اختتمت فعاليات منتدى الفضاء والأقمار الصناعية 2015 بدورته الخامسة، والذي ترعاه وكالة الإمارات للفضاء، بمشاركة أكثر من 400 من أصحاب القرار والمسؤولين الحكوميين من قطاع الفضاء والأقمار، الذين ناقشوا أهمية الاستثمار الأكاديمي في مجال الفضاءو تطور هذا القطاع، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وناقش المشاركون خلال اليوم الثاني للمنتدى مساهمة الأقمار الصناعية في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحرجة، وتقديم برامج مختلفة إلى المريخ، وكيفية تطوير المشاريع المختلفة وتنظيمها لتحقيق أهداف مهام برامج الفضاء، وتقديم الابتكارات في إدارتها، إضافة لتطوير التكنولوجيا وتلبية أهداف العلم وتشجيع استكشاف المريخ، علاوة على التحكم في الأقمار الصناعية وتطبيق السياسات المنظمة لها.
أكد المشاركون في الجلسة الأولى التي حملت عنوان: «مساهمة الاقمار الصناعية في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحرجة»، وأدارها ديفيد هارتشون، الأمين العام ل«جي في اف»، أهمية استخدام الأقمار الصناعية في مساعدة دول على مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تنجم عنها، وتلعب دوراً مهماً في مساعدة المنطقة العربية في جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف والاتجار بالبشر والمخدرات وانتشار الاسلحة النووية، وتمكنيها من التصدي للكوارث والأزمات الطبيعية التي تضربها من خلال توفير برمجيات وتطبيقات تساعدها على تحقيق ذلك، وتزويدها بصور عن أوضاع المناطق التي تتعرض للكوارث لكي تتمكن من تقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمتضررين في تلك المناطق.
وقال ديفيد هارتشون، رئيس الجلسة: إن صناعة الفضاء العالمية بدأت صفحة جديدة في تاريخ العالم بعد دخول الابتكارات هذه الصناعة الاستراتيجية بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء والإعلان عن مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، مشيراً إلى أن ما حققته الإمارات يمهد الطريق بشكل أفضل للانتقال لمرحلة جديدة في قطاع الفضاء، وتعزيز استخدام الأقمار الصناعية لمساعدة الدول المتخلفة عن ذلك في تحقيق سياستها.
وبدوره، أكد عمران شريف، مدير برنامج بعثة الإمارات للمريخ، أن حكومة الإمارات تسعى لبناء وتطوير قدرات إماراتية، وخلق اقتصاد مبني على قطاع العلوم والتكنولوجيا المتطورة، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى من خلال وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء لتوفير كوادر وطنية مختصة في مجال الفضاء والعلوم، إضافة إلى تنظيم القطاع الفضائي ورعايته والمساهمة في الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة، وإعداد جيل متميز من الكوادر المؤهلة، وتعزيز جانب البحث العلمي، وتطوير البرامج الفضائية، وبناء الشركات الاستراتيجية في مجال الفضاء.
وأضاف: «إن الحكومة الإماراتية تسعى من خلال البعثة الإماراتية التي سترسل للمريخ لتطوير القدرات العلمية في مجال الفضاء، والاسهام بشكل فعال في اكتساب فهم جديد للمريخ من خلال الإجابة عن الأسئلة التي وضعتها في إطار أهدافها».
ونوه الشريف إلى مساهمة دولة الإمارات في خدمة البشرية على الصعد المختلفة، التي منها إغاثة الملهوف وإنقاذ البشرية في حالات الكوارت الطبيعية، وتقديم المساعدة لجميع المحتاجين في شتى أقطار الأرض، مشيراً إلى أن البعثة التي ستطلقها دولة الإمارات ستسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تطوير مختلف قطاعات الدولة، قائلاً: «تسعى الدولة إلى استقطاب العلماء والمهندسين الإماراتيين لتحقيق أدوات ومقومات مستدامة، حيث يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بإشراك الطلبة الإماراتيين في المشاريع التي تتعلق في قطاع الفضاء من خلال ابتعاثهم إلى جامعات تُعنى بهذا المجال، بهدف بناء كوادر إماراتية مبدعة ومؤهلة»، مشيراً إلى أن الحكومة الإماراتية تركز على تنشيط والاستثمار في قطاع العلوم مثل الفيزياء والكيمياء، والخروج من الإطار التقليدي، وتحقيق الإبداع في هذه المجالات التي تعتبر من الأركان الأساسية في الدخول لعالم الفضاء بشكل مشرف وناجح، وأن الإمارات تخطو خطى ثابتة تجاه توعية أفراد المجتمع بأهمية البعثة للمريخ، وما هي الإيجابيات التي تترتب على نجاح البعثة وتحقيق أهدافها التي بنيت على أسس علمية».
