أكد محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، أن المستقبل يركز على دمج الإنسان مع التكنولوجيا، التي تتطور بجهود الإنسان وفاعلية العقل البشري، موضحاً أن التطور التكنولوجي، سيغير طبيعة الحياة في المرحلة المقبلة، والإمارات دولة وبيئة حاضنة للابتكارات، وتهدف من خلال تجاربها المتميزة في شتى المجالات لخدمة 7 مليارات إنسان على مستوى العالم .
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الاول لمبادرة “جائزة الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الانسان” التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وانطلقت فعاليات المنافسة النهائية لها أمس في مدينة دبي للإنترنت، بمشاركة 40 متنافساً من مختلف دول العالم ضمن ثلاث فئات رئيسية، والمقرر أن تسدل الستار على المنافسات والإعلان عن اسماء الفائزين لكل فئات الجائزة اليوم .
وكشف القرقاوي عن أن العمل لإصدار قانون متكاملة للأنظمة والتشريعات والضوابط لاستخدام الطائرات من دون طيار، بلغ مراحله النهائية، بالتعاون مع هيئة الطيران المدني لتنظم استخدام تلك التكنولوجيا، لتكون الإمارات أول دولة في العالم تمتلك تلك القوانين والضوابط، وتتضمن تحديد الارتفاع المسموح لطيران، والأماكن المسموح بها وتحديد التراخيص سواء ترفيهية أو تجارية أو علمية، حيث إنه لابد من وضع نظام يحدد ملامح هذه التكنولوجيا لاستخدامها بالشكل الأمثل والصحيح .
وأكد القرقاوي أن “جائزة الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الانسان” شهدت وجود طائرات إماراتية مصنوعة محلياً بنسبة 100%، ومشاركة جامعات محلية مثل جامعة خليفة على سبيل المثال لديهم باحثون يصنعون هذه الطائرات، حيث تقوم الطائرات من دون طيار على ثلاث مرتكزات، أولها الأجهزة التي تعتمد بشكل أساسي على البرمجة التي يقوم عليها المستقبل، والعقول المعتمدة على شبابنا الموجود هنا من الجنسيات العربية والعالمية، ويوجد اليوم أفضل مراكز الأبحاث والجامعات في مدينة دبي للإنترنت من خلال هذه البطولة.
قال القرقاوي: “هناك بيئتان تشريعيتان تقوم على أساسهما البنية التحتية، فالأولى تعتمد على اللوائح والقوانين والطلبة والعقول، والثانية تعتمد على مدى نجاح وتطبيق هذه الأفكار والخطط، وهي بحاجة إلى وجود الطائرات من دون طيار إضافة إلى مراكز الابحاث، ونحن في دولة الإمارات نحتاج إلى هاتين البيئتين وسنكون سباقين بذلك على المستويين سواء وضع القوانين واللوائح أو في وجود الطائرات من دون طيار واستخدامها بالشكل الصحيح، فهو موضوع مستقبلي لا يتوقف حد الخيال العلمي، بل واقع نلمسه اليوم يتطور بشكل سريع، ولا يمكننا معرفة مستقبل هذه التكولوجيا بعد عشرين عاماً” .
وأشار وزير شؤون مجلس الوزراء، إلى أن أساس التطور الذي تشهده الدولة مرتبط بحكومة الإمارت وقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذين ساهموا بخلق بيئة إبداعية لم تقتصر على احتضان ابداعات شباب الإمارات، بل تعدت ذلك لتحتضن شباب العالم، مشيراً إلى أن هذه المسابقة ليست إماراتية أو عربية وإنما مسابقة عالمية .
وأضاف أن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمسابقة جائزة الإمارات للطائرات من دون طيار في القمة الحكومية الماضية جاء لخدمة الإنسانية والإنسان، وخلال عام من انطلاقها تحولت إلى أكبر مسابقة على مستوى العالم بمشاركة 57 دولة و800 مشارك من أفضل الجامعات والعالمية والمحلية والإقليمية .
وقال: “دور الحكومة الأساسي هو خلق بيئة محفزة للعمل، فلا وجود لإنسان سيء، والجميع في العالم لديه قدرات يمكن استغلالها في ظروف معينه، ولكن الفرق الوحيد هو هل هناك حكومات تؤمن بالشباب وتخلق بيئة العمل المناسبة لهم، وتوجههم إلى الأمور التي تخدم الإنسانية أم لا” .
وأوضح القرقاوي أن الإمارات تتجه نحو خدمة الإنسانية، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عام 2015 عاماً للابتكار والمبتكرين، لتأتي هذه المسابقة اليوم تتوج بداية هذا العام ضمن خطة الدولة للابتكار، ويأتي ذلك إيماناً بأن التكنولوجيا ستغير من حياة الإنسان، ومن واجبنا نحو شبابنا أن نخلق لهم بيئة عمل تتناسب مع التكنولوجيا الموجودة على مستوى المنطقة والعالم، حيث إن انطلاق الحدث من مدينة دبي للإنترنت التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل 15 عاماً وأعاد اطلاق استراتيجيتها قبل أشهر لتقوم على الابتكار، يرسم ملامح توجه الدولة نحو مستقبل زاهر .
وأشار القرقاوي إلى أن أبرز الرسائل الأساسية التي نوجهها اليوم إلى شباب العالم هي أننا في دولة الإمارات التي تعتبر دولة حاضنة للابتكارات بحسب الدراسات العالمية، نرحب بهذه المشاريع وأصحاب الإبداعات، مؤكداً أن الإمارات بالأساس هي وجهتهم حيث يعرفون أن الفكرة لتستمد عالميتها وتكتسب انتباه المستثمرين يجب ان تنطلق من دبي، فالجائزة متكاملة تجمع العقول مع المستثمرين لتحويل هذه الأفكار الى مشاريع عالمية .
وشهدت فعاليات اليوم الأول من جائزة الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الإنسان “منافسات شديدة من جميع المتسابقين على المستويين المحلي والدولي، الذين استعرضوا ابتكاراتهم أمام لجنة التحكيم التي تضم 27 محكماً من أبرز الخبراء والمتخصصين العالميين”.
وتتولى اللجنة مسؤولية تقييم 39 مشروعاً رائداً مشاركاً في النسختين المحلية والحكومية والدولية للجائزة، بعد أن تم تأهليهم للمرحلة نصف النهائية من الجائزة من أصل 800 مشروع مشارك في الجائزة الفريدة من نوعها على مستوى العالم .
– الخليج