تصل اليوم بعثة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم قادمة من سيدني، بعد انتهاء المشاركة في نهائيات آسيا، والتي حقق خلالها 10 مكاسب، ويقام استقبال رسمي وشعبي للأبيض في قاعة المجلس بمطار دبي الدولي تقديراً للإنجاز الذي حققه بالحصول على الميدالية البرونزية في البطولة.
وتتويج الفريق بالميداليات البرونزية للمرة الأولى، بعد مشاركة ناجحة بكل المقاييس، وشاهد لاعبو منتخبنا وأعضاء الجهازين الفني والإداري المباراة النهائية بين استراليا وكوريا الجنوبية من داخل الاستاد الأولمبي في سيدني، ثم توجهوا إلى مطار سيدني للعودة للدولة في الساعة الثانية من ظهر اليوم عبر طيران الإمارات.
وحقق الأبيض 10 مكاسب في مشاركته الآسيوية من أبرزها التواجد مع الأربعة الكبار بالقارة الصفراء، إضافة إلى كسب احترام وتقدير كل المنتخبات المشاركة في النهائيات والخبراء والمحللين والجماهير الاسترالية، بعد المستوى المتميز الذي ظهر عليه خلال منافسات البطولة.
التأهل للدور الثاني
المكسب الأول .. يكمن في تأهل الفريق إلى الدور الثاني للمرة الأول منذ ما يقارب ربع قرن، بعد أن تفوق على المنتخب القطري بطل خليجي 22 ، وقضى على الحلم القطري من اليوم الأول للمنافسات، ما أدى إلى وداع العنابي البطولة مبكراً، ومن ثم تكملة الانتصارات بالفوز على البحرين بعد مباراة صعبة لكونها الفرصة الأخيرة للتواجد في البطولة.
وقدم مستوى طيباً أمام إيران ولكن الخبرة رجحت كفة المنافس بهدف الوقت الإضافي، لينال الفريق المركز الثاني في المجموعة، على الرغم من عدم احتساب الحكم لركلة جزاء صحيحة لحبيب الفردان.
حاجز الرهبة
المكسب الثاني.. تمثل في اجتياز حاجز الرهبة من ملاقاة المنتخبات الكبرى في القارة، حيث ساد حالة من عدم التفاؤل بالشارع الكروي، بعد إعلان مواجهة اليابان في الدور الثاني خاصة وان الفريق الياباني حامل اللقب والمرشح الأول للفوز بالبطولة، ولكن منتخبنا اثبت أن الكرة لا كبير لها إلا بالعطاء والجهد داخل المستطيل الأخضر، على مدى زمن المباريات، ونجح الأبيض في أقصاء حامل اللقب الذي عاد إلى موطنه بخفي حنين.
ونجح الفريق في التعامل المتميز مع الضغط الياباني طوال زمن اللقاء وخلال الوقت الإضافي وركلات الجزاء الترجيحية، وهو تعامل مختلف عن التعاملات مع المنتخبات الخليجية، ليدخل الفريق بؤرة الاهتمام الإعلامي وتزداد فرصة ترشحه للوصول إلى المباراة النهائية.
الأربعة الكبار
المكسب الثالث.. تحقيق هدف المشاركة بوصول الفريق إلى المربع الذهبي والتواجد بين الأربعة الكبار في القارة، وهو إنجاز بكل المقاييس خاصة وان الفريق لم يصل لهذه المكانة منذ المشاركة في البطولة التي استضافتها الإمارات عام 96، وبالطبع هناك فارق بين مشاركة داخل الملعب ومشاركة خارجه بكل ما تحمله من ضغوط، للعديد من العوامل منها الدعم الجماهيري الكبير.
وحماس صاحب الأرض، وبعد تحقيق هدف المشاركة زاد الطموح بالوصول إلي المباراة النهائية ولكن الفريق اصطدم بطموحات صاحب الأرض والجمهور، والذي يضم بين صفوفه عدداً من اللاعبين المحترفين في دوريات أوروبية، والاحتكاك مع هذه النوعية من المنتخبات مفيد بكل المقاييس، ولم ينل الأبيض شرف التواجد في النهائي ولكنه سعى لنيل الميدالية البرونزية وكان له ما أراد.
حذر المنافسين
المكسب الرابع.. لأول مرة تعمل منتخبات مثل اليابان وأستراليا وإيران، ألف حساب لمنتخبنا الذي اصبح يشكل لهم كابوساً مزعجاً ورهبة كبيرة، بعد أن اجتاز الفريق العديد من العقبات خلال منافسات البطولة، حيث أشار مدرب اليابان إلي قوة منتخبنا، حيث حذر لاعبيه من الإفراط في الثقة بإمكانية الفوز عليه قبل لقاء المنتخبين في الدور الثاني.
