مع اقتحام المليشيات الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء وفرار الآلاف من السكان خوفاً من حرب الشوارع سارعت وزارة الصناعة والتجارة إلى التخفيف من القلق الذي أصاب سكان صنعاء وخشيتهم من نفاد المواد التموينية وبرزت أسئلة البعض ماذا نفعل في العيد فأين الأمان؟ وليس سؤالنا أين الخراف للأضحية ولا نسأل عن أسعارها ان كانت رخيصة أوغالية.

الوزارة أكدت أن الوضع مطمئن للغاية، إلا ان ذلك لا يمثل كل المشكلة. فالمدينة التي أصبح قاطنوها يعيشون على وقع الاشتباكات والتفجيرات، ويخضعون لتفتيش من المليشيات الحوثية، ما جعلهم يعيشون أوضاعا محزنة ومشاهد مأساوية مروعة، حيث توفي أكثرمن خمسمائة في القتال الذي استمر أربعة أيام، ودمرت عشرات المنازل، وفر الآلاف الى مدن أخرى ماجعل الحديث عن عيد الأضحى كلاماً غير ذي معنى.

وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية عبدالله نعمان قال إن الوضع التمويني والغذائي مستقر ومطمئن والمواد الغذائية الأساسية متوفرة في الأسواق بكميات تفي باحتياجات المواطنين. وزيادة في التطمين قال ان هناك تدفقاً للمواد الغذائية الأساسية إلى كافة الأسواق في مختلف المحافظات بشكل طبيعي. وأن تلك الكميات تغطي احتياجات المستهلك لفترة لا تقل عن أربعة أشهر.

وتقوم الوزارة بدورها الرقابي على الأسواق والمراكز والمحلات التجارية الخاصة ببيع وتداول المنتجات الاستهلاكية والغذائية الأكثر رواجاً واستهلاكا، بالتعاون مع الجهات الرقابية لتأمين احتياجات المواطنين من المواد الغذائية الأساسية والحد من الممارسات غير المشروعة والغش، بالإضافة إلى رصد المنتجات المخالفة وإحالة المخالفين للجهات المعنية.

كميات مطمئنة

وأشار وكيل وزارة الصناعة والتجارة إلى ن كميات القمح المتوافرة منذ يناير وحتى أغسطس الماضي لموانئ الجمهورية بلغت مليونين و200 ألف طن والدقيق 17 ألف طن، والسكر 320 ألفا، والأرز نحو 300 ألف طن، والزيوت 101 ألف طن والحليب المجفف 31 ألفا والحديد 650 ألفا، والاسمنت 680 ألفا، والأخشاب 270 ألف طن.

تلك التطمينات لا تعني شيئا للهاربين من جحيم الحرب، ولا حتى لأولئك الذين يعانون الفقر والبطالة لانهم لايملكون ما يشترون به السلع وفق ما يقوله عبد الغني الصلوي الذي كان يعمل بالأجر اليومي، الا ان اجتياح الحوثيين جعله يفقد مصدر دخله.

وأضاف: أمتلك ماكينة لحام متنقلة اكتسب بها قوتي لكن الحرب ودخول الحوثيين صنعاء جعلت الناس يهربون والحركة تتوقف ومعها الاعمال والامن مضى اسبوع وانا لا امتلك أي عمل.

العمل والأمل

في زاوية من ورشة متهالكة لصناعة ابواب وشبابيك الحديد يجلس محمد عبد القوي يتناول أوراق القات ويقول: المواد الغذائية متوفرة لكن الاموال غير موجودة لشرائها وغالبية الناس من الفقراء ويعيشون على الخبز والزبادي، وهناك عائلات لا تستطيع شراء الخبز فكيف لها ان تشتري خروف الأضحية وتكاليفه الباهظة والمأساة التي نعيشها ليس الغلاء بل الحرب التي داهمتنا ففينا ما يكفي من المصائب والمصاعب.

– البيان