لا تزال مشكلة عمر بطارية الهاتف الذكي من أكثر القضايا إحباطاً لدى المستخدمين الذين وقعوا باكراً في أسرها، فبالرغم من سرعة التطورات المذهلة التي شهدتها هذه الأجهزة خلال السنوات القليلة الماضية، لا تزال الحلول المتاحة كتعديل أوضاع التشغيل في الهاتف أو توفير شواحن خارجية لها أو خاصية الشحن السريع، لا ترقي إلى مستوى الحلول الجذرية ولا تلبي حاجة المستخدم إلى بقاء الهاتف على قيد الحياة لمدة لا تقل عن 24 ساعة يوميا.
وتشير بيانات حديثة إلى أن تلك القضية لم تعق فعلياً نمو مبيعات الهواتف لذكية، إلا أنها جعلت المستخدمين يغيرون من سلوكياتهم، ودفعت عددا من الشركات إلى تطوير حلول لهذه المشكلة، وفقا لجويتي لالشانداني، نائب رئيس المجموعة والمدير العام الإقليمي لشركة IDC بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأوضح جويتي أن الناس أصبحوا الآن بحاجة إلى أكثر من شاحن ومصدر للتيار الكهربائي ليتمكنوا من البقاء في مكاتبهم أو سياراتهم أو في المواقع التي يوجدون فيها بشكل متكرر. ويفضل آخرون حمل شاحناتهم معهم في الحقيبة أو المحفظة ليتمكنوا من استخدامها عند الضرورة في أي مكان. وأدت قضية عمر البطارية إلى ظهور فئة جديدة من الأجهزة، وهي الحافظات المدمج بها بطاريات، والتي تضيف الكثير إلى وزن الجهاز وأبعاده، ولكن نظراً لحجم المشكلة التي يمكن أن تحلها، فقد رحب بها الكثير من المستخدمين.
ولا يزال المستخدمون والشركات على حد سواء يبحثون عن تقنيات تنقلهم إلى الأمام وتوفر عمرا أطول للبطارية، وذلك نظراً إلى المخاطر الكامنة في مثل هذه “الحلول”. وقد تحسن عمر البطارية قليلاً على مر السنوات، ففي بداية ظهور الهواتف الذكية، كانت الأجهزة أصغر حجماً مقارنة بالوقت الحالي، ومن الطبيعي أن يحتاج الجهاز الأصغر إلى بطارية أصغر، إلا أن معظم الهواتف الجديدة تحمل شاشات مقاسها حوالي 5 بوصات، مما يتطلب بطارية أكبر.
ولفت إلى أن بعض المصنعين حاولوا معالجة أوضاع تشغيل تعمل على تحسين توفير الطاقة في الأجهزة. ويعتبر جهازا سامسونغ غالاكسي S5 وHTC One (M8) مثالين لإدراك منتجي الهواتف الذكية لما يسببه عمر البطارية القصير من عدم ملاءمة للمستخدمين. وتشمل الخيارات الجديدة التي تتضمنها تلك الأجهزة على تحويل الشاشات إلى الأسود والأبيض، ومنع التطبيقات غير الهامة من العمل.
– البيان