وقال الدكتور مايك ماجراث، مدير المهندسين في جامعة كولوراد بولد: «نحن متحمسون لرؤية الإمارات تدخل مجال الفضاء بمسبار «الأمل»، الذي تعلق عليه آمال دول كثيرة في دفع عجلة التطور وخدمة البشرية في أمور جديدة لم تكتشف بعد، ولاحظت فرقاً بين أمريكا ودولة الإمارات أن الأخيرة يوجد فيها أجواء تفاؤل وحماس منقطع النظير، وخطط ممنهجة ومواقف ثابتة لدخول مجال الفضاء من أوسع أبوابه، وأنا متأكد من النجاح لشغف الكوادر الإماراتية العاملة في البعثة وقطاع المجال».
وأشار سامر حلاوي، الرئيس التنفيذي لشركة الثريا للاتصالات الفضائية، إلى أن الشركة تمتلك خبرة كبيرة في تقديم حلول الاتصالات للعملاء، وأن هذا القطاع كان مملاً في السنوات الماضية، ما يخلق حاجة إلى تغييره نظراً لأهمية قطاع الاتصالات المتحركة في الرفاه الاجتماعي وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها دول العالم.
وقال مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات: تعمل الشركة حالياً في 14 دولة، ونأمل أن نتمكن في الدخول إلى دول أخرى في السنوات المقبلة وتوفر أقمار الياه سات خدمات عديدة تشملها شبكة تغطيتها، وخاصة فيما يتعلق بربط الجوانب الاجتماعية في هذه الدول، لافتاً إلى أن الشركة تعمل على عدة مستويات في إطار سعيها لكي تكون مشغل أقمار صناعية عالمياً.
ونوه فيل ديفيس، المدير العام لشركة اليكنور دياموس البريطانية، إلى أن الأفكار الصناعية تقوم بدور ملموس في تعزيز التنمية الاجتماعية، وتقوم الشركة بتقديم البرمجيات الفضائية والتطبيقات المختلفة لتلبية احتياجات متعامليها، وتصميم الأقمار الصناعية التي تسهم في تحقيق ذلك من خلال القمرين الصناعيين اللذين تشغلهما، وهما دياموس 1 الذي أطلق في المدار عام 2001، ودياموس 2 الذي أطلق العام الماضي.
ولفت إلى أن دبي سوف تستفيد من أقمار دياموس من خلال التعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء لاستخدام الصور من هذين القمرين لرصد التغير في البيئة واالنباتات والبنية التحية، وبناء الطرق والجسور، موضحاً أن الأقمار الصناعية حالياً لا تلبي احتياجات المستخدمين بنسبة 100% في الوقت الذي تسعى فيه إلى تغطية كل دول العالم، مضيفاً: إن المرحلة المقبلة ستشهد تطوير المنتجات الفضائية بشكل يلبي طموحاتنا واحتياجات العملاء.
وقال كوسموت دوميترو بروناريو، رئيس جمعية مستكشفي الفضاء الأوروبي: من أهم استخدامات الفضاء والأقمار الصناعية هو حفظ السلام وحماية الأمن القومي، والاستجابة للكوارث في ظل الحاجة الملحة والمستمرة من قبل الحكومات لحماية مواطنيها عندما تضربها الأزمات والكوارث، حيث يعد الفضاء أحد التطبيقات التي تؤثرفي الحياة اليومية للمواطنين، وضمان الأمن والسلامة لهم، لافتاً إلى أنه في المستقبل سيكون هناك تعاون أكبر بين مصنعي ومشغلي الأقمار الصناعية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل حكومات الدول لضمان أمنها واستقرارها.
أما جيمس كروكو، نائب الرئيس والمدير العام لشركة أنظمة الفضاء العالمية «لوكهيد مارتن»، فقال: «يجب أن نكون في حلول 2020 جاهزين للإطلاق وعلى أتم استعداد، لأن أي تأخير في الجدول الزمني سيكلف الكثير من المال والوقت»، مشيراً إلى أن المسبار الإماراتي يجب أن يتم تصميمه بشكل جيد ليحقق الأهداف المرجوة منه.
وأضاف: «يوجد نحو مليون سيرة ذاتية مقدمة للشركة التي أعمل بها لمهندسين وغيرهم يرغبون بالعمل في مجال الفضاء، حيث يدل ذلك على مستقبل مشرق لعلوم الفضاء، والرحلات العشرالأخيرة التي تم إطلاقها للفضاء تكلل نحو 7 منها بالنجاح، وهذا يدل على التطور المستمر في مجال علوم الفضاء، ويبشر بمستقبل رائع يخدم البشرية والعالم بأسره ويخدم المجتمع بشكل إيجابي».
– الخليج