يواصل قسم التاريخ الشفاهي في الأرشيف الوطني، في جناح “ذاكرة الوطن” بمهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة بأبوظبي استقبال الرواة المعمرين والمخضرمين الذين عاشوا مرحلة ما قبل الاتحاد وتأسيس الدولة من أجل إجراء مقابلات معهم وتوثيقها بالصوت والصورة حول مختلف جوانب الحياة في الماضي .
وبوصفه يتصدر المشهد التوثيقي لتاريخ الإمارات الزاخر بالمرويات والحكايات الشعبية فإن الأرشيف الوطني ومنذ افتتاح المهرجان خصص في جناحه “ذاكرة الوطن” الذي يعتبر درة المهرجان لهذا العام حجرة خاصة على شكل مجلس للتاريخ الشفاهي مجهز بالوسائل اللازمة من أجل المقابلات مع كبار السن، ورواة التاريخ، والذين ما زالوا يحتفظون بذكريات وتفاصيل لما كانت عليه الحياة في الماضي وللتغيرات التي طرأت عليها . واستقبل المجلس عدداً كبيراً من الشخصيات التي قدمت مزيداً من الذكريات، ومن أبرزها، ناصر بن نخيرة بن ناصر بن نخيرة الخييلي ضابط في الحرس الخاص في عهد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسالم سعيد خلفان حضيرم الكتبي عميد المعلقين بسباقات الهجن، وغيرهما .
وأمام كثافة زوار مهرجان الشيخ زايد بشكل عام، وزوار جناح “ذاكرة الوطن” بشكل خاص فإن الباحثين والمتخصصين بمجال التاريخ الشفاهي وجدوا فرصة حقيقية من أجل استكمال جوانب في تاريخ الإمارات الموثق والمكتوب، وإثرائه بالروايات الشفهية التي تدعم أيضاً دراسات الأنساب، وسيعمل الأرشيف الوطني على استكمال المقابلات مع بعض الشخصيات بعد انتهاء المهرجان بمقرّ الأرشيف الوطني أو عبر الزيارات التي يقوم بها المختصون إلى منازل المواطنين الذين لديهم المزيد من الذكريات حول أحداث الماضي ومجرياته .
الجدير بالذكر أن الأرشيف الوطني يتطلع عبر مشروع التاريخ الشفاهي إلى توثيق الذاكرة الشفاهية بأصوات المعمرين الذين تُعد ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً، وتدوين وتسجيل تسلسل الأحداث التاريخية، وإثراء أرشيفات الأرشيف الوطني، وتكوين قاعدة معلومات ثرية، وإطلاع النشء على الأحداث التاريخية، وأساليب الحياة لكل منطقة من مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة قبل قيام الاتحاد وبعده، والمشاركة في مؤتمرات تقام حول التاريخ الشفاهي .
ويذكر أن الأرشيف الوطني يحتفظ بمئات المقابلات التي أجراها قسم التاريخ الشفاهي، وأنه سوف يصدر قريباً كتاباً يتضمن عدداً من هذه المقابلات، وسيكون الكتاب باكورة سلسلة متخصصة بالتاريخ الشفاهي .
– الخليج