نورة السويدي

«سنحتفي بصناع التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وسنتواصل مع المؤثرين في هذه القنوات لنسمع آراءهم وأفكارهم، وسنكون قريبين من المبدعين والمبتكرين، لندعمهم ونسهم في إيصال أفكارهم»..
منصة جديدة رفع رايتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكريم وتقدير الإيجابيين في مجتمعاتهم، والذين يطرقون أبواب الخير ليمنحوا الجميع أفضل ما عندهم وما يقفون عليه، ويسلكوا بالمعرفة طرق الرشاد محققين أعلى درجات فن التواصل الإنساني بين البشر، عبر نوافذ، وهي هذه المرة نوافذ التواصل الاجتماعي.
يفاجئنا سموه كل حين بأبواب وزوايا نظر لما أفرزته المدنية والحضارة تعطي أنصع ما يمكن أن تعطيه، وتحجب أسوأ من يمكن أن تيسره مثل هذه المدنية، وهو نهج اختطه سموه منهج حياة وقرره في كتاباته وممارساته وحياته اليومية وقيادته ليكون نموذجاً إيجابياً باقتدار.
الدعم الكامل لرواد التواصل الاجتماعي العرب.. لفتة حضارية لها من بعد النظر ما يكفي للتعالي على الهموم اليومية التي تقض مضاجع الشعوب العربية، التي تئن اليوم في مجملها تحت وطأة المشاحنات والاضطرابات وموجات التشدد البغيض والنفخ المتواصل في نار الحقد الطائفي والمذهبي والاختلاف الإثني واحتكار الحقيقة..
وهي جميعها إنما تتخذ من قنوات التواصل الاجتماعي منابر لها تبث سمومها وآفاتها وأحقادها، مستغلة تعلق الشباب بهذه القنوات، ومتكئة في كثير من الأحيان على الفقر المعرفي في بعض الشعوب التي تتلقى تهويمات هؤلاء مقنعة باسم الدين والتغيير والإصلاح.
نريد منابر للتواصل الاجتماعي الإيجابي البحت، هذه فحوى الرسالة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، لأنه يدرك ويرى بعين الخبير أن هذه المنابر سلاح ماضٍ ذو حدين، بل ربما تكون أبلغ وأفتك الأسلحة هذه الأيام، لأنها تتعامل مع أثمن ما في الإنسان وهي العقل، وتستهدف أثمن ما في المجتمع من طاقات ألا وهم الشباب.
وقبل أن تكون دعوة لعقد القمم والمؤتمرات والتباحث في هذه الشؤون هي دعوة مفتوحة لجميع الشباب أن يعيدوا النظر في معنى الحياة، ويعلموا أن الكارهين لها لا مكان لهم بيننا، وأن الإيجابيين هم أكثر الناس حظاً بالعيش وحجز أمكنتهم في العقول والقلوب، هي دعوة لفهم سر التواصل الإنساني القائم على الخير للجميع.
فالحياة فيها من الغناء ما يكفي كل طالبي الخير، وفيه بالمقابل من الشرور من يكفي أقله لتدمير الإنسانية، هي دعوة لتكريم الإنسانية في جوهرها الثمين، المستند إلى النفع للآخرين، فبقدر العطاء يزداد معيار الشعور الإنساني، وهي دعوة لنبذ احتكار الحقيقة لأنها مبثوثة في الوجود لطالبيها ولكل مجتهد في طلبها نصيب.
نحن على موعد الشهر المقبل مع الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة ولعله الأهم في موضوعه، لأنه يفتح أعين الناس على إيجابية المؤثرين في قنوات التواصل الاجتماعي، ويجمعهم هنا في أرض المحبة والسلام أرض الإمارات للتباحث وخلق بيئة تفاعل إيجابية تُكرم الابتكار والإبداع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهي تأتي مكملة لجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب التي أطلقها سموه في يونيو من العام الماضي، بهدف تسليط الضوء على أهم مبادرات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، من خلال جائزة سنوية تكرم الإبداعات الفردية والمؤسسية في مختلف القطاعات وعبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعي.
ونحن كذلك على موعد متجدد مع شبابنا لتقديم أنبل ما لديهم والتواصل بأرقى ما تمليه عليه إيجابيتهم.
– البيان