قفزت أسعار تذاكر الطيران إلى الحد الأعلى خلال موسم عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لتتضاعف على الناقلات الاقتصادية وتصل إلى أكثر من 50% على الناقلات التجارية وتجاوزت بذلك الأسعار التي سجلتها خلال عطلة عيد الأضحى الماضي .
تشهد العديد من الوجهات إشغالاً مرتفعاً وصل إلى حد الكمال، الأمر الذي دفع شركات الطيران إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلبية الطلب الكبير على بعض الوجهات عبر زيادة عدد رحلاتها أو استبدال طراز الطائرات بأخرى ذات سعة استيعابية أكبر بهدف الاستفادة إلى أقصى حد من الطلب المرتفع .
وقالت مصادر عاملة في وكالات السياحة والسفر إن هناك إقبالاً كبيراً على السفر من وإلى الدولة، وخاصة للوجهات الأوروبية، حيث تعتبر فترة العطلات في أوروبا الآن موسماً للسفر إلى الخارج والتي تصادف مناخاً ممتازاً في منطقتنا فيأتي السياح للاستمتاع بالطقس وبالسياحة الصحراوية التي باتت تشكل وجهة رئيسة للسياح من أوروبا وروسيا وخلال هذا الموسم من كل عام .
وقالت المصادر إن حجوزات تذاكر الطيران تشهدت ارتفاعاً تدريجياً تزامناً مع اقتراب عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية إلى وجهات أوروبية وإقليمية وآسيوية، ولفتت إلى أن الرحلات المتجهة إلى العاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة الفلبينية مانيلا كاملة الإشغال، في حين تسجل كل من وجهات لندن وباريس ومدريد وبرلين معدلات إشغال عالية جداً.
ومن جهته قال سعيد العابدي رئيس مجموعة العابدي القابضة للسياحة والسفر إن نسبة السياح القادمين إلى دبي أكثر من المغادرين خلال أعياد رأس السنة بعكس المواسم السابقة، الأمر الذي يعكس مدى التطور الذي حققه قطاع السياحة والسفر في الدولة مع استمرار تطور البنية التحتية وتوفير كل التسهيلات للسياح من مختلف أنحاء العالم .
وأكد العابدي أن أسعار التذاكر في ارتفاع مستمر مع الاقتراب من رأس السنة وتكاد تصل إلى الإشغال الكامل على الكثير من الوجهات الأوروبية والآسيوية والأمريكية، مشيراً إلى أن متوسط نسبة الحجوزت على الطائرات تصل حالياً إلى أكثر من 70% ومن المتوقع أن تتجاوز 90% في ذروة الموسم .
وقال العابدي إن خريطة السياحة القادمة تتوزع على أوروبا وتحديداً من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وباقي الدول الأوروبية، بينما معظم المغادرين هم من أبناء الجاليات الذين يعملون في الدولة وتحديداً من الأوروبيين، إضافة إلى الآسيويين من الفلبين والهند وغيرها .
وأشار العابدي إلى أن قطاع السياحة والسفر في الفترة الأخيرة بات يشهد تلاشي الموسمية بحيث أصبحت حركة السفر نشطة على مدار العام بفضل الفعاليات والمهرجانات والمعارض والمؤتمرات التي تنظم باستمرار في دبي، مؤكداً أن القطاع السياحي قادم على طفرة غير مسبوقة بعد الإعلان عن سلسلة المشاريع السياحية والترفيهية التي ستعزز من مكانة دبي على خريطة السياحة الإقليمية والعالمية.
وقال رياض الفيصل مدير عام وصاحب شركة أصايل للسياحة إن الحجوزات على الكثير من الرحلات القادمة والمغادرة خلال عطلة رأس السنة الميلادية تصل إلى الإشغال الكامل وإن موسم السفر لهذا العام يختلف عن الأعوام الماضية وأصبح الطلب على السفر في الاتجاهين وليس في اتجاه واحد كما كان في السنوات السابقة .
وأكد الفيصل أن هناك الكثير من المعطيات التي تسهم في زيادة الطلب على السفر، منها انتشار ثقافة السفر والمستوى الاجتماعي والاقتصادي الجيد الذي يتمتع به معظم الناس، إضافة إلى وجود جاليات أجنبية كبيرة ترغب في العودة لقضاء أعياد رأس السنة الميلادية في بلادها الأصلية، لذلك نلاحظ ارتفاع الطلب على الوجهات الأوروبية، إضافة إلى بعض الوجهات الآسيوية مثل الفلبين .
