علي أبو الريش
إنشاء مركز للعناية بالثروة النباتية ومصادرها الوراثية، يشكل خطوة نحو منهج علمي وحضاري تذهب نحوه الإمارات، لتحقق إنجازها الخاص، في حماية هذه المصادر الاستراتيجية، والتي هي الحزام الآمن، لمجتمع قطع شوطاً واسعاً باتجاه الأمن الغذائي والطمأنينة الخضراء التي ترفرف بأغصانها اليانعة على تراب الوطن .. ويأتي اعتماد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، استجابة فورية وسريعة لمتطلبات الواقع، وتوازياً حازماً مع قيم الحضارة الإنسانية التي تأتي الإمارات محورها وجوهرها، وسرها وسبرها، وخبرها وخيرها، وسيرتها الذاتية المفعمة، بتفاصيل النمو والترقي.
هذا المركز الأخضر الذي تمده يد المتسامين دوماً في العطاء، المتضامنين دائماً على نخوة الحياة وقوتها وريعانها وانسجامها مع ما يؤكد أن الوجود البشري، مرتبط بمن يصنعون البهجة وينثرون السعادة ويبدعون في عطائهم ويدهشون في بذلهم، ويذهلون في تفانيهم من أجل أن تستمر حياة الناس متكئة على آرائك الخير والنماء والانتماء والولاء لطبيعة لا تشوه ولا تسوف ولا تعبث بها أيدي العابثين.
هذا المركز الأخضر، هو رمز من رموز الأفكار النيرة التي تعود على الإنسانية بالخير والرفاهية، وتمعن في البحث والدراسة والتمحيص، لأجل الحفاظ على خيرات البلد، ودرء الأخطار عنها، وحمايتها من أي مكروه.هذا المركز الأخضر هو المكان والمكانة التي سيتبوأها الوطن حين يصبح للشجرة، فضاء حراً تعتلي سلمه وتنمو بحرية وقوة، وتحقق ذاتها التي هي في النهاية ذات الإنسان الذي يستظل بظلها، ويقطف من ثمراتها، حبات الحياة، هذا المركز الأخضر، يؤكد بكل جدية واستحقاق أن بلادنا ما غضت بصراً ولا صرفت نظراً، عن كل ما يثمر ويزهر، ويدخر الرصيد الوطني، لينعم الوطن بما تجود به الأرض وما تسخره القيادة الرشيدة لخير الناس ونعيمهم ورفاهيتهم .. هذا المركز حقل الولادة لجينات نباتية وراثية تحفظ الود مع البيئة، وتمنحها ابتسامة الفرح ونبض الحياة، تمنح الإنسان التميز والتميز دائماً إلى بيئته التي هو منها وهي إليه .. هذا المركز هو الرواية الحقيقية التي يدور فيها الحديث بإنصاف ومن دون إسفاف، ما بين الإنسان وبيئته.