قطعت تونس شوطا مهما في طي صفحة المسار الانتقالي، حيث حاز النائب عن حركة نداء تونس محمد الناصر على أغلبية أصوات النواب ليصبح بذلك رئيسا لمجلس نواب الشعب المنتخب في 23 أكتوبر الماضي فيما لا يزال الوضع الأمني يفرض حاله على الساحة إذ شهد استنفاراً أمنياً على الحدود الشرقية مع الجارة ليبيا.
وبعد استئناف الجلسة الافتتاحية التي تم تعليقها الثلاثاء الماضي، انطلقت عملية التصويت لانتخاب رئيس للبرلمان التونسي ونائبيه الأول والثاني أمس، وحصل مرشح حركة نداء تونس محمد الناصر على 176 صوتا من مجمل 214 في حين تم تسجيل أربع أوراق ملغاة و39 ورقة بيضاء.
ثم أعلن رئيس الجلسة علي بن سالم عن فتح باب التصويت لفائدة المترشحين لمنصب النائب الأول والنائب الثاني لرئيس المجلس، وطلب النائب عن حزب آفاق تونس الكلمة ليعلن عن سحب ترشحه مقترحا إعادة فتح باب الترشحات لمنصب النائب الثاني لرئيس المجلس في حال فاز رجلان احتراما لمبدأ التناصف.
وفاز عضو مجلس نواب الشعب عن حركة النهضة عبدالفتاح مورو بمنصب نائب رئيس أول للمجلس بعد حصوله على157 صوتا متقدما على مباركة عواينية البراهمي من الجبهة الشعبية التي تحصلت على 33 صوتا من جملة النواب المقترعيين .
وفي حركة لاقت استحسان النواب، قام مورو بالتحول إلى مكان جلوس مباركة البراهمي وقبل رأسها، علما أنها تتهم حركة النهضة بالتورط سياسيا في اغتيال زوجها القيادي المعارض محمد البراهمي في يوليو 2013. وبالنسبة إلى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس نوّاب الشعب، فازت النائب فوْزية بن فضّة الشعال عن حزب الاتحاد الوطني الحر.
جلسة مفتوحة
في الأثناء ، أوضح الرئيس الأول للمحكمة الإدارية محمد فوزي بن حماد أن الجلسة العامة القضائية للنظر في طلب الاستئناف الذي تقدم به المرشح الرئاسي المنصف المرزوقي ضد حكم رفض الطعون التي تقدم بها ستعقد اليوم الجمعة جلسة مرافعة علنية ومفتوحة أمام وسائل الإعلام والرأي العام الوطني في إطار ما وصفه بضمان الشفافية وإيصال المعلومة إلى الرأي العام.
وأكد أن تقليص اجال التصريح بالحكم لا يعني أن المحكمة الإدارية تريد أن تتخلص من هذه القضايا بل يعني التأكيد على أن الموعد كاف لدراسة القضايا والتمعن فيها وإقامة مفاوضة جدية.
وأضاف بن حماد أن الأجل الأقصى للتصريح بالأحكام هو خمسة أيام غير أنه رجح الانتهاء من النظر في مطالب الاستئناف في أجل معقول أي قبل حلول الموعد الأقصى ، مشيرا أن مكتب الضبط بالمحكمة تلقى ثمانية مطالب استئناف للأحكام الصادرة عن الدوائر الاستئنافية بالمحكمة الإدارية بخصوص الطعون التي تقدم بها محامى المترشح للانتخابات الرئاسية محمد المنصف المرزوقي ،وأن الجلسة العامة القضائية للمحكمة الإدارية ستتولى النظر في هذه الطعون.
استنفار أمني
على الصعيد الأمني، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي إن وحدات الجيش الوطني قامت بتكثيف الدوريات العسكرية والطلعات الجوية للمراقبة والاستطلاع وتعزيز نقاط المراقبة على مستوى الحدود الجنوبية خاصة بالمنطقة العسكرية العازلة ومعبر رأس الجدير الحدودي، تحسبا لكل طارئ في ظل تطور الوضع الأمني في ليبيا.
وأضاف الوسلاتي، في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية أن حالة التأهب والاستنفار لمختلف الأسلاك الأمنية ووحدات الجيش الوطني تندرج في إطار تطبيق توجيهات خلية الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني بتونس على المستوى العملياتي.
البيان