بدأت المحادثات الخليجية الأمريكية، أمس الأربعاء، في البيت الأبيض على أن تتواصل اليوم في كامب ديفيد، لتختتم ببيان مشترك، وسط أجواء إيجابية أشاعتها تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول تعهد بلاده باليقظة إزاء الإرهاب وإيران، التي هددت أمس بإشعال حرب في الخليج إذا تم التعرض لسفينة “مساعدات” تتجه إلى اليمن مصحوبة بسفن حربية، وفي الوقت الذي بدأت فيه هدنة إنسانية حرص المتمردون الحوثيون على خرقها بإطلاق قذائف على الأراضي السعودية، والتزم التحالف العربي ضبط النفس .
وتمهيدًا للقمة، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى “ترتيبات أكثر وضوحاً” مع دول الخليج العربية لمكافحة الإرهاب، وكشف مسؤولون في البيت الأبيض أن أوباما يعتزم تقديم ضمانات أمنية واسعة النطاق من أجل تهدئة مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي من احتمال حصول طهران على سلاح نووي وتنامي نفوذها بعد فك عزلتها الدولية .
واستقبل أوباما أمس في البيت الأبيض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وأجرى معهما مباحثات بشأن العلاقات بين البلدين . وقبيل الاجتماع، قال أوباما إن “السعودية جزء مهم من الائتلاف الذي يقاتل تنظيم داعش”، كما بحث مع الوفد السعودي الخطوات التالية لوقف إطلاق النار في اليمن، منوهاً بمتانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين الصديقين وحرصهما على بذل المزيد من العمل من أجل تكريسها وتعزيزها على مختلف الصعد .
وقال ولي العهد السعودي إنه سيسعى إلى تعزيز العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة . وفي وقت لاحق استقبل أوباما قادة وممثلي دول مجلس التعاون وأقام مأدبة عشاء على شرفهم .
وفي أول أيام الهدنة باليمن وقبيل الاجتماع الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، عمدت إيران إلى محاولة تعكير الأجواء في المنطقة، بتهديدها بإشعال حرب في الخليج . وحذر مسؤول عسكري إيراني كبير البحرية الأمريكية من اعتراض سفينة المساعدات الإيرانية التي أخذت طريقها إلى اليمن، وأشار المسؤول الثاني في الجيش الإيراني مسعود جزائري إلى إمكانية اشتعال فتيل حرب إذا حدث ذلك، وصرح بأن “ضبط النفس الإيراني له حدود”، وذلك غداة تحذير واشنطن لطهران من “لعبة خطرة” تقوم بها .
ووجه اليمن رسالة إلى الأمم المتحدة أعلن فيها أن إيران تتحمل المسؤولة كاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية دون التصاريح السليمة .
وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت ما أوردته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية من أن سفناً حربية بينها مدمرة إيرانية سترافق سفينة شحن متجهة إلى ميناء الحديدة اليمني الذي يسيطر عليه المتمردون .
ويراقب اليمنيون بقلق بالغ سريان الهدنة الإنسانية، وسط ترحيب من مجلس الأمن الدولي، في حين سُجلت خروقات مباشرة بعد الإعلان عن دخولها حيز التنفيذ، من قبل قوات الرئيس المخلوع علي صالح ومليشيا جماعة الحوثي المتمردة على الشرعية، بإقدامهم على قصف محافظتي جازان ونجران السعوديتين بالقذائف، في حين آثرت السعودية ضبط النفس، كما استهدف المتمردون مواقع المقاومة في جبهات تعز والضالع والجوف ومأرب، غير أن صمود الهدنة ما زال وارداً .
وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تخصيص مليار ريال إضافي للأعمال الإغاثية والإنسانية لمركز الملك سلمان استجابة للاحتياجات الإغاثية في اليمن، فيما رحب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالبادرة، بالتزامن مع بدء المساعدات الإنسانية بالوصول إلى اليمن .
الخليج