سقط نحو 72 قتيلاً في عملية هروب جماعي من سجن شمالي بغداد، فيما تناوبت روايتان على سيناريو الهروب، فبينما ذكرت مصادر أنّ العملية تمتّ عبر هجوم لـ«داعش» بـ3 سيارات مفخّخة، أشارت أخرى إلى أنّ السجناء هم من قاموا بمهاجمة حراس السجن واستولوا على أسلحتهم، في الأثناء انضمّ أكثر من ألف من أبناء عشائر الأنبار إلى قوات الحشد الشعبي التي تقاتل التنظيم الإرهابي. وأعلنت الشرطة العراقية أنّ مسلّحين من تنظيم «داعش» هاجموا بثلاث سيارات مفخّخة أمس مديرية شرطة الجرائم في قضاء الخالص في عملية لتهريب سجناء من سجن بشمال شرقي بغداد.
وأسفرت العملية عن مقتل 33 من «داعش» وفرار 48 بينهم 9 من قيادات التنظيم، فيما قتل من جانب القوات العراقية 16 عنصر أمن وإصابة 3 آخرين. وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية أنّ «قوات من متطوّعي الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية تمكنت من إنهاء سيطرة تنظيم «داعش» على سجن الجرائم في الخالص، وإعادة الأمور إلى طبيعتها بعد فرار عناصر «داعش»، وتم تطبيق إجراءات حظر التجوال وبدء عملية البحث عن الفارين». وأوضحت أنّ «عناصر داعش استولوا على جميع أسلحة السجن».
وقال سيد صديق الحسيني، رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، إنّه «من غير الواضح ما إذا كان بين نزلاء السجن سجناء خطرون». وقال المصدر في الشرطة: «بدأ السجناء في العراك، ما لفت انتباه حراس الشرطة الذين تحرّكوا لفض الاشتباك، ثمّ هاجمهم السجناء، واستولوا على أسلحتهم، وبدأوا أعمال شغب، فيما تمكّنوا أيضاً من السيطرة على مخزن الأسلحة في السجن». وقال مصدر آخر في الشرطة إنّ «السلطات أعلنت حظراً للتجوّل في منطقة الخالص، ودهمت عدداً من المنازل بحثاً عن السجناء الفارين».
على صعيد متصل، انضم أكثر من ألف من أبناء العشائر السنية في محافظة الأنبار غربي العراق، إلى قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية ضد تنظيم «داعش»، في مسعى لجعل الحشد المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية ذات قاعدة تمثيلية مذهبية أوسع. وشارك مسؤولون سياسيون وأمنيون وزعماء عشائريون في عرض كبير في قاعدة عسكرية في بلدة عامرية الفلوجة، لتعزيز دور عشائر الأنبار، في القتال ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد.
وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي خلال العرض: «لا حياة بعد اليوم مع القتلة والمجرمين، لا حياة بعد اليوم مع من تلطّخت أيديهم بدماء العراقيين مع المتطرفين والجهلة وتجار الدماء». وأضاف الراوي متوجّهاً إلى عشائر الأنبار: «ليكن يومنا هذا إعلان ثورة عارمة ضد «داعش».
وأشار الراوي إلى أنّ توجيهات القائد العام للقوات المسلّحة حيدر العبادي تقتضي بانضمام ما يصل إلى ستة آلاف من عشائر الأنبار إلى الحشد. وقال الراوي للصحافيين: «لن تكون ثمة عشوائية وفوضى كما في الماضي». وقال الراوي: «لقد وجدنا في العبادي أخاً عزيزاً كريماً أبياً تحمل هم العراق، كل العراق».
وقال عمر ممدوح (24 عاماً)، وهو أحد المنتسبين الجدد: «نحن قادرون على الانتصار على «داعش»، لكننا نحتاج إلى الأسلحة. ومن المشاركين في العرض فتية لا يتجاوز سنهم 15 أو 16 عاماً».
أطلق على المقاتلين الذين انتسبوا تسمية «كتيبة النهروان»، نسبة إلى المعركة الشهيرة التي جرت في القرن السابع الميلادي قرب بغداد، والتي ينظر إليها لكونها ذات رمزية توحيدية. وأوضح مسؤولون أنّ عدد الذين انضموا بلغ 1100 مقاتل، وسيتلقون أسلحة في قاعدة الحبانية العسكرية في الأنبار.
البيان