قدمت الشعبة البرلمانية الإماراتية، خلال مشاركتها اليوم في اجتماع منتدى الشباب البرلمانيين المنعقدة على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في العاصمة الفيتنامية هانوي، مقترحاً حول «الميثاق البرلماني العالمي لتمكين الشباب وصيانة حقوقهم وحمايتهم من التطرف».
وأكد فيصل الطنيجي عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس منتدى الشباب البرلمانيين في الاتحاد البرلماني الدولي، خلال مشاركته في اجتماع المنتدى أهمية دور المنتدى في عمل الاتحاد البرلماني الدولي، من خلال إبداء الرأي وتقديم التوصيات حول المواضيع المطروحة على جدول أعمال اللجان الدائمة الأربع في الاتحاد، مشيراً إلى أن المنتدى ألزم بعض البرلمانات بإشراك الشباب ضمن وفودها لتلبية شرط السقف العمري الموضوع لعضوية المنتدى.
وقال، إن المقترح أكد أنه في ظل تزايد الأزمات الدولية والانقسامات العالمية فإن النهضة العالمية لا يمكن أن تتحقق ما لم يتم الاستثمار الضروري في الشباب، الذي يشكل نحو 65 في المئة من سكان العالم.
وأشار إلى أن ثورة العولمة وما أنتجته من تطور هائل في ثورة الاتصالات يعد صاحبها الحقيقي ومروج مبادئها الشباب باعتبارهم أكثر الفئات قدرة على استخدام وسائل الاتصالات والإعلام والإنترنت وأكثر المساهمين في العلوم، لافتاً إلى أن مصدر تهديد ثورات العولمة هو استخدام الكثير من الشباب لوسائل الاتصال الحديثة، بما يهدد السلم والأمن الدوليين، من خلال نشر أفكار تحريضية للتطرف أو تهديد الأمن الإلكتروني.
وذكر أن المقترح أكد أن الشباب في كل مجتمع هم القوة الناهضة والداعمة لمستقبل الأمم إلا أنهم يعانون أكثر من غيرهم من مواطني كل دولة من جراء انتشار مشكلات البطالة العالمية، التي زادت في متوسطها العالمي عن 17 في المئة، ما يهدد فرصهم في الزواج أو الاستقلال الذاتي أو بناء حياة تخصهم بعيداً عن أسرهم ينذر بالكثير من تشرذم الأوضاع المجتمعية داخل بلدان العالم إضافة إلى ما تسببه عدم صيانة حقوق الشباب في اتجاههم إلى تبني أفكار سيئة تتحول إلى أفكار متطرفة وعنصرية، ما يؤدي إلى تهديد السلم والأمن الدوليين.
وأشار إلى أن المقترح يؤكد أهمية أن يتم وضع ميثاق برلماني عالمي لتمكين الشباب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتعليمياً وأن تكون هناك رؤية برلمانية دولية في الاتحاد البرلماني الدولي، بشأن تطوير حقوق وواجبات وحريات الشباب من خلال البرامج الوطنية والخطط الاستراتيجية لتقويتهم وإدماج قضايا الشباب في مجمل سياسات وبرامج التنمية.
وقال الطنيجي، إن الهدف الأساسي من الميثاق الاتفاق على رؤية برلمانية مشتركة لضمان الإشراك البناء للشباب في صياغة الأجندة العالمية للقضايا الدولية المطروحة على المنظمات الدولية البرلمانية والحكومية وتحديد مسؤوليات البرلمانات في تقوية دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة والأهداف الإنمائية للألفية والمشاركة الكاملة في القيام بواجباتهم الوطنية، من أجل تنمية بلدانهم اجتماعياً واقتصادياً.
