راشد الزعابي

قلناها ورددناها كثيراً، فالأمنيات كبيرة ولكن الواقع صعب وغير مبشر، وما حدث في ملبورن أمس هو ترجمة عملية لكل ما كنا نقوله ونعتقده، وشتان الفارق بين منتخب يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من المحترفين الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية، وبين فريق معظم لاعبيه قادمين من دوري للهواة، وشتان الفارق بين إدارات مترفة، وأخرى محترفة.

خسر الأزرق الكويتي وخسر العرب مباراة الافتتاح، فاز الضيف الثقيل، وهو المستضيف هذه المرة، قدم أوراق اعتماده مبكراً، وربما تكون أستراليا أمة لا تعشق كرة القدم مثلما نفعل، ولكن العبرة ليست في العشق ولكنها في العمل، وأولئك البشر لديهم ميزة أنهم عندما يقررون أن ينجزوا عملاً فهم يتقنونه تماماً، ولا يتركون مجالاً للمصادفة، ولهذا هم ينجحون دائماً ونبقى نحن ندور في الحلقة المفرغة نفسها.
حظاً أوفر للمنتخب الكويتي، وبالإنجليزية «هاردلك» وقد تكون هذه الكلمة التي سيسمعها اللاعبون العرب أكثر من غيرهم خلال هذه البطولة، لم لا وهم الأكثرية في العدد، ولكنهم يشكلون الأقل والأفقر في نسبة الترشيحات، لذا لم يكن من الغريب أن تتفوق أستراليا بأربعة أهداف مقابل هدف على الكويت.

اليوم سنبدأ صباحنا بالقهوة العربية، وبطعم الحلوى العُمانية، وسيظهر الأحمر في مواجهة صعبة كذلك أمام شمشون الكوري الجنوبي، قد تكون نظرياً وعلى الورق غير متكافئة، ولكن بمقياس الروح والعطاء على أرض الملعب فإن أبناء السلطنة قادرون على أن يقلبوا الطاولة وبإمكانهم تقديم مباراة طيبة، وتحقيق نتيجة إيجابية، تدعم حظوظهم في هذه المجموعة الصعبة.

أما المارد الأخضر السعودي وزعيم آسيا في 3 مناسبات، فيخوض أيضاً مباراته الأولى أمام المنتخب الصيني، وقد تكون الكرة السعودية تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، ولكن من الضروري اليوم أن يستعيد الأخضر ذاكرته الآسيوية، وأن يقلب لاعبو السعودية في أرشيف أبطال آسيا، عل وعسى يستلهمون المعنويات وتزيد لديهم معدلات الحماس، من صور من سبقوهم وهم يرفعون الكأس نفسها.

منذ عام 2007 عندما توج العراق بطلاً لآسيا، ونحن العرب لا نسمع سوى جملة واحدة، «هاردلك»، فشلنا في التأهل لنسختين متتاليتين في كأس العالم، فشلنا في قطر قبل 4 سنوات، وحتى نجد حلاً لطريقتنا في إدارة العمل، وحتى نصل إلى مرحلة نطابق فيها القول مع الفعل، سنظل نستمع إلى «هاردلك»، وسنظل نفشل.

الاتحاد