
وأفادت بيانات طيران الإمارات بأنه وبسبب الاضطرابات في بعض الدول تم تعليق 30 رحلة إلى 4 وجهات مختلفة، وتشمل رحلتين يومياً إلى العاصمة السورية دمشق، وخمس رحلات أسبوعياً إلى طرابلس، ورحلة يومية إلى عاصمة أوكرانيا، كييف، إلى جانب أربع رحلات أسبوعيا إلى مدينة أربيل العراقية.
ومن جانبها علقت الاتحاد للطيران 13 رحلة إلى 3 وجهات، تضمنت أربع رحلات بين أبوظبي ودمشق، بسبب تدهور الأوضاع الذي شهدته سوريا منذ العام 2012، كما تم تعليق أربع رحلات إلى مدينة أربيل بسبب النزاع المستمر بين قوات الأمن العراقية ومسلحي داعش، والقيام بعمليات عسكرية أميركية جوية ضد مقار داعش في شمال العراق.
وفي العام الماضي علقت الاتحاد للطيران خمس رحلات إلى العاصمة الليبية طرابلس، منها 3 رحلات ركاب ورحلتا شحن، وذلك بسبب التحديات التي شهدتها ليبيا في هذا الوقت وتدهورت بشكل كبير حالياً.
وأوضح متحدث باسم «العربية للطيران» لـ«الاتحاد» أن الناقلة تضع بشكل دائم إلى وضع عملائها على رأس أولوياتها، وهي تراقب عن كثب جميع الأوضاع في جميع الوجهات التي تسير رحلاتها إليها، وذلك بهدف الاستجابة بشكل سريع وملائم لأي تطورات قد تطرأ على الأرض، ومن هذا المنطلق، فقد علقت الشركة رحلاتها إلى بعض المدن التي تأثرت بالاضطرابات السياسية بانتظار أن تعود الأمور إلى طبيعتها لاستئناف الرحلات مجدداً.
ويشمل تعليق الرحلات للعربية للطيران حوالي 20 رحلة إلى 7 وجهات مباشرة وغير مباشرة، تشمل كل من «أوديسا» و«كييف» و«دونيتسك»، و«خاركيف» وأربيل، ودمشق وحلب واللاذقية.
إلى ذلك بين متحدث باسم «فلاى دبي» لـ«الاتحاد» أن الشركة أطلقت 17 وجهة العام الماضي، وأعلنت عن 14 وجهة جديدة خلال النصف الأول من العام الجاري، وتعمل على إضافة المزيد من الوجهات الجديدة حتى نهاية هذا العام.
وقال: «لقد علقت فلاي دبي العمل مؤقتاً في 6 وجهات منذ انطلاقتها في العام 2009، وذلك تماشياً مع توجيهات السلطات المعنية في الإمارات».
وأوضح أن قائمة الرحلات التي تم تعلقيها شملت وجهات «دونيتسك» و«خاركيف» في أوكرانيا، وكل من دمشق وحلب في سوريا، بخلاف أربيل والسليمانية في العراق، منوها بأن الإيقاف المؤقت لرحلات الشركة إلى السليمانية مستمر إلى نهاية أغسطس الجاري، حتى الآن.
ولفت إلى أن فلاي دبي تواصل في الوقت نفسه توسيع شبكتها التي تغطي حالياً أكثر من 75 وجهة، مع توافر العديد من فرص التوسع، ضمن نطاق فلاي دبي، وذلك بزيادة وتيرة الرحلات إلى وجهاتنا القائمة أو الوصول إلى وجهاتٍ جديدة، في أسواق عانت ضعف الربط الجوي سابقاً.
الاتحاد