وأضاف أن أحد الأهداف الأساسية للمقترح حماية الشباب من التطرف وفق مبادئ عالمية تتفق عليها برلمانات العالم خاصة في ظل القلق من وضع الشباب في غالبية دول العالم، الذين تم تهميشهم بسبب التفاوت في الثورات والسلطات وانتشار البطالة والبطالة المقنعة والعيش في أوضاع الفقر والجوع والمعاناة من الأمية وضعف أنظمة التعليم، ما أدى إلى نجاح الجماعات الإرهابية في تجنيدهم واستخدامهم أداة للشر وتهديد أمن واستقرار المجتمعات.
بدوره أكد أحمد عبيد المنصوري عضو المجلس الوطني الاتحادي عضو الشعبة البرلمانية الإماراتية أهمية دور منظمة الأمم المتحدة في الكثير من المنازعات الدولية، مشيراً إلى أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم كانت ستصبح أسوأ من غير تدخل المنظمة. وقال، إنه رغم أهمية دور المنظمة في الكثير من المنازعات الدولية فإنه يتوقع منها المزيد، مشيراً إلى أنه على الرغم من الجهود العديدة، التي تبذلها المنظمة إلا أنه لا تزال هناك قضايا عالقة تعرقل الأمن والسلام في العالم، حيث يعيش نحو 1.5 مليار شخص في بلدان متأثرة بالنزاعات.
أكد راشد محمد الشريقي ممثل المجموعة العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي عضو الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي أن «إعلان هانوي» سيتضمن فقرة واضحة ومحددة تهدف إلى مكافحة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله والمساهمة في إقرار السلم والأمن الدوليين والعدالة على مستوى العالم إضافة إلى ذلك من الأمور المهمة التي سترد في الإعلان، ومنها ما يتعلق بموضوع التنمية المستدامة.
حيث تجري الجمعية العامة في دوراتها نقاشاً عاماً حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم، وفي كل دورة يتم اختيار موضوع معين للنقاش في شأنه وفي هذه الدورة سيتم التركيز على موضوع «الأهداف الإنمائية المستدامة: تحويل الأقوال إلى أفعال»، لتوضح الوفود المشاركة وجهات نظر برلماناتها وحكوماتها بشأن الموضوع إضافة إلى مناقشة العديد من القضايا، وذلك لرفعها إلى المجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي غداً لتضمينها في إعلان هانوي.
وقال الشريقي، إنه تم خلال الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية أمس، رفع جملة من التوصيات والاقتراحات للمجلس الحاكم لإقرارها، مشيراً إلى أن أهم الموضوعات التي تم رفعها إلى المجلس الحاكم موضوع إعلان هانوي، الذي يتضمن مقترحات محددة حول كل المواضيع التي تم مناقشتها في اللجان الأربع، إضافة إلى المناقشات التي جرت في الجمعية حول البند الطارئ.
وأوضح أن هذه الدورة من اجتماعات الاتحاد البرلمان الدولي تستقطب اهتماماً خاصاً لأن البند الطارئ، الذي تم الاتفاق على مناقشته يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف على مستوى العالم، وهذا الموضوع نال اهتماماً ورعاية دول كثيرة على مستوى العالم.
وأشار الشريقي إلى أهمية مشاركة المرأة في الأجهزة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي وضرورة تشجيع الدول والبرلمانات على إتاحة الفرصة لمشاركتها في مختلف جوانب التنمية.
وقال إن الشعبة البرلمانية الإماراتية شاركت أمس، في اجتماع تعزيز الشراكة بين الجنسين واللجنة التنفيذية على هامش اجتماعات الجمعية 132 للاتحاد البرلماني الدولي، والدورة 196 للمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، اللذين يعقدان حالياً في هانوي، موضحاً أن الدكتور محمد المزروعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي حضر الاجتماع.
وأوضح الشريقي أن اجتماع الشراكة بين الجنسين من الاجتماعات المهمة، التي تدعم مساهمات المرأة في كل المنتديات واللجان والأنشطة التي ينظمها الاتحاد البرلماني الدولي.
البيان