جاءت دولة الإمارات ضمن أفضل 3 مجتمعات رقمية في العالم، بحسب المؤشر العالمي السنوي للاتصالات لعام 2015، الذي تصدره شركة «هواوي».
وأرجع التقرير الذي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه المرتبة المتقدمة لدولة الإمارات لاعتمادها التقنيات المتنقلة وإتاحة الفرصة أمام المستخدمين للوصول إلى أنظمة المعلومات والاتصالات على أوسع نطاق، ما يجعل السوق الإماراتي في صدارة الأسواق نمواً في جميع أنحاء العالم.
وتناول التقرير استفادة الإمارات من العوامل الرئيسية التي تمكّن الحكومات ورواد الأعمال من استغلال الفرص، التي يوفرها الاقتصاد الرقمي عبر إتاحتها للجميع من خلال الوسائل المختلفة التي تشمل الكمبيوتر الشخصي والمحمول والأجهزة اللوحية والهواتف والساعات الذكية.
وتضمن تقرير مؤشر الاتصالات العالمي تحليل ودراسة الأداء الاقتصادي لخمسين دولة في جميع أنحاء العالم من حيث الاتصال، واستخدام الاتصالات وتقنية المعلومات، والتحول الرقمي، وذلك لتحديد البلدان المستعدة للتنمية، وليكون أيضاً بمثابة مرجع للتخطيط بالنسبة لصانعي القرارات الذين يريدون تبني الاقتصاد الرقمي.
وقال بونج شنجي، مدير عام شركة «هواوي» في الإمارات لـ«الاتحاد»: ستشهد الإمارات خلال السنوات العشرة المقبلة تحولاً رقمياً أسرع من الاقتصادات المتقدمة بسبب النمو الكبير في الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات، وأضاف: «يجب أن يكون هذا الاتصال متاحاً، وأن ينفّذ بشكل جيد كي ينجح في تحقيق كامل إمكاناته، كما عليه أن يوفر للمستخدمين تجارب مميزة وملهمة حيث لا يمكن للاتصال أن ينجح منفرداً، بل عليه أن يقترن مع الاستثمار في الأفراد والمهارات التي من شأنها أن تبني مجتمعاً أكثر تواصلاً ».
وأوضح أن الاقتصاد في جميع الدول تقريباً يتجه نحو العصر الرقمي سواءً كان ذلك خياراً اتخذته تلك الدول أم لا، لافتاً إلى أن بناء عالم أكثر تواصلاً سيكون له الأثر الإيجابي على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي بالنسبة لأي بلد، كما أنه يرتبط بشكل وثيق بالحركة والتفاعل بين العرض وإمكانات الاتصال.
وأضاف أن قياس حركة الاتصال وتوقع أدائها يسهم في تحديد الوضع الاقتصادي السليم للبلد في الوقت الحالي مقارنة بالدول الأخرى، كما يمكّن صناع القرار أيضاً من توقع حالته في المستقبل.
وقال شنجي، إن التقرير تضمن خمسة عناصر مهمة لتمكين التحول الرقمي والمتمثلة في مراكز البيانات والخدمات السحابية، والبيانات الكبيرة، والنطاق العريض، وإنترنت الأشياء لافتاً إلى أن هذه العناصر تعتبر من أهم الأهداف التي ينبغي على صناع القرار ورجال الأعمال التركيز عليها أثناء الاستثمار كي يتمكنوا من الارتقاء بالاقتصاد في بلادهم إلى العصر الرقمي بكفاءة.
وأضاف أن «تقرير المؤشر العالمي للاتصالات» هذا العام تناول دراسة وتحليل ضِعف عدد البلدان ومتغيرات في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث إن هذا الأمر من شأنه تمكين الجهات المعنية من رسم أهداف أفضل للاستثمار في المستقبل.
وأكد أن ما يميز هذا التقرير عن غيره من المؤشرات الأخرى هو تقديمه تعريفاً أوسع للاتصال مع التركيز على عناصر الاقتصاد الرقمي التي لا تنتمي إلى البنية التحتية مثل الطلب على الخدمات، ونشاط التجارة الإلكترونية وغيرها».
