راشد الزعابي
تحدثنا بالأمس عن خطورة الإفراط بالثقة، وحذرنا من صعوبة المباراة التي جمعتنا مع المنتخب البحريني، وحدث ما كنا نخشاه، وعلى الرغم من نجاح علي مبخوت في تسجيل أسرع هدف في تاريخ كأس أمم آسيا بعد مرور 14 ثانية فقط من بداية المباراة، ولكن ماذا بعد؟.
اكتفى منتخبنا الوطني بهذه الثواني القصيرة، وعلى الرغم من بعض المحاولات القليلة التي اقتربنا فيها من إضافة الهدفالثاني، وبعد 26 دقيقة جاء هدف التعادل البحريني، وبعد هذا الهدف سجل لاعبونا غياباً تاماً وفقدوا التركيز وتركوا المجال للمنافس في تشكيل خطورة حقيقية على مرمانا، وبيدنا لا بيد المنتخب البحريني فقدنا الأفضلية، بعدما ضاعت الهوية، وما كنا لنعود لولا كرة المدافع البحريني الرأسية، وعطفاً على المستوى المتواضع الذي قدمناه لم نكن نستحق الفوز في المباراة ولكن من يرفض الهدية؟.
فزنا وتأهلنا وتحقق الهدف الأول، ومع ذلك لا زلنا نملك الأفضل، لذا ينبغي علينا مراجعة حساباتنا، ودراسة أخطائنا، حتى لا تتكرر صدمة المستوى غير المتوقع الذي ظهر فيه فريقنا في مباراة الأمس، ففي جعبة اللاعبين الكثير، ونقول الحمد لله أنها مضت على خير، والحدم لله أن الفوز جاء في مثل هذه الظروف، فالقادم أصعب وكلما سرنا خطوة في هذه البطولة فالمطلوب منا مضاعفة التركيز، واتخاذ الحيطة والحذر، لأن الخطوة القادمة دائماً ما تكون أهم ودائماً أخطر.
رب ضارة نافعة، والوجه الجميل لمباراة الأمس كان في الفوز الذي تحقق في ظل غياب منتخبنا عن مستواه الحقيقي، ولابد أن تكون المباراة بمثابة الدش البارد الذي تعرض له اللاعبون، ودرسا مهما في ضرورة التعامل مع البطولة بنظام القطعة، واليوم علينا أن ننسى المواجهتين السابقتين ولا نضع في حسباننا النقاط الست التي تحققت، فما مضى قد مضى والعين على ما هو آت.
حققنا المهم ولكن القادم أهم، ودائماً ما نتعلم ونستخلص الدروس من كرة القدم، وبالأمس في مباراة البحرين، وضعنا أيادينا على قلوبنا خوفاً من أن تسرق منا نقاط المباراة في غمضة عين، وعندما كدنا نرضى بالنقطة أهدانا القدر نقطتين، وكانت كرة محمد حسين، كانت حاسمة وكانت كرة عكسية رأسية في الشباك البحرينية، فالهدايا لا تأتي دائماً في كرة القدم، ولكن عندما تأتي، لا يمكن أن نرفض الهدية.
الاتحاد