أكدت المملكة العربية السعودية ومصر أمس، عمق العلاقات الاستراتيجية بينهما والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات. وجاء التأكيد خلال جلسة مباحثات رسمية عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الرياض جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أن الجانبين بحثا كذلك مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم.

وحضر المباحثات من الجانب السعودي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأمير الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، والسفير السعودي لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان. فيما حضرها من الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ومدير مكتب رئيس الجمهورية اللواء عباس كامل، وسفير مصر لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب، والمتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف.

وكان خادم الحرمين الشريفين في مقدمة مستقبلي السيسي لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» أن مباحثات الرئيس المصري خلال زيارته تتناول سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة في مختلف المجالات وتوسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري، بجانب بحث التطورات الجارية على الساحتين العربية والإقليمية بما يحقق الاستقرار في المنطقة، لافتة خصوصا إلى الأوضاع في اليمن وتداعياتها على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
وكان السفير علاء يوسف صرح بأن السيسي يولي اهتماما خاصا للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على الصعد كافة في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة. وقال إن القمة العربية المقبلة ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال زيارة السيسي للسعودية خاصة وأن الوضع الحالي يتطلب أهمية تفويت كل محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية والتكاتف فيما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة العربية.

وشدد السيسي في مقابلة مع قناة «العربية» السبت على متانة العلاقات السعودية ــ المصرية، وقال إنها ما زالت على نفس المستوى من العمق والتقارب. وشدد على أن مواقف الملك سلمان مع مصر تاريخية. وأكد أن زيارته إلى المملكة تهدف إلى المزيد من التنسيق والتشاور فيما يتعلق بأبرز الملفات الساخنة التي تهم البلدين، وليس لتنقية الأجواء مع الرياض كما تحدث البعض. وأوضح أن مواقف الملك سلمان مع مصر تاريخية ومحل تقدير، مؤكداً أن الواقع العربي يستدعي المزيد من التنسيق بين السعودية ومصر، وأضاف «نعول على دور السعودية لإنجاح مؤتمر شرم الشيخ». وقال الرئيس المصري إن دول الخليج تعلم أن استقرار مصر جزء من استقرار منطقة الخليج بالكامل، لذلك لن تنجح محاولات التفرقة بين مصر والخليج»، وأردف قائلا إن الشعب السعودي ودول الخليج قاموا بدور هائل لدعم مصر والشعب المصري لا ينسى من يقف خلفه.

الاتحاد