فضيلة المعيني
الأرقام التي رصدتها دراسة حديثة أعدها مركز البحوث الشرطية في القيادة العامة لشرطة الشارقة، حول الأزمة المرورية الخانقة على أغلب الطرق المؤدية من الشارقة إلى دبي والعكس، في معظم الأوقات، وتشتد في أوقات الذروة، ليست صادمة بقدر ما وضعت نقاطا كثيرة على أحرف متبعثرة في هذا الشأن.
حقيقة أكدتها الأرقام من جديد بأن أزمة المرور بين هاتين الامارتين وهي قديمة، استعصت على كل الحلول التي وضعتها السلطات في كلا الجانبين، من فتح طرق جديدة وبناء جسور وتقاطعات بمخارج تخفف الزحام، إلا أن كل ذلك لم يجد نفعا.
وبحسب الأرقام فإن معدل سرعة السيارات وقت الذروة على طريق طوله 35 كلم، أقل من 20 كلم/س، ويستغرق قطعه ساعة و15 دقيقة، بنسبة تأخر في الوصول 5 أضعاف الوقت المحدد، أما شارع الوحدة فإن السرعة فيه وقت الذروة تبلغ أقل من 10 كلم/س، وبحساب زمن وصول السيارة إلى نهاية الطريق الذي لا يزيد على 10 كلم، يبلغ ساعة كاملة، والمفترض أنها لا تزيد على 7 دقائق، بنسبة تأخير تبلغ 8 أضعاف.
وأوضحت الدراسة أن أكثر الشوارع تشهد الزحام في الشارقة، وخلصت إلى تأثيرات سلبية للازدحام المروري، مثل نسبة التلوث الناتج من عوادم السيارات، واستنزاف مصادر الطاقة، والأمراض التي تصيب السائقين جراء الخنقة المرورية.
نعلم أن هناك خصوصية تحكم الطريق من الشارقة إلى دبي والعكس، تتعلق بحكم عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين ممن يعملون في دبي ويسكنون الشارقة وعجمان، وهذه السيارات تشكل عبئا كبيرا على أي طريق يؤدي من الشارقة إلى دبي.
السؤال.. إلى متى أزمة المرور بين الشارقة ودبي؟ وأين ستنتهي إن كان هناك انفراج لهذه الأزمة، أم ستبقى مستمرة وقائمة تستنزف كل شيء؟ وهل تقف كل الامكانيات عاجزة أمام هذه الأزمة التي استحكمت منذ سنوات من غير حل؟!
هذه المشكلة بقاؤها يعني استمرارا لأزمة المرور، ليس بين الامارتين فحسب بل تمتد إلى طرقاتهما الداخلية، وما لم يكن التعاون والتنسيق بين السلطات فيهما على أعلى المستويات، والعمل بروح الفريق الواحد، فلا أمل في الخلاص منها، وستبقى مع الأيام معضلة تزيد ولا تنقص، تتفاقم ولا تخف.
– البيان