انطلقت قمة الأميركيتين السابعة المنعقدة في بنما بمصافحة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ونظيره الأميركي باراك أوباما، ليل الجمعة، وهي المرة الأولى التي يحضر فيها زعيمان للبلدين تجمعا رسميا منذ انهيار علاقتهما في العام 1961، فيما قال أوباما إن بلاده لم تعد مهمتة بفرض إرادتها على المنطقة.
ومثلت تلك المصافحة أحدث إشارة رمزية للانفراج الحاصل بين البلدين منذ أن اتفق أوباما وكاسترو في أواخر العام الماضي على بدء مسار تطبيع العلاقات.
وأثارت هذه المصافحة الأميركية الكوبية، التي يتوقع أن يعقبها اجتماع رسمي بين رئيسي البلدين، ردود فعل مرحبة في أوساط قادة الدول الـ35 المشاركة في القمة، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي قال إن «وجود رئيس كوبا راؤول كاسترو هنا اليوم يجسد رغبة أعرب عنها الكثيرون في المنطقة».
وقال اوباما في خطابه امام القادة المجتمعين في قمة الاميركيتين ان تغيير سياسته ازاء كوبا والتقارب بينها وبين الولايات المتحدة «يمثل نقطة تحول في منطقتنا باكملها. ان كوني انا والرئيس كاسترو جالسين هنا اليوم يمثل حدثا تاريخيا». واوضح: «لا اعتقد انه من السر انه ستظل بين بلدينا اختلافات كبيرة، واعتقد ان الرئيس كاسترو يوافقني على ذلك». واضاف: «سنواصل الدعوة الى تطبيق المبادئ العالمية التي نعتقد انها مهمة. وانا واثق ان الرئيس كاسترو سيواصل الدفاع عن القضايا التي يعتقد انها مهمة».
من جهته، دعا كاسترو الى رفع الحظر الاميركي على بلاده وطلب من واشنطن «قرارا سريعا» بشان سحب كوبا من اللائحة الاميركية للدول التي تتهمها بدعم الارهاب.
وقال كاسترو في خطابه ان مسالة الحظر المفروض على بلاده منذ 1962 يجب ان تحل، مؤكدا انه سيعتبر «قرارا سريعا» اميركيا بسحب بلاده من لائحة دعم الارهاب «خطوة ايجابية».
من جهتها، قالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الاميركي برناديت ميهان إن الرجلين اجتمعا وتبادلا التحية قبل المراسم الافتتاحية للقمة.
وفي عشاء عمل رسمي عقد في فناء عند أنقاض بلدة بنما فيجا التاريخية تناول الزعيمان عشاء من المشهيات التي تضمنت أسماك السلمون والكافيار. واستمعا خلال المراسم إلى خطابات ترحيب من قبل الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا والأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسيه ميجيل انسولزا ورسالة من البابا فرانسيس الاول، الذي لعب دوراً في المفاوضات التي قادت إلى التقارب بين البلدين. كما أعلن أن الرئيسين يعتزمان عقد اجتماع مباشر بينهما.
يذكر أنه منذ قيام الثورة الكوبية وتأميم الشركات الأميركية في كوبا، لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين اللتين يفصل بينهما شريط ضيق من المياه.
وقال أوباما أمام المنتدى «مع بدء الولايات المتحدة فصل جديد في علاقتنا مع كوبا، نأمل أن يؤدي هذا إلى خلق بيئة تساعد على تحسين حياة الشعب الكوبي – ليس لأنها فرضت من جانبنا، الولايات المتحدة، ولكن من خلال الموهبة والإبداع والطموحات والحوار بين الكوبيين من جميع مناحي الحياة».
من جهته، خفف الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو، من الحدة المعتادة لتصريحاته المناهضة لواشنطن وامتدح التقارب وكذلك مشاركة كوبا في القمة للمرة الأولى.
وقال مادورو إنّ «وجود كوبا هنا هو أعظم إنجاز لأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي».
وطمأن أوباما (53 عاما)، الذي لم يكن قد ولد عندما صعد كاسترو إلى السلطة في ثورة عام 1959 الكوبية، زعماء أميركا اللاتينية أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بمحاولة فرض إرادتها على المنطقة.
وكان أوباما التقى في وقت سابق من أول أمس بنشطاء من المعارضة في مختلف دول أميركا اللاتينية ومنهم كوبيان لكن سمح لعدد قليل للغاية من وسائل الاعلام بالاطلاع على الجلسة. ويبدو أن أوباما اقترب من رفع اسم كوبا من قائمة الدول التي تقول واشنطن إنها ترعى الارهاب. وكان كاسترو اشترط الأمر لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
قال الأمين العام لمنظمة الدول الاميركية خوسيه ميغيل انسولزا في كلمة الافتتاح ان هذه القمة «تمثل بعدا فعلا خاصا… للمرة الاولى في التاريخ التي يجتمع فيها على نفس الطاولة 35 رئيس دولة وحكومة» من المنطقة واصفا القمة بـ«التاريخية».
وبدأت القمة مع جلوس الرؤساء على المنصة وقد فصل بين اوباما وكاسترو مقعدان لرئيسين آخرين.
البيان