وقال الفيصل إن أسعار التذاكر تشهد ارتفاعاً بنسب متفاوتة تختلف من وجهة إلى أخرى لتراوح في بعض الأحيان بين 30-50% وأن ارتفاع الأسعار يأتي على الرحلات القادمة والمغادرة بعكس السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الطلب على السفر تجاوز فترة عيد الأضحى .
وأكد الفيصل أن اعتدال الطقس ومناخ الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الإمارات أسهم في استقطاب المزيد من السياح إلى الدولة خلال هذه الفترة مع وجود نمو أسواق مثل روسيا ورومانيا، ويعود ذلك إلى توافر خيارات السفر من هذه الوجهات وإليها بفعل تعدد شركات الطيران من داخل الدولة التي تسيّر رحلات منتظمة إلى عدة وجهات جديدة في روسيا خاصة .
من جانبه قال ياسين دياب المديرالعام لوكالة الفيصل للسفريات والشحن إن الحجوزات القادمة إلى الإمارات تشهد نسب اشغال مرتفعة على أبواب أعياد رأس السنة الميلادية، موضحاً أن الأجواء التي تتمتع بها الإمارات، إضافة إلى الخيارات التي يوفرها القطاع السياحي تجعل من الإمارات أكثر قدرة على استقطاب السياح وتشكل خياراً مثالياً للعائلات من مختلف أنحاء العالم .
وأشار دياب إلى أن أسعار تذاكر الطيران لرحلات العيد تشهد ارتفاعاً تدريجياً مع الاقتراب من رأس السنة الميلادية، وتختلف نسبة تحديد الارتفاع من وجهة إلى أخرى تبعاً لميزان العرض والطلب، مؤكداً أن الطلب على الرحلات القادمة إلى دبي أكبر من الطلب على الرحلات المغادرة في ظل الأسعار التي توفرها الفنادق ومستوى الخدمة مقارنة مع وجهات سياحية في أوروبا .
وأوضح دياب أن هناك العديد من الوجهات التي بات من الصعب أن تجد مقاعد عليها منها الولايات المتحده وكندا وبريطانيا والفلبين أما من الوجهات العربية فتعتبر بيروت الأكثر نشاطاً .
وقال سامر عشا المدير العام لشركة سكاي لاين للسياحة والسفر إن فترة رأس السنة من كل عام تشهد ارتفاعاً في نسبة الحجوزات على الرحلات في الاتجاهين، مشيراً إلى أن هناك من الطلاب الذين يدرسون في أوروبا وأمريكا يفضلون العودة وقضاء الإجازة في الدولة وتحديداً الأوروبية والأمريكية والآسيوية يرغبون بقضاء الإجازة في بلدانهم الأصلية، لذلك نلاحظ إشغال الرحلات في كلا الطرفين .
وعن أسعار التذاكر قال عشا إن الفرق في أسعار التذاكر بين موسم التباطؤ وموسم نشاط الطلب على السفر قد يصل إلى الضعف، وقد يصل الفرق في السعر على الرحلة الواحدة إلى 100% في حال تم الحجز في وقت متأخر مقارنة مع الحجز المبكر .
وأوضح المدير العام لشركة سكاي لاين للسياحة والسفر أن الرحلات من وإلى بريطانيا والفلبين تشهد إشغالاً كاملاً الأمر الذي يجعل أسعار التذاكر يصل إلى ذروته، لذلك تحاول شركات السياحة والسفر نصح المسافرين والسياح بالتخطيط للسفر قبل فترة من موعده الأمر الذي يخفف عليهم تكاليف السفر بنسب كبيرة .
وقال عشا إن الحجز على الوجهات العربية مازال في الامكان خلال الوقت الحاضر باستثناء بيروت التي تشهد طلباً كبيراً حيث وصلت الحجوزات إلى حدها الأقصى قبل شهر من الآن مشيراً إلى انتشار ثقافة الحجز المبكر بين المسافرين .
وتوقع عشا أن ترتفع نسبة الحجوزات على الوجهات العربية مع خلال العطل الدراسية وأعياد رأس السنة حيث تفضل الكثير من العائلات العربية الوافدة قضاء العطلة في بلدانهم
– الخليج