كشفت مصادر أمس، عن أن الإدارة الأميركية تتجه إلى تغيير استراتيجيتها الخاصة بمحاربة تنظيم داعش خلال ايام، بالتزامن مع انتقادات للسياسة الحالية خصوصاً في الموضوع السوري وبروز خلافات بين وزارة الدفاع والبيت الأبيض بشأن هذه السياسة، في وقت تعتزم واشنطن إرسال مستشارين عسكريين إلى الأنبار.

وذكرت المصادر الأميركية أمس أن «الإدارة ستعيد النظر في استراتيجيتها ضد تنظيم داعش بعد الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل».

وكانت الاستراتيجية الاميركية لمحاربة التنظيم بدأت بعد اعلان الرئيس باراك أوباما عنها في سبتمبر الماضي، والتي تشمل ضربات جوية ضد أهداف تابعة للتنظيم، وإرسال مستشارين عسكريين إلى العراق، ومواصلة تقديم المساعدات للمدنيين. وتشمل ايضاً تقديم المزيد من الدعم للقوات العراقية، إلى جانب قطع التمويل عن داعش ومحاربة فكره وأيديولوجيته.

وتعرضت هذه الاستراتيجية لانتقادات داخل الولايات المتحدة لاقتصارها على الضربات الجوية وانها يجب أن تشمل نشر قوات برية.

مستشارون إلى الأنبار

في غضون ذلك، قال رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى توسيع مهمتها المحدودة لتقديم المشورة والمساعدة في العراق لتصل إلى محافظة الانبار المحاصرة حيث القوات العراقية معزولة وفي مواقع دفاعية في مواجهة «داعش».

وشدد ديمبسي انه «يتعين على الحكومة العراقية ان تكون مستعدة لتسليح العشائر السنية كشرط مسبق للحصول على مستشارين من الخارج إلى المحافظة العراقية التي تقع في غرب البلاد».

وعندما سئل بشأن المكاسب الاخيرة في الانبار التي حققها المتشددون وإعدام أفراد العشائر الاسبوع الماضي قال ديمبسي: «لهذا السبب نحتاج إلى توسيع مهمة التدريب وتقديم المشورة والمساعدة إلى محافظة الانبار».

وأردف: «لكن الشرط المسبق لهذا هو ان تكون حكومة العراق مستعدة لتسليح العشائر». وأضاف: «لدينا مؤشرات ايجابية بأنهم مستعدون لكننا لم نبدأ في عمل ذلك حتى الان».

ولم يتضح ان كان المستشارون سيكونون أميركيين أم يأتون من دول مشاركة اخرى في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

إشادة بالتقدم

من جهته، أشاد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل بالتقدم الذي أحرز ضد التنظيم. واوضح في مؤتمر صحافي حضره ديمبسي في وزارة الدفاع ان القوات العراقية «حققت بعض المكاسب في كل من شمال ووسط العراق.. وتقدمها أمر مشجع».

وقال إن «جهداً طويلاً وشاقا ًسيمتد لعدة سنوات سوف يبذل من قبل القوات العراقية المحلية على الأرض تدعمها الولايات المتحدة وكذا شركاء التحالف لمكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا».

وأكد هاغل الحاجة إلى «الامانة» في المناقشات داخل الحكومة مع امتناعه عن التعقيب على مذكرة داخلية كتبها بشان السياسة تجاه سوريا وصفتها مصادر على دراية بمحتوياتها بأنها «انتقادية».

والمذكرة التي بعث بها هاغل إلى مستشارة الامن القومي للبيت الابيض سوزان رايس أوردتها أولاً صحيفة «نيويورك تايمز» التي ذكرت انه «حذر فيها من ان سياسة اوباما في خطر بسبب فشلها في توضيح نواياها تجاه رئيس النظام السوري بشار الاسد».

وقال شخصان على دراية بمحتوياتها انهما يتفقان مع وصف الصحيفة للمذكرة بأنها «انتقادية».

وطلب من هاغل التعقيب على المذكرة، فقال: «نحن مدينون للرئيس ومدينون لمجلس الامن القومي بأن نقدم أفضل افكارنا في هذا الشأن». واضاف من دون ان يذكر مجالات الاختلاف: «يجب ان يكون ذلك بأمانة وبشكل مباشر».

فوضى استراتيجية

يصب بعض الأعضاء في الكونغرس الأميركي، إلى جانب محللين ومتقاعدين عسكريين ونشطاء في المعارضة السورية سيلاً من الانتقادات لسياسات الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا، متهمين الإدارة الأميركية بأنها تدعم النظام السوري من خلال الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم داعش وحده دون النظام، مع عدم وجود أي مؤشرات على أي استهداف للنظام وقواته.

ووصف الباحث في الشؤون الدولية أنتوني كوردسمان، والذي يقدم النصح والمشورة للبنتاغون بين الحين والآخر، وصف السياسة الأميركية في سوريا بأنها تمثل «فوضى استراتيجية»، في مؤشر على ضبابية الموقف الأميركي وعدم وضوحه.

بعثة عسكرية ألمانية في كردستان والنرويج ترسل جنوداً

اطلقت بعثة استطلاع عسكرية ألمانيا عملها في اقليم كردستان، لدراسة مدى امكانية مشاركة ألمانيا في تدريب قوات البيشمركة في حربها على تنظيم داعش، في وقت أعلنت النرويج عزمها إرسال 120 جندياً إلى العراق.

وذكر موقع «دويتشه فيله» الالماني، ان بعثة عسكرية المانية وصلت إلى اربيل عاصمة إقليم كردستان، لاستطلاع مدى إمكانية مشاركة الجيش الألماني في تدريب قوات البيشمركة وإعدادها لمواجهة داعش.

وتتألف البعثة الاستطلاعية من ثلاثة ضباط من وزارة الدفاع الألمانية وممثل عن وزارة الخارجية.

جنود نرويجيون

من جهتها، أعلنت النرويج عزمها إرسال نحو 120 جنديا إلى العراق لتدريب القوات العراقية من أجل القتال ضد التنظيم الإرهابي.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزيرة الدفاع النرويجية ايني اريكسن سوريدي قولها أول من امس، ان نصف الكتيبة النرويجية سيتوجه إلى العاصمة العراقية بغداد من أجل تقديم الدعم لقوات الأمن العراقية على أن يتوجه النصف الآخر إلى مدينة أربيل في كردستان العراق.

واشارت الوزيرة إلى ان انتشار الجنود سيمتد لمدة سنة مع إمكانية تمديدها، مضيفة ان بلادها ستعمل على التعاون مع الحلفاء الآخرين بغية تعزيز قدرات العراق على ضمان الأمن في البلاد.

وقالت الوزيرة ان قوات بلادها تكتسب تجربة مهمة في هذا المجال، مشيرة إلى أن الخبرة المكتسبة ستكون مفيدة في الحرب على داعش.

البيان