أعلنت قبائل في محافظة شبوة جنوب اليمن، أمس، إغلاق حدودها مع محافظة البيضاء التي تدور فيها معارك شرسة بين الحوثيين وأفراد عشائر تحسّباً لتمدّد محتمل للمتمردين إلى الجنوب، وقرر تجمع هذه القبائل تشكيل قوة قوامها ثلاثة آلاف مسلح للدفاع عن المحافظة، في وقت اتفق حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام) وجماعة الحوثي على استحداث مجلس شعب، وكلّفا المبعوث الدولي جمال بنعمر بصياغة الاتفاق ليطرح على بقية الأحزاب لإقراره.
وقالت مصادر محلية وقبلية، إن اجتماعاً قبلياً عقد أمس، وشارك فيه زعماء قبيلة العوالق كبرى قبائل شبوة، وأكد التصدي لأي نشاط لأي جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة أو الحوثيين. وذكرت المصادر أن الاجتماع قرر تشكيل قوة مسلحة قبلية من ثلاثة آلاف مقاتل و200 طاقم لحماية مصالح المحافظة النفطية، ورفض أي أعمال تخريب لأي مصالح خاصة أو عامة بها.
وأكد الاجتماع القبلي رفضه الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون قبل أسبوعين بالعاصمة صنعاء حل بموجبه الحوثيون البرلمان اليمني، ودعوا لتشكيل مجلس مؤقت بديل ومجلس رئاسي من خمسة أشخاص وحكومة.
وأكد المجتمعون التمسك بشرعية الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وأدانوا استمرار احتجاز هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح، وطالبوا بسرعة فك الحصار المفروض عليهما، وحمّلوا الحوثيين المسؤولية عن أي مساس بأمنهما وحياتهما. وناشدوا المملكة العربية السعودية ودول الخليج القيام بواجبها ومسؤولياتها تجاه تلك المخاطر.
واتفق المشاركون في الاجتماع على ألا يجعلوا من محافظة شبوة نقطة عبور أو انطلاق لأي أطراف أو مليشيات أو جماعات من داخل المحافظة أو من خارجها للعبث في محافظة شبوة أو التخريب فيها وجعلها محطة عبور لتنفيذ مخططاتهم التآمرية.
ودعا المجتمعون، قبائل العوالق إلى توقيع وثيقة الصلح بينهم، المعلنة 15 فبراير الجاري، وأعلنوا وقوفهم إلى جانب السلطة المحلية.
وبالتوازي، قالت مصادر محلية في محافظة شبوة: إن مسلحي تنظيم القاعدة، فجّروا، الليلة قبل الماضية، مقر معسكر اللواء 19 مشاة المرابط في مديرية بيحان. وأوضحت المصادر أن عناصر من التنظيم قاموا بإجلاء الساكنين بالقرب من المعسكر، قبل أن يقوموا بتفجير المبنى المكون من طوابق عدّة. وأشارت المصادر إلى أنه «تمت تسوية مباني المعسكر بالأرض بفعل التفجير»، مضيفة أن «القاعدة قامت بهذا التفجير بعد أن تردد عن أن قوة عسكرية ستحل محل الذين كانوا موجودين فيه قبل الهجوم».
وذكرت مصادر إعلامية يمنية أن اثني عشر من المسلحين الحوثيين قُتلوا كما قتل اثنان من عناصر التنظيم خلال مواجهات وقعت الليلة قبل الماضية في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء وسط البلاد.
سياسياً، قال سياسيون يمنيون إن حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام) وجماعة الحوثي، اتفقا على توسيع مجلسي النواب والشورى، ليتولّيا بعد ذلك اختيار مجلس رئاسة للبلاد، وأن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر، تبلغ بهذا وكلّف بصياغة الاتفاق ليطرح على بقية الأحزاب لإقراره. واقترح الحوثيون وحزب الرئيسي السابق على عبد الله صالح استحداث مجلس شعب بقوائم 250 عضوا والإبقاء على مجلس النواب الحالي ويشكلا معا المجلس الوطني الذي سيتولى اختيار مجلس للرئاسة.
وقال مفاوضون لـ«البيان» سلم المبعوث الدولي إلى اليمن الأحزاب نص المقترح الذي اتفق عليه الحوثيون وحزب صالح والذي ينص على الإبقاء على مجلس النواب الحالي الذي يسيطر عليه حزب صالح ،واستحداث مجلس تشريعي جديد يسمى مجلس الشعب وعدد أعضائه 250 عضوا.
وبحسب هؤلاء، فإن المجلسين «يتمتعان بصلاحيات تشريعية متساوية وعند اختلافها يعقدان جلسة مشتركة تحت مسمى المجلس الوطني ويتخذان قراراتهما بالتوافق» .لكن المقترح لا يوضح مصير مجلس الشورى الحالي الذي يرجح أن يتم إلغائه.
وأكدت جامعة الدول العربية التزامها الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن ورفضها أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية أو أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى تقويض عملية الانتقال السياسي.
وكرس اجتماع تشاوري لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن. وأوصى الاجتماع لمواصلة الاتصالات مع وزراء الخارجية العرب لتحديد موعد انعقاد مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في أقرب الآجال لاتخاذ المواقف المناسبة إزاء ما يستجد من تطورات في اليمن.
البيان