قدم المجلس الأعلى للأزهر في اجتماعه أمس برئاسة شيخ الأزهر د . أحمد الطيب الشكر للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإعلان استعداد الإمارات لدعم مشروع المعاهد الأزهرية المتطورة باللغات الأجنبية، باعتباره نواة تاريخية لتخريج دفعات أزهرية لنقل رسالة الإسلام إلى المجتمعات الأجنبية، والعمل على تصحيح الصورة التي تسبب المتطرفون في إلصاقها بالإسلام، فضلاً عن دعم قيادة الإمارات لعدد من المشروعات بالأزهر الشريف، وهو ما يمثل خدمة جليلة للإسلام والمسلمين .
كما قدم المجلس الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على توجيهه للمحافظين بسرعة إنشاء هذه المعاهد الأزهرية الجديدة، مشيراً إلى أن الرئيس لا يتوانى أبداً عن تقديم الدعم للأزهر الشريف؛ حيث وجَّه المحافظين لتوفير الأرض اللازمة لمشروع المعاهد الأزهرية باللغات الأجنبية؛ باعتباره يمثل مزيداً من الانطلاق العالمي لرسالة الأزهر الشريف في الداخل والخارج، مقدرين له جميع الجهود الموفقة التي يبذلها على الصعد السياسية والاجتماعية كافة لمزيد من الاستقرار لمصر .
وفيما اتفقت وزارة الخارجية المصرية والأزهر على وضع خطة لجولات عاجلة للإمام الأكبر إلى آسيا وإفريقيا وأوروبا، قرر المجلس الأعلى للأزهر أمس إنشاء معاهد حديثة ومتطورة لتدريس المقررات الأزهرية باللغات الأجنبية، بواقع معهد على الأقل في كل محافظة، وتشكيل لجنة دائمة لمتابعة تنفيذ هذا المشروع الذي ينتقل بالتعليم الأزهري نقلة نوعية .
وأكد الأمام الأكبر أحمد الطيب أن الهدف من إنشاء هذه المعاهد هو إعداد جيل جديد من الدعاة ومدرسي الثقافة والعلوم الشرعية يخدمون دينهم في كل المجتمعات على اختلاف لغاتها وثقافتها، فضلاً عن تنمية قدرات خريجي الأزهر من المدرسين والدعاة والأطباء والمهندسين والتجاريين وغيرهم في اللغات الأجنبية .
من جانب آخر، اتفقت وزارة الخارجية المصرية والأزهر على وضع خطة عاجلة لمجموعة من الجولات الخارجية للإمام الأكبر أحمد الطيب، لتشمل آسيا وإفريقيا وأوروبا، جاء ذلك خلال استقبال الطيب، أمس، وزير الخارجية سامح شكري، وتستهدف الجولات الإسهام في إعلاء قيم ومبادئ الإسلام الحنيف ودحض الأفكار المتطرفة وتحرير المفاهيم المغلوطة التي تشوه صورة الإسلام .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن اللقاء تناوَلَ الدور الهام والفعَّال الذي يَضطلعُ به الأزهر الشريف، كأكبر مُؤسسةٍ إسلامية في العالم، في نشر مفاهيم الدين الحنيف الوسطي المعتدل، والقيم الدينية السمحة . وعبر شكري عن تقديره لدور الأزهر الشريف وعلمائه ومبعوثيه المنتشِرين في كافَّة أنحاء العالم لتعريف المسلمين بأمور دينهم، ولنشر القيم السمحة التي تُعَدُّ الرسالة الأسمى للإسلام لمواجهة الأفكار الشاذة، التي يُروِّجها أصحاب التوجُّهات المتطرِّفة، بالإضافة إلى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام لدى الآخَرين، مشدداً على الدور المهم للأزهر الشريف في محاربة الأفكار المتطرِّفة التي تُشوِّه حقيقة الدين الإسلامي .
وأكد شيخ الأزهر أهمية التعاون القائم مع وزارة الخارجية، سواء على مستوى إيفاد الدعاة والأئمة للخارج أو من خلال استقدام الطلاب للدراسة في الأزهر الشريف، مشيداً بدعم وزارة الخارجية للأزهر الشريف في القيام برسالته السامية، ومساعدة الدعاة والمبعوثين للقيام بدورهم في تصحيح مفاهيم الدين الحنيف، معرباً عن تطلُّعه لمزيدٍ من التعاون القائم بين الوزارة والأزهر الشريف . كما تمت مناقشة سبل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تجتاح بعض الدول غير المسلمة، نتيجة المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والتي غذَّاها بعض الممارسات الخاطئة، التي وقَع فيها بعض الشباب المسلم؛ نتيجةَ خِداع أصحاب الفكر المتطرِّف لهم .
– الخليج