ندد الفلسطينيون أمس الثلاثاء 3 فبراير الجاري، باستقالة الكندي وليام شاباس من رئاسة لجنة تحقيق الأمم المتحدة حول الحرب الأخيرة في غزة، واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية الخطوة محاولة “ترهيب” جديدة من قبل سلطات الاحتلال للبقاء “فوق القانون”، فيما قالت حركة “حماس” إنها تعكس حجم الابتزاز “الإسرائيلي”، في حين أكد مسؤولون ان فريق التحقيق سيقدم تقريره في الموعد المحدد رغم تنحي رئيسه .
وكان الأكاديمي الكندي وليام شاباس رئيس فريق التحقيق في العدوان الذي شنته القوات “الإسرائيلية” الصيف الماضي على غزة قال يوم الاثنين، إنه سيقدم استقالته بعد أن اتهمته “إسرائيل” بالتحيز بسبب أعمال استشارية قام بها لحساب منظمة التحرير الفلسطينية .
وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة إن “السبب الحقيقي هو أن تقوم عادة باستخدام كافة الوسائل للمهاجمة والتشهير وتشويه صورة وترهيب” الأمم المتحدة . وأضافت “أنها طريقة لتجنب المساءلة سعياً لمعاملة “إسرائيل” كدولة فوق القانون” .
من جهته، اعتبر الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان أن استقالة شاباس “تعكس حجم الابتزاز الخطر والضغط الكبير الذي مارسته “إسرائيل” واللوبي الصهيوني على اللجنة ورئيسها لطمس الحقيقة والإفلات من العقاب” .
ورأى برهوم في الضغط “الإسرائيلي” على لجنة التحقيق الأممية “تأكيداً لإرهاب “إسرائيل” المنظم الذي يطال كل من يحاول كشف الحقيقة وملاحقة قياداتهم في المحافل الدولية” .
وفي المقابل رحبت الحكومة “الإسرائيلية” باستقالة رئيس لجنة التحقيق، رغم أنها أعلنت مقاطعتها للجنة التحقيق منذ إعلان تشكيلها نهاية يوليو/تموز الماضي، ومنعتها من دخول الأراضي الفلسطينية . وطالب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بإلغاء اللجنة بعد استقالة رئيسها وليام شاباس .
لكن مسؤولين قالوا إن الفريق الدولي سيصدر تقريره في موعده الشهر المقبل رغم استقالة رئيس الفريق . وقال المتحدث باسم اللجنة رولاندو جوميز إن رئيساً جديداً لفريق التحقيق قد يعلن في وقت لاحق .
وتأتي استقالة شاباس في أعقاب رسالة من السفير “الإسرائيلي” لدى الأمم المتحدة إلى الألماني يواكيم روكر رئيس مجلس حقوق الإنسان يندد فيها بما وصفه بتضارب صارخ للمصالح وبعلاقة شاباس السابقة بالفلسطينيين . وطلب عزله على الفور .
وقال شاباس في رسالة إلى روكر إنه حصل على 1300 دولار مقابل الإدلاء برأي قانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2012 لكنه كان يتصرف باستقلال تام وحيادية كاملة بوصفه رئيساً لفريق التحقيق .
وقال روكر في بيان “الرئيس يحترم قرار البروفسور شاباس ويثمن أن بهذه الطريقة سيتم تحاشي شبهة تضارب المصالح ما يحفظ نزاهة العملية” . وأضاف أن المحققين أصبحوا “الآن في المرحلة الأخيرة من جمع الأدلة من أكبر عدد ممكن من الضحايا والشهود من الجانبين” .
وشكل مجلس حقوق الإنسان لجنة التحقيق في يوليوالماضي بناء على طلب الفلسطينيين . وندد قرار المجلس بالعدوان “الإسرائيلي”، وقال إنه انطوى على هجمات عشوائية مبالغ فيها بما في ذلك القصف الجوي لمناطق مدنية والعقاب الجماعي .
– الخليج