عرضت السلطة الفلسطينية خطتها لإنهاء الاحتلال على واشنطن، في وقت ألمحت الأخيرة إلى أنها «ألغيت»، وينتظرها في مجلس الأمن باعتبارها «أحادية الجانب»، بينما يعرض الرئيس الفلسطيني خطته أمام الجامعة العربية بعد مشاورات يجريها مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأنها بعد غد الأحد.

وعرض كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن الليلة قبل الماضية الخطة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية.

وقال عريقات بعد الاجتماع الذي حضره أيضاً رئيس الاستخبارات العامة الفلسطينية ماجد فرج، إنه سلّم الوزير كيري رسالة من القيادة الفلسطينية تتعلق بوجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سقف زمني محدد، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. واتفق الجانبان على استمرار الحوار بينهما خلال الأسابيع المقبلة، واجتمع كيري مدة ساعتين مع مبعوثي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إن اللقاء كان «مفيداً، وبحث قضايا عدة، بما في ذلك الوضع في غزة والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، واتفق الطرفان على مواصلة الحوار في الأسابيع المقبلة».

وعبرت الولايات المتحدة عن معارضتها الإجراءات «الأحادية الجانب»، مثل إعلان إسرائيل ضم أراضٍ في الضفة الغربية، أو نية السلطة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة.

«فيتو» أميركي

في غضون ذلك، ألمحت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إلى أن واشنطن ستعارض اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي، لإقرار المبادرة الفلسطينية التي ترمي إلى إنهاء الاحتلال في غضون ثلاثة أعوام. وقالت باور، في سياق مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية، إن واشنطن لا تعتقد بأن أي محاولة لاختصار الطريق أو اتخاذ خطوات أحادية الجانب ستؤدي إلى تحقيق الهدف الذي يتطلع إليه معظم الفلسطينيين.

وأكدت أن إسرائيل يجب أن تكون جزءاً من المفاوضات حول التسوية الدائمة، ولا يمكن المجيء إلى نيويورك والحصول على ما لم يتم تحقيقه من خلال الاتصالات بين الأطراف.

وأضافت باور أن الولايات المتحدة ستوافق على قرار جديد في مجلس الأمن بشأن قطاع غزة، شريطة ألا يمس بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أخيراً.

وكانت صحيفة «معاريف» أفادت في عددها الصادر أمس أن إسرائيل تخشى من أن تمتنع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض لإسقاط مشروع القرار الخاص بالخطة الفلسطينية، لإنهاء الاحتلال عندما يطرح على مجلس الأمن، على خلفية التوتر الأخير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.

عباس في القاهرة

إلى ذلك، أعلن سفير فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي، أن الرئيس الفلسطيني سيصل إلى القاهرة غداً السبت، في زيارة رسمية لمصر تستمر ثلاثة أيام.

وقال الشوبكي إن عباس سيلتقي صباح الأحد المقبل نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، ويعقب اللقاء مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته الـ142 في مقر الجامعة العربية. وأضاف أن الرئيس سيطلع وزراء الخارجية في جلسة خاصة بشأن فلسطين، بناء على طلب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، على آخر مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، ومعاناة أبناء شعبنا هناك من جراء العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى الخطوات المقبلة التي ستتخذها القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة من خلال خطة سياسية تهدف إلى إنهاء الاحتلال.

خيار الدولة

زعم وزير الاقتصاد الإسرائيلي زعيم حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينت أن خيار الدولة الفلسطينية سقط بشكل كامل خلال الشهرين الماضيين، داعياً كل المؤيدين لهذا الخيار إلى التراجع عن مواقفهم، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وجاءت أقوال الوزير بينت الذي هو في الوقت نفسه عضو في المجلس الوزاري المصغر، في لقاء مع صحيفة «معاريف» نشر أمس، مؤكدةً أن خيار الدولة الفلسطينية سقط وانتهى بشكل كامل، في معرض رده على سؤال حول تجديد المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ودعا الوزير المتطرف نتانياهو إلى التراجع عن التصريحات والمواقف التي عبّر عنها في خطابه في جامعة بار إيلان في تل أبيب، والتي أبدى فيها تأييده لخيار الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، معتبراً أن موقف نتانياهو ألحق ضرراً كبيراً بإسرائيل.

البيان