وتوقع التقرير أنه بحلول عام 2025، سيشهد العالم وصول عدد أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة بالشبكات إلى 100 مليار جهاز، مقارنة بنحو 15 مليار جهاز في عام 2015 أي أن الاتصال سيكون أكثر انتشاراً، حيث سيصل عدد أجهزة الاستشعار المتصلة بالشبكات نحو 2 مليون جهاز في الساعة بحلول عام 2025، أو ما يزيد قليلاً على 47 مليون جهاز استشعار متصل يومياً.
وأضاف أنه بحلول ذلك الوقت، يتوقع التقرير أن نحو 55٪ من حالات استخدام إنترنت الأشياء ستكون موجهة نحو الأعمال. وستكون الاستثمارات في الصناعات التحويلية الذكية، والمرافق، والتخطيط الحضري عاملاً رئيسياً لزيادة الإنتاجية وإدارة الأصول لدى العديد من البلدان. ويتوقع المؤشر أن تطبيقات إنترنت الأشياء الموجهة للمستهلك ستشمل نسبة 45% المتبقية من السوق خاصة في مجالات المنازل الذكية والسيارات الذكية التي تهدف إلى الارتقاء بأسلوب الحياة.
وفي معرض حديثه عن أثر إنترنت الأشياء بالنسبة لقطاعات معينة مثل السياحة، التي تعتبر من القطاعات الأهم في الإمارات، قال بونج شنجي: سوف نرى في المستقبل سائحاً يمشي على طول الشاطئ أو يجول داخل مركز تسوق، وهو يتلقى معلومات شخصية عبر جهاز قابل للارتداء ويمكن لهذا الجهاز توفير قسائم للمتاجر المجاورة، وتقييم المواقع المزدحمة، والطرق المثالية التي تساعد مستخدمه على الانتقال من وجهة إلى أخرى باستخدام جميع وسائط النقل المتاحة.
وفي مجال الرعاية الصحية، أشار التقرير العالمي للاتصالات إلى أنه بحلول عام 2025 ستقوم 85% من مؤسسات الرعاية الصحية بالاستثمار في التطبيقات المتنقلة للمستخدمين، والأجهزة القابلة للارتداء، والمراقبة الصحية عن بعد، والرعاية الافتراضية، وذلك للسيطرة على ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
وبدأ هذا التوجه بالظهور بالفعل وفقاً لشركة «إنترناشيونال داتا كوربوريشن» (IDC) التي لاحظت أن خدمات تقنية المعلومات ستكون الأسرع نمواً في سوق مقدمي الرعاية الصحية في الإمارات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وشملت المجالات الأخرى التي عمل التقرير على دراستها وتحليلها القطاعات الحكومية، والسيارات، والأعمال المصرفية، والخدمات اللوجستية، وهي قطاعات من المتوقع أن يكون لإنترنت الأشياء أثراً اقتصادياً كبيراً على الكفاءة التشغيلية فيها.
أكد المؤشر العالمي السنوي للاتصالات لعام 2015 الذي تصدره شركة «هواوي» أن الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحظى بكل الدعم في الإمارات.
وقال بونغ شنجي، مدير عام شركة «هواوي» في الإمارات لـ «الاتحاد» إنه من بين الأفكار الرئيسية التي تطرق إليها تقرير «المؤشر العالمي السنوي للاتصالات لعام 2015» وجود علاقة جديدة بين الإنفاق على البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات والقدرة التنافسية الوطنية في الدول كما حدث في الإمارات، لافتاً أن نتائج التقرير بينت أن زيادة الاستثمار بنسبة 20٪ في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات سوف تزيد من نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة ما بحوالي 1٪.
ولفت إلى أن شركات، مثل «هواوي» تستثمر بشكل دائم في عمليات تبادل المعرفة، حيث بدأ مركز «هواوي» لتميز المدن الذكية ومقره دبي بمساعدة الشركات على تحويل مبادرات المدينة الذكية من مجرد مفهوم إلى واقع ملموس.
وقال: تدير الشركة أيضاً المركز التنافسي لتقنية المعلومات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى برامج تدريب مختلفة مع مؤسسات تعليمية، مثل الجامعات والمعاهد التقنية العليا في الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الكفاءات المحلية والبرامج الاستراتيجية للبحث والتطوير.
الاتحاد