بعد يومين من الترقب وعمليات البحث المحفوفة بالصعاب، تم العثور على حطام طائرة «إير آشيا» الماليزية، أمس، والتي تحمل الرحلة رقم «كيو زد 8501»، وانتشال عشرات الجثث قبالة سواحل إندونيسيا، ما أثار حالة حزن شديد لدى أهالي الركاب الـ 162، مع تحقق أسوأ مخاوفهم.

وأكدت شركة «إير آشيا»، أن الحطام الذي عثر عليه في بحر جاوا يخص طائرتها المفقودة.

وذكرت في بيان: «تأسف إير آشيا إندونيسيا لإبلاغكم بأن الوكالة الوطنية الإندونيسية للبحث والإنقاذ، أكدت أن الحطام الذي تم العثور عليه في وقت سابق اليوم يخص الرحلة كيو زد 8501 التي انقطع الاتصال معها صباح الثامن والعشرين من الشهر الجاري».
وأكدت أن عمليات البحث والإنقاذ ستتواصل، وأن عمليات فحص الحطام قد بدأت بالفعل.

فيما قال رئيس الوكالة الوطنية الإندونيسية للبحث والإنقاذ بامبانج سوليستيو: «تأكدنا بنسبة 100 في المئة من أن الحطام الذي تم العثور عليه يخص طائرة إير آشيا».

تحطم في البحر

واختفت طائرة إيرباص «إيه 320-300» أثناء رحلتها بين مدينة سورابايا الإندونيسية وسنغافورة في جو عاصف في وقت مبكر الأحد.

وكل المؤشرات تدل على أن الطائرة تحطمت في بحر جاوا جنوب غرب جزيرة بورنيو، مع العثور على الحطام وانتشال عشرات الجثث حتى الآن.

وأكدت البحرية الإندونيسية انتشال أكثر من أربعين جثة من الموقع. وقال الناطق باسم البحرية مناهان سيمورانغيكر: «استناداً إلى الإذاعة العسكرية، أفيد بأن السفينة الحربية بانغ تومو انتشلت 40 جثة، والعدد إلى ارتفاع».

وطلبت السلطات من أهالي الركاب الإدلاء بأي أوصاف مميزة لذويهم، للمساعدة في الكشف عن هوية الجثث التي يجري انتشالها.

ظل الطائرة
وأعلن عن ذلك بعد أن قال سوليستيو، خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا: «وفقنا الله اليوم. عثرت طائرة هركوليس تابعة لسلاح الجو على جسم وصف بأنه ظل في قاع البحر على شكل طائرة».

وأضاف سوليستيو، أن كل عناصر البحث ورجال الإنقاذ توجهوا إلى الموقع على بعد نحو 160 كيلومتراً، جنوب غرب مدينة بنغلان بان، في وسط كاليمنتان في جزيرة بورنيو، بهدف نقل قطع الحطام وجثث الركاب إلى بنغلان بان، وهي أقرب نقطة من الموقع.

وقبل ذلك بقليل، أكد مسؤولون عن عمليات البحث الإندونيسية العثور على قطع من الطائرة، وجثة طافية في منطقة تحطمها. وعرض التلفزيون الإندونيسي صوراً من الموقع.

حزن الأهالي
وبدأ أقرباء الركاب الـ 162 بمعانقة بعضهم البعض والبكاء في سورابايا، ثاني مدن إندونيسيا، أثناء مشاهدتهم انتشال جثة من البحر على التلفزيون.

في كوالالمبور، أعرب المدير التنفيذي لشركة الطيران الماليزية توني فرنانديز عن عميق حزنه. وقال فرنانديز على تويتر: «قلبي ينفطر حزناً من أجل أهالي ركاب الرحلة كيو زد 8501. أقدم تعازي للجميع باسم إير آشيا. الكلمات لا تكفي للتعبير عن مدى أسفي». وأضاف أنه سيتوجه على الفور إلى سورابايا.

وقال دويجانتو (60 عاماً) الذي كان ابنه مع خمسة زملاء له على متن الطائرة: «إذا صحت الأنباء ماذا سأفعل؟ لا يمكنني إعادته إلى الحياة».

الصندوق الأسود
وفي أعقاب الإعلان عن العثور على حطام الطائرة المفقودة، توجهت معظم السفن والطائرات والمروحيات إلى الموقع، أملاً في إسدال الستار على لغز اختفاء الطائرة التي أثارت حيرة كبيرة، خاصة أنها تأتي بعد نحو تسعة شهور من اختفاء طائرة الخطوط الماليزية «إم.إتش 370»، والتي لم يتم العثور على أي أثر لها حتى الآن. وتركزت الجهود على العثور على الصندوق الأسود لمعرفة أسرار الكارثة.

نظام تتبع
مع مأساة طائرة «إير آشيا» الماليزية، ندد خبراء الطيران من جديد بعدم وجود أنظمة تتبع مستمر لمسار الطائرات من خلال الأقمار الاصطناعية، والذي سبقت المطالبة به بعد الاختفاء الغامض لطائرة الخطوط الماليزية في مارس الماضي، وعلى متنها 239 شخصاً.

فيما تطالب مجموعات مدافعة عن قطاع النقل الجوي السلطات المختصة في العالم بتفسير اختفاء الطائرة في وقت تراقب فيه الأقمار الاصطناعية والكاميرات الموصولة بالإنترنت كل حركة في المجتمع. وكانت المنظمة الدولية للطيران المدني، التابعة للأمم المتحدة، قررت العمل على إيجاد حلول لتتبع مسار الطائرات بصورة أفضل. إلا أنه لم يجر تحديد أي خطة زمنية لذلك، في حين أن هذه الأنظمة تشكل كلفة إضافية لشركات الطيران التي تواجه الكثير منها بالفعل صعوبات مالية.

البيان