دشّن رؤساء الأركان العرب، أمس، في القاهرة اجتماعات للتشاور حول قرار القمة العربية السابقة تشكيل قوة عربية مشتركة. وترأس وفد الدولة بالاجتماع رئيس أركان القوات المسلّحة الفريق ركن حمد بن محمد ثاني الرميثي.

وشارك في الاجتماع 11 رئيس أركان وقائد جيش لبنان ومتفقد عام للقوات المسلحة التونسية ولواء ركن من ليبيا وملحق عسكري سفارة اليمن بالقاهرة ومندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة.

وكلّف رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في ختام الاجتماع، فريقاً رفيع المستوى بدراسة كل الجوانب المتعلقة بتشكيل قوة عربية مشتركة بالاجتماع في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، على أن يعرض هذا الفريق نتائج أعماله على اجتماع مقبل لرؤساء أركان جيوش الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية.

وقال البيان الختامي لرؤساء الأركان إنّ ذلك الفريق الذي يعمل تحت إشراف رؤساء الأركان بالدول الأعضاء بالجامعة العربية، سيبحث الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها، فضلاً عن الإطار القانوني اللازم لآليات عملها».

وشدّد رؤساء هيئة الأركان على ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة..

وعلى أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفعالية مع التحديات الراهنة، والاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة، بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة، التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وإيجاد التسويات اللازمة لها وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها.

واستعرض رؤساء هيئة الأركان العرب خلال مداولاتهم الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة على الأمن القومي العربي، وخاصة المخاطر المترتبة على العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية والرامية إلى تهديد كيان الدولة الوطنية الحديثة وترويع المجتمعات العربية وتهديد الوحدة الوطنية وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة، مؤكدين على ضرورة العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، وبما يتوافق مع ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة.

بدوره، قال محمود حجازي بصفة مصر رئيس القمة العربية، إنّ القوة العربية المشتركة ليست موجهة ضد أحد، وإنما تهدف إلى محاربة الإرهاب وصيانة وحماية الأمن القومي العربي، ما جعلها محل تقدير إقليمي ودولي.

وأكّد حجازي في كلمته أمام الاجتماع، على أنّه لا يوجد شك في أن مسؤولية حماية الأمن القومي لكل دولة عربية يقع على عاتق قواتها المسلحة داخل حدودها، وهو واجب مقدس، عاهدنا الله ألا ندخر جهدا في سبيل أدائه على الوجه الأكمل دفاعا عن تراب ومقدرات دولنا العربية.

من جهته، قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن القوات المسلحة بالدول العربية ستظل حصنا منيعا للأمة وقلعة صلبة لصيانة الحماية العربية، خاصة في ظل المصير المشترك. ووصف العربي في كلمته القرار الذي اتخذته قمة شرم الشيخ بأنه قرار تاريخي وجاء تتويجا للقرارات السابقة وعلى رأسها قرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في سبتمبر الماضي.

وأشار العربي إلى أنّ التحديات المحدقة بالأمة أصبحت تمثل تحديا جسيما وخطرا على الأمن القومي العربي بما يستلزم العمل على اجتثاث الإرهاب من جذوره.

وأكد العربي على أنّ تشكيل هذه القوة ليس المقصود منها إنشاء حلف عسكري أو جيش موجه ضد أي من الدول، بل هي إحدى الآليات الهامة لتفعيل العمل العسكري تحت ميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية، مؤكدا أن منظومة الأمن القومي لا تقف عند منظومة العمل العسكري، بل تشمل مجالات حيوية وركائز فاعلة لخلق نظام عربي قادر على صيانة وحماية الدول والحفاظ على وحدة ترابها ولها أبعاد سياسية وصحية وبيئية، إضافة إلى الشق العسكري.

ورحب العربي بإعلان قيادة دول التحالف الانتهاء من عملية عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل في اليمن. وثمّن العربي إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تقديم مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، داعياً إلى تكثيف الجهود من أجل إنجاح عمليات الإغاثة وإعادة البناء، وسرعة إنجاز العملية السياسية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

كما أكد الأمين العام على استعداد الجامعة لتقديم كل ما من شأنه دعم جهود هادي من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره.

اعتمدت القمة العربية في 29 مارس الماضي بشرم الشيخ قراراً بإنشاء قوة عربية مشتركة ودعت رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع خلال شهر لبحث آليات إنشائها بهدف خدمة القضايا العربية المشتركة.

البيان