ميساء راشد غدير
انشغل الرأي العام خلال الايام الأخيرة بقضية شبح الريم وقتل المقيمة الامريكية في دولة الامارات واثارة حالة من الرعب في قلوب زوار الموقع الذي ارتكبت فيه الجريمة، خاصة بعد ان كشفت وزارة الداخلية عن نية المتهمة اصابة اخرين بقنبلة يدوية الصنع في اليوم نفسه.
قبل الخوض في تفاصيل جريمة كبيرة لم تعرف بعد أبعادها وخفاياها، ينبغي معالجة موضوع التعامل العام معها بصورة اشمل واعم يحقق فوائد ويزيد من وعي الناس والمجتمع تجاه مثل هذه الجرائم.
جريمة شبح الريم لا يمكن ان نحصر الاداة المسهلة لها في شكل المجرم أو جنسه أو الزي الذي يرتديه، بل لابد من البحث عن دوافعها واهدافها ووسائل من يقفون خلفها، وهذا ما ينبغي التركيز عليه في الامارات التي جثت منابع الجريمة والارهاب بكل صوره من جذوره في ارضها بما ضمنته من عدالة وتسامح ديني وامن للجميع مواطنين ومقيمين.
قضية شبح الريم متعددة الابعاد، لاسيما بعد الكشف عن القنبلة البدائية التي توحي بتورط هذه السيدة مع أطراف اخرى تهدف الى ما هو ابعد من قتل امرأة امريكية او استهداف طبيب من اصل عربي ومسلم، الهدف هو زعزعة امن واثارة بلبلة وشغل الراي العام عن القضايا الاهم، وتلك السيدة ماهي الا الخيط الاول في القضية.
الاسلام بريء من قتل الابرياء مهما كانت ديانتهم، يكفينا كمسلمين ما وسمنا به في السنوات الاخيرة من اتهامات بالتطرف والارهاب بسبب جماعات احتسبت نفسها على المسلمين والاسلام منها براء.
الامارات دولة مسلمة وتحترم الديانات والتسامح الديني منهج ثابت لها، وسكان دولة الامارات مواطنين او مقيمين متعايشون رغم الاختلاف في الثقافات الدينية لكن ما نحتاجه فعلا هو اعادة النظر في الاجراءات الامنية المتخذة في الاماكن العامة للكشف والقبض المبكر على المحرمين، وبحاجة بصورة اكبر للتوعية بالمخاطر التي قد تحيط بنا ونجهلها، فأنا شخصيا من الافراد الذين ربما لو رأى تلك القنبلة البدائية لما توقع مطلقا ان تكون قنبلة وهذه مصيبة اكبر.
– البيان