ملتقى الفجيرة الإعلامي في دورته الخامسة ناقش خلال اليومين الماضيين محوراً حيوياً يتصل عموماً ومن عنوان الدورة بالصورة الأخرى لنشاط المرأة في صناعة الإعلام وامتداداته ومهنيته وتغيّراته، وهو محور بالغ الأهمية عندما نأخذ في الاعتبار العلاقة المباشرة بين الإعلام وتأثيره، بل ومشاركته في الأحداث وحتى صناعته لها، وعند هذه التفصيلة تحديداً أو انطلاقاً منها فليسمح لي القارئ بالعودة إلى موضوع الدورة الأولى من ملتقى الفجيرة الإعلامي في العام ،2010 فقد جاء تحت هذا العنوان اللافت “الإعلام: تغطية للأحداث أم صناعة لها . .”، ثم توالت دورات الملتقى بانتظام لتبحث وتناقش في الدورات الأربع الماضية الإعلام الجديد في عالم متغير، ثم طرح علاقة الإعلام بالترجمة، ثم مناقشة قضية بالغة الخطورة، وهي الإعلام بين المصداقية والتضليل .
هذه الدورة تعاين بشكل واضح صورة المرأة في هذه الآلة اليومية الخطرة والمؤثرة في الحدث ومقدماته ومرجعياته وتبعاته . ببساطة احتلت المرأة وخصوصاً المرأة العربية في العقدين الأخيرين على مستوى الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع مرتبة متقدمة في حقل كان بطله الرجل ولا أريد القول احتكره الرجل، فالمرأة أيضاً تحتكر وتهيمن، لكن هذه اللغة في الصحافة الراقية وفي الإعلام الراقي لا مكان لها في قاموس المهنة .
تحية كبيرة للمرأة التي تتفوّق وتدخل حقلاً شائكاً ومعقداً مثل حقل الإعلام والصحافة، والصحافة مهنة المتاعب كما يقال عنها، ولكن المرأة هذا الإنسان الرقيق والشفاف والذكي، دخلت في طاحونة المتاعب، وأعطت صورة أخرى مغايرة للصورة النمطية الباهتة المتداولة عنها . . ولكن الصحافة أيضاً توصف بأنها السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة . . والمرأة في هذا الفضاء الإعلامي التنافسي تفوّقت وإن لم تكن ملكة أو صاحبة جلالة .
من أجمل جلسات ملتقى الفجيرة الإعلامي تقديمه عناصر نسائية إعلامية وصحفية وصلن إلى رئاسة تحرير صحف، ومنهن أسماء عربية وإماراتية . وفي الإمارات تتحدث بكل ثقة عن عشرات الشباب والشابات الذين أنتجوا وسطاً إعلامياً وصحفياً وثقافياً بمهنية مشهود لها، وهذه التجارب قدّمت خبراتها في الفجيرة بكل حضارية وإبداع بعيداً عن التنظير والمبالغات .
كلمة صغيرة: انتهى زمن إعلام الأعلام، والمرأة اسم علم، وإن كانت مقيمة في نون النسوة .
_ شاعر ورئيس القسم الثقافي في جريدة الخليج – الشارقة