فاروق جويدة
ذهبت فى زيارة قصيرة إلى دولة الإمارات العربية لإقامة أمسية شعرية فى إمارة الفجيرة، حيث شهدت مؤتمرا حول صورة المرأة فى الاعلام العربى. جمع الملتقى نخبة من ابرز الوجوه فى الاعلام العربى بكل مجالاته. وإمارة الفجيرة من أكثر المناطق جمالا فى الطبيعة، حيث تجتمع فيها كل عناصر الطبيعة البحر والسهول والجبال وألوان الصخور النادرة، وتستطيع منها أن تشاهد شواطئ إيران. وهى إمارة فقيرة فى مواردها الاقتصادية وليس فيها بترول ولكنها تسبح فى هذه الطبيعة الخلابة وتحاول تشجيع السياحة أمام مناخها البديع ومن هنا اتجه المسئولون فيها إلى الأنشطة الثقافية والفنية. أنها تهتم كثيرا بالعروض المسرحية وتعقد ندوات دولية حول المسرح تحت رعاية واحد من عشاق هذا الفن وهو محمد الأفخم محافظ الإمارة، بل أنها تشارك فى المؤتمرات والمهرجانات المسرحية الدولية. وهى أيضا تعقد ملتقى اعلاميا كبيرا منذ خمس سنوات وكان آخر هذه اللقاءات مناقشة قضية الاعلام والمرأة العربية. وتحدث فيه عدد من خبراء الاعلام العرب عن جوانب كثيرة، ابتداء بصورة المرأة فى المسلسلات وانتهاء بعمل المرأة ومواقعها فى المؤسسات الإعلامية. وقبل أن أبدأ الأمسية الشعرية كنت حريصا أن أتقدم بالشكر والعرفان لشعب الإمارات وحكومته وكبار المسئولين فيه عن وقفتهم التاريخية مع الشعب المصرى وهو يعيد بناء مصر الجديدة وقلت إن أجزاء كثيرة فى مصر مازالت تحمل اسم الراحل الكبير الشيخ زايد آل نهيان، رحمة الله عليه، وان أبناءه يكملون مشواره فى بناء دولة حديثة أخذت موقعا متقدما بين الدول العربية. مشاعر فياضة يحملها شعب الإمارات للمصريين ويؤكدون أن ما حدث فى ثورة يونيو لم يكن إنقاذا لمصر وحدها ولكنه أنقذ دول الخليج ومنها الإمارات من كوارث كثيرة. هناك يتحدثون عن نجاح الثورة المصرية وكيف غيرت حسابات كثيرة وضيعت على المغامرين والمتآمرين فرص تفكيك وتقسيم العالم العربى وهو يواجه حربا دامية مع الإرهاب. الفجيرة إمارة صغيرة تعشق الجمال والشعر، وعشت فيها وقتا ممتعا فى ليلة جميلة مع محبى الشعر ومنهم أعداد كبيرة من المصريين الذين اختارو الإمارات وطنا ثانيا.
* الأهرام