ظهـرت في اليمــن بـوادر انتفاضـة مسلحة غير معلنة تضم الإصلاحيين والقبائل وتنظيــم «القاعـدة» ضد المتمــردين الحوثيين الذين سيطروا في الأســابيع القليلة الماضية على صنعاء ومحافظات جـديدة في غرب ووسط البلاد من دون مقاومة تذكر من الإدارة الهشة للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي.

وذكرت تقارير واردة من العاصمة اليمنية أن تظاهرات شعبية خرجت أمس في أكثر من مدينة للتنديد بالهيمنة الحوثية، وأن «الحراك التهامي» الذي يتزعم منذ عامين احتجاجات مطلبية في الحديدة الساحلية، أمهل المتمردين 24 ساعة للانسحاب من المدينة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر ومرافقها الحيوية، في وقت منعت قبائل مسلحة موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني وصول تعزيزات عسكرية إلى الجماعة الشيعية في مدينة إب، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة «يريم» خلفت 16 قتيلا، وذلك بعد ساعات من هجوم مباغت شنه متطرفون من تنظيم القاعدة على مليشيا تابعة لـ«الحوثيين» في مدينة رداع في محافظة البيضاء المجاورة، أعقبته مواجهات مسلحة استمرت ساعات وأوقعت قتلى في صفوف الجماعة المتمردة.

وذكر وكيل محافظة إب، على الزنم، لـ (الاتحاد)، أن اشتباكات اندلعت في بلدة «يريم» شمال المحافظة بعد ساعات على اعتراض مسلحين قبليين في منطقة «كتاب» تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى الحوثيين المتمركزين في المدينــة مـنذ الأربعاء المـاضي في حــين قال مسؤول في حزب «الإصلاح» في إب، إن المسلحين الحوثيين حـاولوا مهاجمــة منزل مسؤول الحزب في البلـدة ما أدى إلى نشـوب معارك أوقعت 14 قتيلاً على الأقل بينهم نجل المسؤول الحزبي وابن شقيقه وأربعة من رجال القبائل.

وتأتي هذه المواجهات غداة مقتل 20 شخصاً في معارك عنيفة اندلعت في شوارع وأحياء مدينة إب وتوقفت بعد التوصل إلى اتفاق تسوية بين الجماعات المتصارعة رعته السلطات المحلية في المحافظة التي قال وكيلها إن الوضع في بلدة «يريم» (متوتر)، ويهدد استمرار اتفاق التسوية مشيراً إلى أن السلطة المحلية بقيادة المحافظ، القاضي يحيى الإرياني، تقود حالياً جهوداً للتهدئة ومنع انفجار الوضع في مناطق جديدة في وقت أكد المسؤول في حزب «الإصلاح» أن المسلحين ما زالوا ينتشرون عند مداخل مدينة إب وفي شوارعها الرئيسية، لافتاً إلى دعوات ناشطين وسكان للخروج في تظاهرة خلال ساعات للمطالبة بانسحابهم من المنطقة.
وأكد في سياق آخر أن مدير محافظة إب، العميد فؤاد العطاب، المحسوب سياسيا على حزب «الإصلاح»، استقال استجابة لضغوط الحوثيين ومسؤولين في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ونقل عن العطاب أنه استقال «حقناً للدماء»، داعياً في الوقت ذاته جميع المكونات السياسية والاجتماعية في إب، بمن فيهم مؤيدو جماعة الحوثيين، إلى «أن يكونوا يداً واحدة لإعمار المحافظة».

وأضافت التقارير أن مسلحي تنظيم القاعدة دمروا مكتب البريد في العدين عن آخره ونهبوا 30 مليــون ريال كانت في الخزينة.

وفي محافظة البيضاء المجاورة حيث تنشط أيضاً خلايا تنظيم القاعدة، قُتل 20 مسلحاً حوثياً في هجمات شنها مسلحون متطرفون في مدينة رداع وبلدة العرش المحاذية لمحافظة ذمار الخاضعة لسيطرة الجماعة المذهبية منذ الثلاثاء.

وقال مسؤول أمني في مدينة «رداع» لـ (الاتحاد)، إن متطرفين من تنظيم القاعدة هاجموا دوريات للحوثيين على مشارف المدينة، موضحاً أن الهجوم أعقبته معارك عنيفة بين الطرفين أوقعت قتلى وجرحى دون أن يذكر إحصاء محدداً للضحايا، فيما تحدثت مصادر في الجماعة المتمردة عن مقتل 20 من مقاتليها في المواجهات مع تنظيم القاعدة في رداع وبلدة العرش.

ونفـى المسـؤول الأمـني انسحاب المتمردين الحوثيين من مـدينة «رداع»، مؤكداً فقط تراجعهــم إلى وسط المدينة بعد أن أخـلوا مـــراكز انتشـارهم في الأطــراف «تحسباً لهجمات القاعدة»، الذي أكد انسحاب المتمردين من إحدى مناطق بلدة العرش بعد هجومين انتحاري ومسلح استهدفهم هناك.

وقالت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بالتنظيم في بيان نشر على حساب تابع لها عبر موقع «تويتر»، إن مقاتليها أجبروا الحوثيين على الانسحاب من «وادي ثاه» إلى منطقة «قاع فيد»، وذلك بعد «أن أوقعوا منهم قتلى وجرحى وأسروا ثلاثة من مقاتليهم»، واستولوا على مركبة مسلحة تابعة لهم ومجموعة من الأسلحة الخفيفة.

إلى ذلك، اغتال مسلحون مفترضون من تنظيم القاعدة أمس زعيم مليشيا اللجان الشعبية الموالية للحكومة في محافظة لحج جنوب البلاد.

وذكرت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني، أن مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة اغتالوا قائد اللجان الشعبية في مدينة الحوطة، عاصمة لحج، الشيخ صالح الهبوب الصبيحي، مشيرة إلى أن المسلحين كانوا يرتدون زي شرطة النجدة عندما هاجموا سيارة الصبيحي، وأطلقوا وابلاً من الرصاص عليها ما أدى إلى احتراقها ومقتله واثنين من مرافقيه.

وقال مسؤول أمني في لحج، إن الصبيحي من أبرز الشخصيات الوطنية المعروفة بمقارعتها للإرهاب وعناصره المأجورة.

وفي غرب البلاد، تظاهر عشرات من أنصار الحراك التهامي، بعضهم مسلحون، في عدد من شوارع مدينة الحديدة للمطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة.

وذكر شهود لـ (الاتحاد)، أن المتظاهرين حددوا مهلة 24 ساعة لانسحابهم، وذلك في تلويح صريح باللجوء للعنف لطردهم المتمردين بعد انتهاء المهلة.

ووصف مصدر صحفي محلي الوضع في مدينة الحديدة بعد سقوطها الأسبوع الماضي بأيدي الحوثيين بالفوضوي.

في تلك الأثناء، أفادت مصادر صحيفة يمنيـة بسيطـرة المتمـردين الحوثيين على موقـــع اســتراتيجي للجيـش في منطقــة «بني حشيــش» شــمال شــرق العاصمــة، مشيرة إلى أن الحوثيين تمركزوا في المعسكر العسكري بالقوة «بعد أن استولوا عليه بجميع أسلحته وطردوا جنوده» البالغ عدده نحو 200 جندي.

الاتحاد