أقر البرلمان التركي مساء أمس، بأغلبية كبيرة مشروع قرار حكومي يجيز للجيش تنفيذ عمليات ضد مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق، وذلك بعد يوم من تأكيد الرئيس رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي الذي يتقدم في المناطق الكردية في محاذاة الأراضي التركية، مشكلاً تهديداً مباشراً لأنقرة في الوقت الذي احتدمت المعارك بين«وحدات حماية الشعب» الكردية وإرهابيي «داعش» في محيط عين العرب، حيث تدور معارك ضارية على بعد مئات الأمتار من الأطراف الشرقية والجنوبية الشرقية للمدينة المعروفة محلياً بـ«كوباني»، وسط مخاوف من اقتحام وشيك من قبل المتشددين للمدينة، التي باتت شبه خالية من السكان، فيما يستعد المقاتلون الأكراد لحرب شوارع.

وبعد تردد صريح، أبدت أنقرة خلال الأيام القليلة الماضية استعدادها للانضمام إلى التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمقاتلة التنظيم المتطرف.

وأقر تفويض الجيش التركي بالتدخل عسكرياً ضد «الإرهابيين في سوريا والعراق بأغلبية 298 نائباً، وعارضه 98 نائباً.

ويعطي القانون الضوء الأخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في الأراضي السورية والعراقية، ويجيز له كذلك نشر قوات أجنبية على الأراضي التركية يمكن أن تشارك في تلك العملية.
وعقب التصويت مباشرة، دعا رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى اجتماع للمسؤولين المدنيين والعسكريين، لتحديد آليات التدخل ضمن الائتلاف الدولي.

لكن وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ استبعد في وقت سابق أمس، البدء بعمليات عسكرية ضد التنظيم المتطرف خلال الأيام القليلة المقبلة، في حين قال مسؤولون في أنقرة إنه سيسمح للقوات الأجنبية بالمرور أو استخدام الأراضى التركية وإقامة ما يسمى «منطقة عازلة» داخل المنطقة الشمالية من سوريا.

وكان الرئيس التركي أعلن في خطاب ألقاه أمام البرلمان في أنقرة أمس الأول: «إننا منفتحون على أي تعاون لكن على الجميع أن يعلم أن تركيا ليست البلد، الذي يرضى بالحلول المؤقتة.

يجب شن حرب ضارية على كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ويجب أخذ نصائح تركيا وتحذيراتها في الاعتبار».

وفيما ضيق متطرفو «داعش» الخناق على مدينة كوباني المتاخمة للحدود التركية، أكد المرصد السوري الحقوقي أن مقاتلي الأكراد الذين يدافعون عن المدينة الاستراتيجية يعدون أنفسهم لقتال شوارع في حال دخول المتشددين إلى المدينة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «المعارك العنيفة على أبواب كوباني مستمرة منذ 36 ساعة دون توقف» بين مئات المقاتلين الأكراد الذين يعانون نقصاً في التجهيزات، وآلاف الإرهابيين المجهزين بأسلحة ثقيلة ودبابات، مشيراً إلى ضربات جديدة شنها التحالف، ليل الأربعاء الخميس، على مواقع للتنظيم الإرهابي في ضواحي عين العرب التي تعد ثالث أكبر مدينة كردية في سوريا.

وأضاف أن تنظيم «داعش» يتقدم نحو كوباني من ناحية جبهتي الجنوب-شرق والغرب، والتي انسحب منها مقاتلو وحدات حماية الشعب للتمكن من الدفاع عن المدينة نفسها.

وبحسب مدير المرصد، فقد خلت كوباني من سكانها بشكل شبه كامل، مبيناً في اتصال هاتفي مع فرانس برس «نزوح حوالي 90٪ من سكان المدينة والقرى المجاورة خوفاً من هجوم وشيك ».

لكن عبدالرحمن أشار إلى وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة.

وتسبب الهجوم على كوباني بنزوح كثيف للسكان بلغ حوالي 300 ألف شخص وعبر حوالي 160 ألف شخص الحدود إلى تركيا.

وأفاد المرصد أن التنظيم الإرهابي، قام بتوطين مؤيديه في قرية زيرك في الريف الغربي للمدينة التي يعني سقوطها ان التنظيم سيتمكن من بسط سيطرته على شريط طويل من الأراضي يمتد على طول الحدود بين سوريا وتركيا.

من جهته، أقرّ أنور مسلم رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني المعين من الإدارة الذاتية الكردية، بأن توازن القوى يميل لحد كبير لصالح تنظيم «داعش»، الذي يملك كمية كبيرة من الأسلحة النوعية.

وانتقد الناشط الكردي المحلي مصطفى عبدي عدم فاعلية الضربات التي ينفذها التحالف، معتبراً أن طلعات طائرات التحالف في سماء كوباني لم تكن فاعلة ولم توقف التقدم في اتجاه المدينة.

الاتحاد