قررت دولة الإمارات العربية المتحدة استئناف عمل سفارتها في اليمن في مدينة عدن، وشددت على رفضها المطلق للانقلاب الحوثي . في وقت تحدثت مصادر دبلوماسية خليجية ل”الخليج” عن دور غامض للمبعوث الأممي جمال بن عمر، وحذرت من أن يقوم بخلق مسار سياسي بديل، أو يكرس شرعية السلاح والميليشيات والانقلاب .
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن قرار استئناف عمل سفارة الدولة في عدن يأتي دعماً وترسيخاً للشرعية الدستورية في اليمن الشقيق ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، ودعماً للمبادرة الخليجية والمسار السياسي المتفق عليه إقليمياً حسب البيان الأخير لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم ،2201 والذي هو حصيلة اتفاق اليمنيين عبر حوار سياسي وجامع وموثق .
وأكد رفض دولة الإمارات المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية، والخطوات التعسفية اللاحقة، مشيراً إلى أن أمن واستقرار اليمن الشقيق طريقه الشرعية الدستورية والمسار السياسي الذي تمخض عن المبادرة الخليجية، والذي يحفظ لليمنيين وحدتهم الوطنية واستقرار بلادهم .
وأكدت مصادر دبلوماسية خليجية مطلعة ل”الخليج” أن خطوة دولة الإمارات باستئناف عمل سفارتها من عدن إجراء سياسي هدفه دعم الشرعية والمبادرة الخليجية والحوار تحت سقف الاتفاق الذي يعرف في اليمن ب”مخرجات الحوار”، وقالت إن دولة الإمارات لعبت ضمن المنظومة الخليجية دوراً مهماً في دعم استقرار اليمن، وتقليدياً كانت اليمن إحدى الدول التي خصتها الإمارات بدعمها السياسي والتنموي .
وشددت المصادر على أن الوضع اليمني ما زال معقداً، وما زالت هناك مشكلة كبيرة تحول دون الحل السياسي وتكريس الشرعية، حيث يبدو أن من الصعب على الحوثيين أن يتراجعوا عن انقلابهم، لكن خطابهم بدا، في الوقت نفسه، مرتبكاً، عبر الاستئثار بالسلطة ومهاجمة دول الجوار .
وحذرت المصادر الدبلوماسية الخليجية من الدور “الغامض” للمبعوث الأممي جمال بن عمر، وقالت إن عليه أن يقوم بدوره بأمانة، وألا يسعى إلى المجد الشخصي، وهذا يتطلب من جهته التزامه الكامل بموجهات القرارات الدولية والمبادرة الخليجية، وستكون مشكلة كبرى إن حاول أن يخلق مساراً سياسياً بديلاً أو يكرس شرعية السلاح والميليشيات والانقلاب .
ولدى استيضاح المصادر عن سبب الشك في دور المبعوث الأممي اكتفت بقولها: “هناك بوادر” . أضافت: تتطلب أوضاع اليمن أيضاً تفعيل دور المبعوث الخليجي، وأن تكون الرسائل الخليجية الموجهة إلى جمال بن عمر واضحة، ومثل هذا الموقف للمبعوث الأممي في اليمن يمثل إحدى المشكلات الرئيسية في العديد من الساحات، حيث نرى أن الأجندة أساساً خارجية والتنفيذ لا يأخذ في الاعتبار وجهات نظر دول المنطقة التي هي أدرى بأوضاع المنطقة .
وقالت المصادر إن فرار الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء ومن إقامته الجبرية يعزز الشرعية لأنه أصبح لها رمز واضح من خلال الرئيس، وقد رأينا كيف ارتبك خطاب الحوثيين أكثر نتيجة الدور المتجدد للرئيس هادي .
وركزت المصادر على أن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة استئناف عمل سفارتها بعد السعودية يبين بوضوح أن رأي دول المنطقة والجوار هو تكريس المسار السياسي المعترف به خليجياً وعربياً ودولياً، وتقويض خطط الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح الرامية إلى خلق شرعية جديدة .
وأكدت المصادر أن على حزب المؤتمر، وهو حزب وسطي عريض يشمل العديد من شخصيات اليمن، أن يتخذ قراراً شجاعاً وواضحاً لمصلحة الشرعية والمسار السياسي حتى إن أدى ذلك إلى مواجهة مع الرئيس السابق على عبدالله صالح، فالتحدي الذي يواجهه اليمن اليوم هو تحد وجودي بكل المقاييس .
وفي خضم ما يدور في اليمن، أضافت المصادر، نرى أن المسار السياسي يقي اليمن المواجهة الطائفية المتوقعة، والتي يحمل لواءها الحوثيون والقاعدة، ومن الضروري تغليب المصلحة الوطنية أمام التطرف الطائفي، فاليمن وطن لجميع اليمنيين، ويجب إشراك جميع المكونات، وبالرغم من صعوبة العملية السياسية التي تم الاتفاق عليها داخلياً ودولياً فهي ممكنة، أما غير الممكن فهو خلق واقع جديد عبر الانقلاب والميليشيات .
واختتمت المصادر بقولها: “إن الوضع في اليمن ما زال حرجاً جداً، وضروري تغليب العقل والحكمة، والعمل لما فيه مصلحة اليمن مع تجنيبه الصراع الفئوي” .
– الخليج