أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن بلاده تمكنت من حشد القدرات والموارد لمواجهة «داعش»، معرباً في مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في نيوبورت بويلز البريطانية، عن ثقته بأن تنظيم الإرهابي الناشط في العراق وسوريا سيهزم كما تمت هزيمة «القاعدة» من قبل بعد شنها هجمات 11 سبتمبر الدامية في الولايات المتحدة.

بينما بدأت أمس، معالم تحالف دولي ترتسم عملياً لدعم الولايات المتحدة التي تستهدف منذ بداية أغسطس المنصرم، مسلحي تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية» المتطرف، بغارات جوية في العراق، وذلك إثر اجتماع 10 دول غربية على هامش القمة الحلف.

كما أكد أوباما أن «ائتلافاً دولياً واسعاً» سيشكل لمواجهة هذا التنظيم المتطرف الذي يشكل خطراً على الغرب بإجماع زعماء دول الحلف، مشيراً بعد اجتماع وزاري ضم 10 دول من الناتو وشركائه لتشكيل ما أسمته واشنطن «ائتلافاً أساسياً»، أن «حلفاء رئيسيين» في الأطلسي يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون وكذلك الجهود الدبلوماسية، لافتاً إلى أن «الأمر لن يحصل بين عشية وضحاها، إلا أننا نتقدم في الاتجاه الصحيح.

سنضعف تنظيم الدولة وفي النهاية سنهزمه».
وأضاف أوباما في المؤتمر الصحفي، أن بلاده قامت بتجهيز «الحلفاء العراقيين لمواجهة مقاتلي (داعش)، قائلًا إن العراقيين لم يقاتلوا التنظيم بـ«المستوى المطلوب»، مشدداً على تصميم الناتو على القضاء على مقاتلي تنظيم الإرهابي «بالتعاون مع الحلفاء» الذين انضم بعضهم فعلاً للعملية الجارية شمال العراق حيث تم وقف تقدم الجماعة الإرهابية.

وفي وقت سابق أمس، دعا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين جون كيري وتشاك هاجل إلى تشكيل التحالف الدولي لمواجهة «داعش» في سوريا والعراق مع انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة في وقت لاحق الشهر الحالي، وشددا في بيان مشترك أثناء القمة على أنه «لا مجال لإضاعة الوقت لتشكيل هذا التحالف الدولي الواسع لإضعاف التهديد الذي يمثله التنظيم الإرهابي والقضاء عليه في نهاية المطاف»، لكنهما استبعدا إرسال قوات برية.

وبعد ختام القمة الأطلسية، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن بلاده مستعدة للمشاركة في ائتلاف دولي ضد تنظيم «داعش» في العراق مع «احترام قواعد القانون الدولي» وإذا ما طلبت منه حكومة بغداد ذلك، مستبعداً أي عمل في سوريا في الوقت الراهن، كون باريس لا تعترف بشرعية الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن سوريا «حالة مختلفة».

ولدى افتتاح اليوم الثاني من أعمال قمة الناتو، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن قادة الدول الأعضاء ينددون بالإجماع بـ«الأعمال الهمجية والمقيتة» التي يرتكبها «داعش» الذي خطف آلاف المدنيين وارتكب عمليات قتل جماعي.

وقبيل اجتماع له مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة، قال أوباما إن واشنطن وأنقرة تتعاونان بشأن الخطر الذي يفرضه المقاتلون الأجانب العائدون إلى أوطانهم من العراق وسوريا، وأعرب عن تقديره للتعاون بين أجهزة المخابرات والجيش في البلدين في التعامل مع قضية هؤلاء المتشددين.

وفيما بدا تعويلاً على الدور التركي، أعلنت السفارة الأميركية بأنقرة أن بلادها سترسل اليوم روس ويلسون إلى أنقرة حيث عمل سفيراً من قبل، مشيرة إلى وجود «تحديات إقليمية ملحة».

وفي بيانهم المشترك صباح أمس، أكد كيري وهاجل اللذان سينطلقان إلى دول في منطقة الشرق الأوسط بشأن تشكيل التحالف الدولي ضد «داعش»، أمام وزراء الخارجية والدفاع من الدول العشر على هامش قمة ويلز، أن هناك «طرقاً عديدة يمكنهم تقديم المساعدة من خلالها».

وقال كيري «نحتاج لمهاجمتهم (داعش) على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم دون أن نلتزم بإرسال قوات برية».

وأضاف «من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية».

وضم الاجتماع الوزاري الخاص بالحلف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك حيث تم بحث وضع استراتيجية لمواجهة «الدولة الإسلامية» التي استولت على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية.

وقال هاجل في الاجتماع «هذه المجموعة الموجودة هنا هذا الصباح هي التحالف الأساسي.

إنها النواة الأساسية التي ستشكل التحالف الأكبر والأوسع المطلوب لمواجهة هذا التحدي».

وأفاد مسؤولون أوروبيون بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي وهما زعيما أكبر قوتين عسكريتين في أوروبا، أبلغا أوباما في اجتماعات، خاصة أن واشنطن يجب أن تفعل المزيد وألا تكتفي بشن ضربات جوية على أهداف «داعش» وأن هناك حاجة لاستراتيجية شاملة.

وقال مسؤول دفاعي غربي مطلع على المحادثات بين الزعماء الحلفاء «لا يمكن أن يقتصر الأمر على قول: دعونا نقصف عدداً قليلًا من الأهداف ونرى ماذا سيحدث».

وذكر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس أن لندن لم تتخذ قراراً بعد بشأن المشاركة في شن ضربات جوية.

ولفت مسؤول بريطاني طلب عدم نشر اسمه إلى أن «هناك إحساسا متناميا بأن الأمر سيتطلب أكثر مما يحدث.

.لكن يجب أن تتسم الأمور بالحرص والتوازن».

وقال مسؤول في حلف الناتو إن دولا في الحلف وشركاء سيقدمون مساعدات أمنية لكن التحالف سيساعد على تنسيق الإمدادات وسيعمل على إدارة النقل الجوي والشحنات.

كما دعا الأوروبيون إلى استراتيجية عالمية لمواجهة خطر «داعش» تضم الحكومة العراقية الجديدة المزمع الإعلان عنها قريباً، ودولًا مجاورة للعراق وأطرافا أخرى.

الاتحاد