دعت وزارة التربية والتعليم أولياء الأمور الى التعاون والتكاتف معها بغرض تشجيع ابنائهم الطلبة على أداء الاختبارات الوطنية لما لها من أهمية في قياس مستوى التعليم في دولة الإمارات لا سيما أن ثمة دراسة تعد حاليا لاحتساب جزء من هذه الدرجات في تقييم النتيجة النهائية لمستوى الطلبة .
وبحسب توجيهات معالي حسين بن ابراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم تجري الوزارة حاليا دراسة لاعتماد درجات الاختبارات الوطنية لتكون مقياسا ومؤشرا لتقييم مستوى الطلبة في النتيجة النهائية عبر أخذ نسبة محددة منها بخلاف ما كان دارجا سابقا من عدم احتسابها وبالتالي عدم الاهتمام بها وأخذها على محمل الجد من قبل الطلبة.
وتستعد الوزارة حاليا لإعداد الاختبارات من قبل فريق وطني من الميدان التربوي من معلمي وموجهي مواد اللغة العربية والرياضيات والعلوم والإنجليزية من مختلف المناطق التعليمية وعدد من اختصاصيي التقويم والامتحانات والمناهج في الوزارة تحت إشراف خبراء في إعداد الأسئلة .
وسينطلق برنامج الاختبارات الوطنية في الثامن من فبراير المقبل ويستمر حتى الثاني عشر من الشهر ذاته وهو استمرار لتقييم نتائج التعليم في دبي وباقي الإمارات ويتضمن طلبة الصف الثالث والخامس والسابع والتاسع.
وبدأ البرنامج في العام الدراسي 2010 –2011 بتقييم الطلبة في مدارس التعليم العام وتم توسيع البرنامج منذ العام 2012 ليشمل جميع الطلبة الذين يدرسون في مدارس القطاعين العام والخاص المطبق لمنهاج الوزارة.
ويتم تقييم الطلبة في صفوف الثالث والخامس والسابع والتاسع في مادة اللغة العربية في مجالات “القراءة والكتابة والإملاء” واللغة الإنجليزية في مجالات “القراءة والكتابة والإملاء والاستماع” وأيضا مادتي الرياضيات والعلوم.
وجرى تصميم الاختبارات الوطنية لتقييم نتائج التعلم بصورة أشمل على المدى الطويل إذ أنها غير مصممة لتقييم معرفة الطلبة للحقائق والمحتويات في المادة فحسب بل لقياس المهارات العليا في الفهم والتحليل والتطبيق والتقييم.
واعتمد برنامج الاختبارات الوطنية على التغذية الراجعة من الاختبارات في السنوات السابقة فيما يتعلق بمحتوى وهيكل الاختبار ويسعى البرنامج إلى تقديم معلومات حول ما يتوقع من الطلبة تعلمه في مراحل مختلفة من مسيرتهم التعليمية ومقارنته بالمنهاج المطبق وما يتم تدريسه عمليا في الصفوف الدراسية وتحديد أي تناقضات تتم ملاحظتها في استجابات الطلبة.
وبلغ عدد الطلبة الذين خضعوا للاختبارات الوطنية 34 ألفا و190 طالبا بينما بلغ عدد الطالبات 34 ألفا و453 طالبة من مختلف مناطق الدولة علما بأن الاختبارات الوطنية لا تشمل الطلبة من فئة ذوي الإعاقة.
وأكدت خوله المعلا الوكيل المساعد لقطاع السياسات التربوية في وزارة التربية أهمية الاختبارات الوطنية في تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلبة في مهارات كل مجال بالمقارنة مع المنهج الدراسي ونقل التركيز على التعلم من المحتوى والمعرفة والمهارات العملية إلى مهارات القرن 21 المتوقعة في الاقتصاد الإلكتروني الحديث.
وأضافت أن هذه الاختبارات تسهم في الحفاظ على المهارات الأساسية التي تدرس في الحلقة الأولى بهدف تزويد الطلبة بالأدوات الأساسية اللازمة للمرحلة التعليمية الأعلى عبر تكريس المزيد من الوقت في مهارات التقييم والتفكير النقدي وحل المشكلات والبحث بغية تعزيز مهارات التعلم غير التلقيني.
كما توفر نتائج الاختبارات معلومات وبيانات حول مستوى تحصيل الطلبة ومدى تمكنهم من المهارات الأساسية في كل مادة إذ يتم توظيفها من قبل صناع القرار في الوزارة في وضع الخطط والاستراتيجيات التطويرية.
وذكرت أنه سيمكن لمديري ومديرات المدارس الوقوف على نقاط الضعف ومواطن الخلل لدى الطلبة في مدارسهم ليتم على إثرها إيجاد حلول فعالة تسهم في رفع كفاءة طلبتنا لنحقق بذلك أحد أهم أهداف الوزارة في تقديم تعليم من الطراز الأول لجميع الطلبة.
وقالت سعادة المعلا إن عملية إعداد الاختبارات الوطنية تخضع لعدة مراحل إذ يتم بداية تشكيل فريق وطني من الميدان التربوي من معلمي وموجهي المواد الأربع ومن مختلف المناطق التعليمية فضلا عن عدد من اختصاصيي التقويم والامتحانات في الوزارة وتحت إشراف خبراء في إعداد الأسئلة.
وثانيا تتم عملية المراجعة والتدقيق والمواءمة لضمان الدقة والموضوعية وطباعة كتيبات الأسئلة وبعد ذلك جمع بيانات الطلبة والمدارس التي سيخضع طلبتها للاختبار والتواصل مع منسقي الاختبارات في المناطق التعليمية لتدريب منسقي المدارس وإداريي الاختبارات على كيفية إدارة الاختبارات الوطنية واستخدام دليل منسق الاختبار الذي أعدته إدارة التقويم والامتحانات لتسهيل عمل المنسق وضمان توحيد الممارسات الصحيحة أثناء الاختبارات في جميع المدارس.
ومن ثم تصحيح الاختبارات على أيدي معلمين تم تدريبهم على تصحيح الاختبارات في بيئة الكترونية من خلال شبكة الانترنت وأخيرا تحليل النتائج وإعداد التقارير الخاصة بقيادات الوزارة بالإضافة إلى تقارير يتم توزيعها على المناطق التعليمية والمدارس والطلبة للاستعانة بها في بناء الخطط التطويرية لرفع كفاءة الطلبة.
وأشارت المعلا إلى أن الوزارة ممثلة بإدارة التقويم والامتحانات حرصت في برنامج الاختبارات الوطنية أن يشمل حزمة من التقارير التي تهدف إلى توفير المعلومات ذات الصلة بجميع الفئات المعنية في حين تتضمن مجموعة التقارير في العام 2014 الأقراص المدمجة التفاعلية الخاصة بنتائج المناطق التعليمية والتي تمكن إدارة المنطقة من مراجعة أداء المنطقة والمدرسة والصف من خلال وسيلة إلكترونية ديناميكية والتقارير الإلكترونية والمطبوعة لكل مدير منطقة وتسمح بالإطلاع على نتائج كل مدرسة تحت إشرافه والتقارير الإلكترونية والمطبوعة الخاصة بمدير المدرسة التي تمكن المدير من استعراض الأداء العام للمدرسة في المواد وكذلك الإطلاع على مستوى الصفوف في مدرسته.
وأخيرا التقارير المطبوعة الخاصة بأولياء الأمور التي تبين تفاصيل أداء الطلبة في كل مادة وتقدم لمحة عن مدى نجاح الطالب مقارنة بنتائج المناهج المتوقعة لهذا الصف.
– وام