أعرب مسؤولان أمميان في دمشق، أمس الأحد 12 أبريل، عن قلق بالغ إزاء أوضاع المدنيين داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة والذي يسيطر تنظيم “داعش” المتطرف على أجزاء واسعة منه، وطالباً بفتح ممر آمن لمن يرغب بالخروج منهم، في وقت قصف الطيران الحربي السوري مدرسة في شرق مدينة حلب، ما تسبب بمقتل 9 أشخاص بينهم 5 أطفال، بينما ارتفع عدد ضحايا القصف المتبادل بين المعارضة والنظام السبت في المدينة ذاتها إلى 35 قتيلاً .
وقال مدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) بيار كرينبول لصحفيين خلال زيارته مركز إيواء يقيم فيه أشخاص تمكنوا من الخروج من مخيم اليرموك “نحن لا نزال نشعر ببالغ القلق على وضع اللاجئين والمدنيين داخل اليرموك” . وأضاف “نحن مصممون على تقديم المساعدة إلى الذين قرروا الخروج مؤقتاً من المخيم وإيجاد مأوى في مكان آخر” . وأشار إلى أن “الاهتمام منصب، منذ التغييرات المأساوية التي بدأت في إبريل مع تورط مجموعات مسلحة جديدة في المخيم، على كيفية تقديم المساعدة للناس في الداخل” . وأكد أن الوكالة “تعمل على كيفية تمكين الراغبين من سكان المخيم من الخروج بأمان والحصول على المساعدة”، مضيفاً “هذه هي الأولوية العليا لدينا في الوقت الحالي لأننا نشعر بالقلق إزاء حفظ حياة الناس في الداخل” . ودعا كرينبول المجموعات المسلحة “إلى احترام المدنيين داخل المخيم والسماح لمن يرغب بالخروج منه بأمان” .
في الوقت ذاته، أجرى مساعد المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا رمزي عز الدين رمزي محادثات مع مسؤولين في العاصمة السورية . وقالت مديرة مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في دمشق خولة مطر إن رمزي وصل الجمعة الى دمشق، مشيرة الى ان “هدف الزيارة هو إيجاد حل للموجودين في مخيم اليرموك نتيجة للقلق العالمي الشديد على المدنيين وتفادي ان يكونوا ضحايا الاقتتال الجاري فيه” . وأوضحت ان زيارة رمزي “تأتي بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون” الذي دعا الى العمل على تفادي “مجزرة” في مخيم اليرموك . والتقى رمزي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وتواصل مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، بحسب مطر . من جهة أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “قصف الطيران الحربي مدرسة جميل قباني في أطراف حي الأنصاري في شرق حلب، ما تسبب بمقتل تسعة أشخاص هم خمسة أطفال وثلاث مدرسات ورجل” . وأشار إلى أن “عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة” . كما أفاد المرصد عن مقتل طفل في غارة أخرى في حي الشيخ خضر في حلب الواقع كذلك تحت سيطرة مقاتلي المعارضة .
ويأتي ذلك بعد مقتل 18 مدنياً السبت في قصف جوي وصاروخي من قوات النظام على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة، و17 آخرين في سقوط قذائف صاروخية مصدرها مقاتلو المعارضة على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب . ودعت وزارة الخارجية السورية الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن في رسالتين متطابقتين أرسلتهما أمس “إلى إدانة الجريمة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في حلب (السبت) والى اتخاذ التدابير الرادعة بحق هذه التنظيمات والدول الداعمة والراعية لها”.
– الخليج