وكذلك المدرب الأسترالي الذي قال للاعبيه «الفوز لن يكون سهلاً على هذا المنتخب ولابد من الاعتراف بوجود فارق فني بين مستوى منتخبنا ومثل هذه المنتخبات للعديد من الأسباب ولكنها تتضاءل عكس سنوات ماضية».
شهادة الخبراء
المكسب الخامس.. لعل شهادة عدد من الخبراء من مختلف دول القارة الصفراء بجدارة الأبيض بالوجود ضمن افضل 4 منتخبات آسيوية مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، يعد إنجازاً يحسب لاتحاد الكرة، ورئيسه يوسف السركال لأن اهتمامهم، لتوفيرهم كل الدعم وعوامل النجاح للفريق على مدى السنوات الماضية، لم يتوقف الدعم القوي على المنتخب الأول وحسب، وإنما ببناء قاعدة قوية من منتخبات المراحل السنية.
جرعة معنوية
المكسب السادس.. نيل جرعة معنوية كبيرة بعد تلك المشاركة قبل خوض غمار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات مونديال موسكو، نظراً لأنه يضم لاعبين يشار اليهم بالتميز والموهبة مثل عموري نجم البطولة الأول والهداف علي مبخوت والقاطرة البشرية احمد خليل، والمفاجأة المدافع مهند العنزي، ولابد من الإشادة بجهد الجهاز الفني بقيادة المهندس مهدي علي، الذي يعمل منذ 8 سنوات لإعداد متميز لهذا الجيل من الموهوبين.
تفوق بالأرقام
المكسب السابع.. من خلال منافسات البطولة يتضح أن منتخبنا يتفوق على المنتخبات الآسيوية جميعاً، حيث يملك اقوى خط هجوم سجل حتى الآن 10 أهدف متفوقاً على اليابان وإيران وكوريا الجنوبية وأوزبكستان والعراق، وتلك النقطة الإيجابية كانت مثار انتقاد العديد خلال الفترة الماضية، وهنا تبرز القيمة الفنية للفريق الذي يلعب لعباً مفتوحاً ويسعى لتحقيق الفوز في كل المباريات دون رهبة.
أرقام قياسية
المكسب الثامن.. تميز الأبيض بتحطيم عدة أرقام خلال البطولة، بداية من تسجيل علي مبخوت لأسرع هدف في البطولة بعد 14 ثانية، وتسجيل أول هدف في مرمى المنتخب الياباني أيضاً من خلال علي مبخوت، كما نجح المنتخب في تسجل اكبر عدد من ركلات الترجيح بتسجيل 5 ركلات في مرمى اليابان قاده للمربع الذهبي، كما انه اكثر الفرق استقراراً في التشكيلة الأساسية ولابد من الإشادة بمستوى علي مبخوت الفائز بلقب الهداف فهذا إنجاز آخر يحسب للمنتخب، كما خطف عموري القلوب بمستواه ولمحاته الفنية العالية.
الثنائي المتألق
المكسب التاسع.. كسب المنتخب الثنائي الموهوب ماجد ناصر العائد بقوة لمستواه العالي، ومهند العنزي المتألق، ويعتبر قلب الأسد افضل حراس المنتخب بعد أن دافع عن مرماه ببسالة عالية أعادت للأذهان صورة ماجد نجم خليجي 18،ويعتبر مهند مفاجأة الفريق بمستواه العالي والثابت، استحق لقب افضل لاعب في مباراة منتخبنا واليابان.
دعم جماهيري
المكسب العاشر.. يعتبر الالتفاف الجماهيري حول المنتخب من أهم المكاسب، حيث كانت هناك متابعة حثيثة من الجماهير للفريق خلال مباريات البطولة، إضافة إلى حرص البعض على التواجد خلفه في أستراليا.
وصول البعثة الإدارية
وصلت ظهر أمس البعثة الإدارية لمنتخبنا الوطني برئاسة يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة، قادمة من سيدني، بعد انتهاء مشاركة الأبيض في نهائيات آسيا وحصول الأبيض على المركز الثالث، وسيكون الوفد في استقبال اللاعبين ظهر اليوم.
استقرار وتكاتف
يوجد عامل مهم للغاية لا يقل عن العوامل الفنية، وهو الاستقرار الإداري، الذي يوفره مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة يوسف السركال، ما ساعد على تحقيق الإنجاز، ولا يدخر المجلس أي جهد لدعم مسيرة العمل سواء كان دعماً مادياً أو معنوياً، كما أن استقرار المجلس نفسه من خلال تكاتف أعضائه وعدم وجود خلافات عامل مهم لدعم مسيرة الاستقرار في النظام المؤسسي للاتحاد.
– البيان