علي عبيد
هل من المعقول أن تكون هناك لعنات لها علاقة بتاريخ معين وربما أشخاص، سواء كانوا ممن تركوا بصماتهم على تاريخ الأمم والشعوب، أو إعادة الاعتبار إلى أسماء تم التلاعب بها على أهواء بعض القيادات السياسية على المستوى العالمي.
ومن جانب آخر، فهنالك إيجابيات أخرى لشخصيات أدى الرقم الدور المهم في تحديد مكانتهم في التاريخ وفي الحياة.
ومن قراءة التاريخ والشخصيات التاريخية، فإنه في الأول من أكتوبر لسنة 1949، أسّس الزعيم الصيني ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية التي كان شعبها يعاني إدمان الأفيون، إلا أنه بإصراره هو ورفاقه استطاعوا أن ينتشلوا الشعب من الإدمان ويوجهوه إلى الإنتاج، وفي فترة من الزمن لم تزد على نصف قرن، أصبحت الصين من أكبر الدول المنتجة التي تصنع البضائع المقلدة، ولكن بصورة لا يمكن فيها معرفة الأصلي من التقليد إلا من قِبل ذوي الاختصاص، وغزت العالم بضاعتها الرخيصة، مهددة بذلك أكبر الشركات العالمية، وكان معبرها إلى العالم جزيرة هونغ كونغ.
ومن جانب آخر، شيعت جمهورية مصر العربية قائداً من القيادات التي أعادت إلى مصر مكانتها الدولية والعالمية، وهو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وسواء اختلف معه البعض وأيده آخرون، فإنه ترك بصمة واضحة في التاريخ العربي والعالمي، سواء في مجال التعليم والصناعة والزراعة وغيرها، وأسهم في تأسيس مجموعة دول عدم الانحياز التي كان لها تأثيرها المباشر على الساحة الدولية، ومن محاسن الصدف أن مصر أعادت الاعتبار إلى هذه الشخصية الفذة بعد ثورتها في 30 يونيو من العام الماضي، وبقى أنه دخل التاريخ وغيّر مجراه في فترة من الفترات.
أما على المستوى العالمي، فإنه في سنة 1988 تم تعيين ميخائيل جورباتشوف رئيساً للاتحاد السوفييتي، وهو الذي حمل المنجل لهدم تلك الإمبراطورية السوفييتية في ما بعد، وظهرت العديد من الدول من تحت عباءته، إلا أن الصراعات سواء القومية أو الاقتصادية وحتى السياسية جعلت تلك الجمهوريات في عِداد دول العالم الثالث، إلا أن فلاديمير بوتين أدرك أهمية الدور الروسي في العالم، وأعاد الدور الدولي إليها، وبلا شك إن الفترة التي قضاها رئيساً للمخابرات لا تعرفها إلا مراكز المخابرات العالمية، وها هي روسيا اليوم تستعيد مكانتها الدولية.
ولعل من الشعوب السعيدة في العالم، سكان مدينة لنينجراد، وهي تسمية زعيم الثورة البلشفية حين ذاك، فقد استرجعت اسمها القديم سانت بطرسبرغ في عام 1991، وأيضاً في شهر أكتوبر.
ومن بين الإيجابيات والسلبيات على المستوى العالمي، ندرك أن الصدف هي التي تجعل من ذلك التاريخ أو غيره بريقاً لامعاً، إلا أن الشعوب هي التي تحدد مساراتها في ما نضجت الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. لكن التاريخ لا ينسى من أسهم في دفع عجلته إلى التقدم أو التأخر، وعليه فإن القادرون على التغيير هم الذين يسطرون التاريخ..
وهنا ربما يقول قائل إن هناك قوى غير معروفة للعامة هي التي تحرك التاريخ، وإن المنتصر هو الذي يكتب أحرف التاريخ كما يشاء، ومن ثم هل هو تاريخ مزور ومتلاعَب به حسب أهواء من يمتلك القوة، سؤالي مطروح عليك عزيزي القارئ، وكل عام وأنتم بألف خير.. وعيدكم مبارك..
– البيان