علي أبو الريش

بجهد المخلصين وعهد الصادقين ووعد الصابرين وسد المثابرين تعمل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، على فض الاشتباك ما بين الحزن والإنسان الفلسطيني، فاردة أجنحة الفرح على رؤوس المرابطين، الذين أرقهم الاحتلال وأرهقهم الاستغلال، وأسغب عيونهم الظلم والضيم والظلام على أيدي من مقتوا الإنسان، وحرموه من أبسط وسائل العيش الكريم .. هذه المؤسسة التليدة دأبت دوماً على تأثيث وجدان الإنسان بأسباب الحياة الهانئة وتأهيله في بيت السعادة، إيماناً من هذه المؤسسة، أن الحياة يجب أن تستمر، وأن الفلسطيني في غزة أو رام الله، من دم ولحم الإنسانية جمعاء ويحق له أن ينال ما يناله سواه من بني البشر من حب ورعاية وعناية وحماية من ظروف الاحتلال القاسية لذا فقد عملت المؤسسة على تمويل حفل زفاف جماعي لـ 400 شاب فلسطيني من أبناء غزة، وهي المبادرة التي سبقتها مبادرات وهبات بإنشاء المدارس وتهيئة المستشفيات وبناء المساكن، وتوفير كل ما يحتاجه الإنسان هناك، درءاً للعوز وضيق ذات اليد.
هذا العون وهذا الصون تقوم به مؤسسة خليفة تلبية لثقافة إنسان الإمارات، وما غرسته القيادة الرشيدة في النفوس، من قيم المساندة لكل محتاج في هذا العالم، وشيم المساعدة، لرفع الغبن عن كاهل الذين يواجهون الكوارث الطبيعية، والحوادث البشرية عمل رائد وسائد، تقوم به مؤسستنا الموقرة إيماناً من قادتنا بالسلام، والحب كطريقين لبناء عرش الإنسانية، وتشييد حضارتها، على أسس الانتماء إلى كون واحد، والولادة من وجود واحد، لا فرق بين مشرق أو مغرب، ولا فرق بين دين ودين، فالجميع يخرجون من وعاء حب الإنسان للإنسان وولاء الجميع لطبيعة فذة، زخرفت المكان الإنساني، بكل المعجزات الإلهية، ليكتسي الإنسان بثوب الأمان والاطمئنان والاستقرار وتحقيق أمنياته من دون منغصات أو مكدرات .. هذه المؤسسة أسست على التقوى ومن أهم مبادئ التقوى الإيمان بأن الخالق واحد، والإنسان يعود لجذر واحد، ولذا فإن التعاضد أولوية لا حياد فيها ولا انحياز إلا للإنسان.
– الاتحاد