بدأ الحوثيون أمس مرحلة العصيان المدني، بإغلاق عدد من الشوارع المؤدية إلى رئاسة الحكومة ومبنى البرلمان، لكنهم أبقوا نافذة صغيرة للتفاوض مع السلطات لتنفيذ مطالبهم ومسنودين بجماعات مسلحة جاهزة لمواجهة أي محاولة لوقف تصعيدهم، فيما أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن هناك مؤامرات خارجية لا تريد لليمن أن يستقر، واتهم دولة إقليمية بالعمل لتحويل صنعاء إلى دمشق أو بغداد.
ودعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أنصاره إلى الدخول في مرحلة العصيان المدني، وهدد السلطات بأنها ستكون مرحلة مؤلمة، لكنه مع هذا أبقى نافذة صغيرة للتفاوض مع السلطات، من خلال تقسيم مرحلة العصيان المدني إلى مراحل، تنتهي بنهاية الأسبوع الجاري.
الحوثيون الذين رفضوا الإفصاح عن خطوات العصيان المدني، وطلبوا من أنصارهم في ساحة الجامعة إغلاق الشوارع المؤدية إلى مبنى رئاسة الحكومة ومجلس النواب وشارع العدل المؤدي إلى ميدان التحرير بقلب العاصمة لمدة ساعة في اليوم، ثم بعد ذلك سيتم إغلاق هذه الشوارع بشكل كامل.
إغلاق الشوارع
وقام متظاهرون مؤيدون للحوثيين أمس، بإغلاق عدد من الشوارع الحيوية في صنعاء، وبالذات المؤدية إلى مقر رئاسة الحكومة ومقر البرلمان، حيث تجمع الآلاف من أتباع الحوثي في ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء وفي مدينة صنعاء القديمة، كما أغلقوا بالسيارات ميدان التحرير في قلب العاصمة لعدة ساعات.
مخيم رابع
ومع دخول الاحتجاجات مرحلة التصعيد الأخيرة، أقام الحوثيون مخيّماً رابعاً لرجال القبائل في منطقة الرحبة بمديرية بني الحارث في المدخل الشمالي الشرقي لصنعاء.
وردد المتظاهرون الشعارات المطالبة بإلغاء رفع أسعار المشتقات النفطية وإقالة الحكومة، وهددوا بمزيد من التصعيد وإغلاق جميع الشوارع الحيوية في صنعاء بشكل كامل خلال أيام إذا لم يستجب الرئيس هادي لمطالبهم.
انتشار أمني
وأوضحت المصادر أن «قوات الحماية الرئاسية اكتفت بالانتشار جوار منزل الرئيس هادي والشوارع المحيطة بها، فيما قالت مصادر قبلية إن الحوثيين حشدوا الآلاف من المسلحين إلى مداخل صنعاء، كما قاموا بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة التي نهبوها من معسكرات الجيش، ونشروا هذه الأسلحة في المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة».
من جهته، أمر وزير الداخلية عبده حسين الترب برفع الجاهزية الأمنية بما يكفل حماية اليمنيين وتأمين المنشآت.
وكان الرئيس هادي اتصل بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأطلعه على مستجدات الأوضاع الراهنة ومدى خطورتها على الأمن والاستقرار والوحدة، خصوصاً في ظل استمرار الحشد الحوثي حول صنعاء، وتهديدها بإجهاض العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية.
من جهة أخرى، كشف هادي خلال لقاء مع عائلات جنود قتلوا على يد تنظيم القاعدة، أن «هناك مؤامرات خارجية لا تريد لليمن أن يستقر، واتهم دولة إقليمية تريد لتتحول صنعاء إلى دمشق أوبغداد». مشيراً إلى أن 34 شركة استكشافات نفطية قد غادرت البلاد بعد أن كادت أن تستخرج النفط، قلقاً وخوفاً من العمليات الإرهابية.
مؤامرة خارجية
وأكد الرئيس اليمني أن «ما يحصل في العاصمة ومحيطها واليمن بشكل عام، يؤكد أن هناك تآمراً على البلد من أطراف عدة، بغرض إجهاض المبادرة السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، وهذا ما لا يمكن أن يحدث»، وتساءل: «هل هناك دولة إقليمية تريد إحداث الفوضى في صنعاء وإحراقها، ربما مثلما يحدث في دمشق أوبغداد؟»..
وعاد فأجاب: «نعم.. هناك أطراف لا تريد لصنعاء أن تخرج بسلام».
وأضاف: «لكننا سنعمل بكل الطرق السلمية بحيث نجنب اليمن الحرب الأهلية» مشيراً إلى أن هناك دعماً كبيراً لليمن، فمجلس الأمن الدولي قد عقد في صنعاء اجتماعاً له، وهي خطوة غير مسبوقة، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي، بل والعالم كله، لا يريد أن يذهب اليمن إلى حرب أهلية» وتحدث هادي عن تصعيد الحوثيين.
وقال: «الادعاء بأن هذا التصعيد يأتي على خلفية رفع الدعم عن المشتقات النفطية مجرد ذرف دموع التماسيح ودغدغة مشاعر البسطاء، لا سيما أن سعر المشتقات النفطية مضاعف في مناطق صعدة، وتتراوح قيمة الدبة البترول عبوة عشرين لتراً ما بين 5000 إلى 6000 ريال»، واعتبر أن هذا دليل على أن الموضوع ليس إلا ذريعة لهذه التحركات.
وقال «اليوم نحن في منعطف تاريخي، وصعب بعد أن حصدت حروب صعدة ما يزيد على أربعة آلاف جندي وضابط،».
البيان