نورة السويدي
السيرة والمسيرة العطرة التي تنعم بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة تركت بصمتها على العالمين العربي والإسلامي بعد أن نمت شجرتها الزكية محلياً في أوساط أبناء وبنات الإمارات.
وأذهلت بتواضعها الكبير المؤسسات الدولية المعنية بشؤون الأسرة والمرأة والطفل، غير أن السرّ كان ولا يزال بسيطاً وعميقاً للغاية وهو أن سموها تنظر إلى جميع الأسر بأنها أسرتها والمرأة في شتى بقاع الأرض شقيقتها وأطفال العالم أطفالها، وهذا هو منطلق رؤيتها ومفتاح نجاحها، وإنسانية نظرتها.
منح سموها لقب «أم العرب» من الاتحاد العام للمنتجين العرب، وحملة المرأة العربية، وهما من الجهات العاملة تحت مظلة جامعة الدول العربية..
لم يكن مجرد تكريم لجهود مرصودة عربياً وهي كثيرة بلا شك ولكنه جاء تتويجاً لمسيرة عشقت معنى تمكين المرأة في المجتمعات العربية، بعد أن قطعت فيها شوطاً واسعاً على الصعيد الإماراتي، ونقلت المرأة من مرحلة البداوة والأمية إلى عالم العلم والمعرفة والعمل والنخب المجتمعية والحضور العالمي والتمثيل الدبلوماسي والوزاري في فترة لا تتجاوز الأربعة عقود.
وهي فترة من الصغر بمكان بحيث تركت علامات الدهشة على مؤسسات أممية كبيرة ترصد هذه النقلات بإعجاب كبير، حيث تتابعت تقديرات المسؤولين الأممين لجهود سموها في مجال دعم وتمكين المرأة الإماراتية، وقيادتها مسيرة المرأة الإماراتية التي لولاها لما تحققت هذه الإنجازات.
قبل سنوات من الآن وقفت سموها أمام المستقبل لترى من وراء حجابه الشفيف صورة المرأة الإماراتية ونقلت هذه الصورة أحلاماً وطموحات حين قالت: «إنني أرى أمامي صورة مستقبل المرأة في بلادي.. أراها قد أصبحت أقل كلاماً وأكثر عملاً.. أراها وقد أصبحت أكثر وعياً وفهماً لكل ما يحيط بها من ظروف وما هو مطلوب منها من واجبات..
أراها قد تخلصت من أميتها العلمية والاجتماعية والأسرية التي هي العدو الأول للمرأة والمجتمع.. أراها قد وضعت يدها في يد أختها التي فاتتها فرصة التعليم والخبرة.. لتصعدا معا سلم التقدم والحضارة الراسخة بأصول ثابتة وبلا تعال.. أو تصور بأن لواحدة فضلاً على الأخرى.. فهذا أول طريق رد الجميل للوطن الأم».
وما هي إلا سنوات حتى تجاوزت المرأة الإماراتية العقبة الكؤود التي كانت تعيقها، حتى غدت اليوم هي المبادرة لإيصال الخير إلى جميع نساء الدنيا.
هنيئاً لنا نحن أبناء وبنات الإمارات حصول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على لقب «أم العرب» لأنه من دون أدنى شك جاء ناطقاً صريحاً ومتوجاً لقيم العطاء الإنساني والعمل الخيري الممتد الذي لا تحده حدود، وبصمات سموها الإنسانية لا تخطئها العين، ولن يتجاهلها التاريخ، ومبادراتها في حماية المرأة العربية والنهوض بأوضاعها ومناصرة قضاياها.
وتبرعاتها السخية للمنظمة المعنية بشؤون المرأة العربية لا تحصى، وإشرافها على برامج تمكين المرأة في شتى أرجاء الوطن العربي كبيرة، حتى أن سموها دعمت تأسيس شبكة للتواصل مع المرأة العربية في المهجر لتبقى حاضرة في ضمير مجتمعها ولو ابتعدت عنه.
جهود وأياد بيضاء ممتدة للإنسانية جمعاء دون أي تمييز بين الشعوب والأعراق والأديان، وتترجم الروح الإنسانية الكبيرة التي حملها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
– الاتحاد