ناصر الظاهري

ـ من أجل القلوب البيضاء الجميلة، والوجوه السمحة الجميلة، من أجل الصدق الذي نراه في العيون التي لا ترائي، من أجل الطُهر حين يسكن الطُهر الشق الشمال.
ـ من أجل مهادنة الوقت هذا الذي يجري كرهوان جامح، لا تحده السهول، ولا براري المدى، ولا الأحلام المسافرة بعيداً أو عميقاً.
ـ من أجل الدعوات والرسائل وحروف الحب التي تسعفنا وقت الضجر، وتبرر فرح التعب، ونشوة صدق الموقف، ونبل ما يحمل المحبون.
ـ من أجل الكلمات الغالية التي نسمعها من هذا وذاك، دافعة عنا جزءاً صعباً من معاناة اليوم، وهذا الركض وراء الأشياء، وقبل الأشياء.
ـ من أجل المدن الآمنة التي نتمنى أن تبقى آمنة ومستقرة، من أجل المدن التي هزمتها مكائد الشر الجديد، وغيرت من طقوس يومها.
ـ من أجل براءة الإنسان، ودعم حريته، وصون كرامته، من أجل الإنسان الصادق الكادح، صاحب الرزق الحلال.
ـ من أجل كل الأشياء الجميلة والملونة في الحياة، لا تتبدل ولا تتغير طبيعتها، وأن عشبها ما زال أخضر، ووردها أحمر، وبحرها أزرق، ورملها كأنه ماء الذهب.
ـ من أجل فصول السنة بخريفها الأصفر، وصيفها الحار، ورطبها الجني، وشتائها الأبيض، ومطرها الغبيب، وربيعها المزهر بالياسمين.
ـ من أجل النهار الجميل، والليل الصديق، من أجل عصافير القلب نوره، ونوّاره.
ـ من أجل الغاليات المتوجات على الرأس، وقبلة الجبين، من أجل المذهبات عقولنا وقلوبنا بحبهن وتعبهن.
ـ من أجل نهر يسير، يصبّح على بيوت الفقراء باباً باباً، وبحر يترك على مقدمات سفنهم بارقة أمل، وفرحة رضا، من أجل شمس لا تخلو من وعد، ومواعيد.
ـ من أجل نشوة النخل بالريح ورقص السعف، ومشاغبة الطير.
ـ من أجل ضحكة عيون الصغار، وسكر لغة الأطفال.
ـ من أجل البناء الصعب، من أجل تعب الأولين، وعرق الصابرين، وجَلَد ناسنا الطيبين.
– من أجل تلك الجنة الضائعة.. السعادة، والتي مرات كثيرة نصادفها في الدروب، قرب البيوت، عند عتبات أبوابنا المغلقة، ولا نفتح لها صدورنا قبل أن نشرع لها الأبواب.
ـ من أجل الإنسان والوطن والحب والسلام، دعونا لا نعترف إلا بالصدق، وبالعقل، وبالحكمة ضالة المؤمن، دعونا نؤمن بالعمل، وبالحياة المجبولة على الخير، دعونا نبارك القلم وهمزة اقرأ، نمجّد حرف النون بتشكيله المعرفي، ووهج النور، وما يسطرون.
ـ من أجل كل تلك الأشياء.. «عمودكم الثامن» وأمنيته لكم بعام جديد وسعيد.
الاتحاد