بعد عشر سنوات من مأساة أمواج تسونامي التي ضربتها، نهضت قرية سينيجاما السريلانكية من الرماد وأصبحت نموذجا للازدهار.
يرجع الفضل، في جانب كبير منه، إلى جهود كوشيل جوناسيكيرا الذي قاد حملة إغاثة فتفرغ للجمعية الخيرية التي أسسها عام 1999.
مع ارتطام الموجات البحرية العاتية على الساحل الجنوبي لسريلانكا في 26 ديسمبر عام 2004، جمع جوناسيكيرا أولاده وانطلق بهم صوب معبد قريب يمثل أعلى نقطة استطاعوا العثور عليها طلبا للنجاة.
فيما بعد، عاد إلى قريته ليجد مشهدا يمزق القلوب قوامه الموت والدمار. ففي يوم الكارثة، قتل ربع سكان القرية في الموجة التي اجتاحتها من المحيط الهندي.
سينيجاما قرية نائية على الساحل. وقد عاد السياح إلى الشواطئ التي تنتشر على امتدادها أشجار النخيل.
تجاوز عدد القتلى 250 ألفا في كارثة موجات المد العاتية التي نتجت عن زلزال قوته تسع درجات قبالة ساحل جزيرة سومطرة الإندونيسية.
كانت الخسائر الأكبر من نصيب إندونيسيا غير أن سريلانكا تلتها في القائمة إذ بلغ عدد قتلاها نحو 40 ألفا.
قبل سنوات من الكارثة، بدأ جوناسيكيرا جمعيته الخيرية الأهلية من أجل فتح أبواب رزق بديلة للسكان الذين كانوا يعملون في التعدين. غير أن موجات المد، التي دمرت آلاف البيوت والمدارس، مثلت تحديا أكبر بكثير له.
استفاد جوناسيكيرا من قوة شخصيته واتصالاته ومعرفته ببعض من أشهر لاعبي الكريكيت في سريلانكا وجمع أهالي القرى والمتطوعين والمتبرعين ووجه المساعدات المالية إلى مشروعات طويلة الأجل لبناء نموذج شامل ومستدام من التنمية المجتمعية.
وأقام مشروعا يقدم الآن خدمات مجانية لأكثر من 25 ألف شخص بدءا من الرعاية الصحية إلى التدريب المهني وأكاديمية رياضية للصغار تخرج منها بالفعل اثنان من لاعبي الكريكيت على مستوى البلاد.
ويعتمد مشروع الجمعية الخيرية التي أسسها جوناسيكيرا اعتمادا كبيرا على التبرعات الأجنبية. وقد مول نادي “ساري” الانجليزي للكريكيت الملعب الذي أقامته الجمعية لأكاديميتها. ومول مغني الروك الكندي بريان آدامز، حوض السباحة.
وقال جوناسيكيرا “نحن نستفيد من موجات الشفقة للتغلب على موجات الدمار ولإعادة البناء بصورة أفضل. عندما تقع كارثة من هذا النوع، لا يمكنك أن تغير مسارها. بل تحتاج للتطلع للأمام والحفاظ على تفاؤلك”.
الاتحاد